زويل: 50 قناة تلفزيونية تغذي عقول الشباب العربي سلبياً
محليات
28 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - محمد عزام
كشف الدكتور محمد فتحي سعود رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عن سعي المؤسسة لضم 3000 باحث وطبيب وأعضاء في المجال الطبي لإدارة مركز السدرة للطب والبحوث وتشغيله خلال العامين المقبلين.
وأكد في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للصحافة العلمية بالدوحة أن "السدرة" سيصبح المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط الذي يقدم أعلى مستوى من الرعاية الطبية، والبحث العلمي، والتعليم الطبي.
ولفت إلى أنه بحلول عام 2015، سيكون على مؤسسة قطر أن تستثمر 2.8 % من إجمالي الناتج المحلي القطري في المبادرات البحثية التي تبنتها الدولة، بناءً على استراتيجية وطنية واضحة، وبرامج منظمة قائمة على الأولويات.
خاطب الدكتور سعود الحضور قائلا: "إن المؤتمر يمثل إحدى أكبر الفعاليات التي استضافتها مؤسسة قطر في مقرها على مدار 3 أيام، بمشاركة أكثر من 750 صحافيا من كافة دول العالم.
وهنأ رئيس مؤسسة قطر رابطة الإعلاميين العلميين العرب والجمعية الوطنية للكتابة العلمية اللتين بذلتا قصارى جهدهما للإبقاء على استضافة هذا المؤتمر في إحدى دول العالم العربي.
وأكد أن مؤسسة قطر تؤمن مثل الجهة المنظمة باستمرار عقده في دولة عربية، وقال "لا نرغب مطلقًا في إضاعة هذه الفرصة، لكي نعرض بكل فخر واعتزاز أوجه التقدم العلمي والتطور التكنولوجي التي شهدتها قطر حتى يومنا هذا، باعتبارها واحدة من الدول العربية المهتمة بالعلوم والمعرفة".
وقال سعود "نفخر بتراثنا الذي يشهد بأن الشرق الأوسط في عصره الذهبي كان مهد كل الإنجازات العلمية والفكرية العظيمة، والآن نشهد عصر النهضة العلمية الذي تتقدم فيه قطر بخطى ثابتة لتصبح مركزا جديدا للتميز العلمي والابتكار على مستوى العالم".
وأكد أن مؤسسة قطر سعت للقيام بدور رائد في النهضة، وستظل ملتزمة بدعم قطر في رحلتها من الاقتصاد القائم على الثروة النفطية إلى الاقتصاد القائم على المعرفة.
وحول ظاهرة هجرة العقول العربية، قال سعود في خطابه إن عدد العلماء العرب المغتربين وصل إلى 20000 عالم، بحسب قاعدة البيانات التي قامت المؤسسة بإعدادها.
وأضاف "خلال السنوات القلائل القادمة نهدف إلى تعيين علماء قطريين وعرب في معاهدنا ومعاملنا البحثية، في إطار التزامنا بالمساهمة في الحد من ظاهرة هجرة العقول، وتحويلها إلى مسار استقطاب العقول".
ولفت إلى أن مؤسسة قطر قامت بإنشاء أساس تعليمي وبحثي قوي البنيان. وقال "نحلم وشركاءنا الأكاديميين بوضع قطر في مصاف الدول الرائدة في مجال العلوم والمعرفة، ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل في العالم بأسره".
وأضاف "تهدف المرحلة الحالية من عملية التنمية التي تتبناها قطر إلى إنشاء مجموعة من مراكز التميز العلمي التي تركز على الأبحاث الأساسية والتطبيقية والتكنولوجية".
ولفت إلى أن مؤسسة قطر، ساهمت طوال 15 عامًا منذ إنشائها، في جهود البحث العلمي الجارية على قدم وساق بقطر، عبر التعاون مع علماء أجلاء من مختلف أنحاء العالم، حيث تحثهم جميعا على إنشاء شبكات تواصل، لتقديم حلول نابعة من بلدنا لنا وللمنطقة بأسرها.
وخاطب سعود الصحفيين العلميين قائلا: ستُتاح لكم في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر فرصة نادرة لأن تروا بأنفسكم بعضاً من أحلامنا العظيمة التي تتحقق يوماً بعد يوم هنا في قطر، وستتأكدون خلال هذا الأسبوع أن رؤية قيادة قطر ورؤية مؤسسة قطر تتسمان بالجرأة الشديدة والتأثير واسع النطاق.
وفي لفتة طريفة قال الدكتور سعود إنه ليس من مستخدمي موقع تويتر "كما أنني لست صحفياً أو مدوناً على شبكة الإنترنت، ولكنني أدرك الدور الفعال الذي يقوم به الصحفيون في مجال الثقافة العلمية، ونشر بذور المعرفة، ورفع سقف الحلم العربي من خلال قوة التواصل والحوار الرامية إلى تحقيق أهدافنا المشتركة، وأنا على يقين بأن زملائي العلماء والتربويين في مؤسسة قطر الذين انضموا إليكم يدركون هذا الأمر، كما أنني آمل أن تستطيعوا خلال هذا الأسبوع أن تروا بعضاً من المشاريع والابتكارات العلمية الرائعة التي تعمل قطر على إنجازها، وأتمنى أن تتعرفوا على بعض ملامح بلدنا، وتاريخه الثري، وشعبه العريق".
وخلال الجلسة الافتتاحية تحدث العالم والباحث العربي أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل للأبحاث، وعضو مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن عزم الحكومة المصرية لإنشاء مدينة "زويل" للعلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي، بتكلفة تصل حتى ملياري دولار.
ولفت العالم المصري إلى أن قطر شهدت تطورا ونموا كبيرا على كافة الأصعدة خلال السنوات القليلة الماضية، قائلا "العالم شهد تطورات كبيرة ونموا متسارعا لم يشهده من منذ عدة قرون، واختصر التقدم الزمن بشكل كبير من خلال وسائل الاتصال المتعددة المتوافرة في عصرنا الحالي".
وقدم زويل مثالا على سرعة الاتصال بين قارات العالم والكواكب والأرض، وعزا التقدم إلى وسائل الاتصال الحديثة.
وقال "العالم شهد ثورات كثيرة، ولكن أعمق هذه الثورات وأكبرها هي ثورة التكنولوجيا الحديثة والنانو تكنولوجي".
وألقى زويل الضوء على التغيرات التكنولوجية التي لحقت بالعالم وأثر النانو عليها، ولفت إلى أثر الإعلام الترفيهي على أجيال المستقبل، موضحا أن هناك أكثر من 50 قناة تلفزيونية تقدم مادة ترفيهية تغذي عقول الشباب بها، وهو ما يعكس أثرا سلبيا على حياة الأجيال مستقبلا.
وتحدث زويل عن معطيات الثورة المصرية ودوافعها، وإمكانية تسخير التكنولوجيا الحديثة في خدمة الثورة، للوصول إلى الهدف المنشود، ووصف الثورة بالفريدة من نوعها وقال "سخر شباب مصر التكنولوجيا الحديثة في خدمة مصالح الشعب، وتحقيق أهداف ثورتهم، وأعتقد أن الثورة غيرت أفكار الشباب العربي، ووضعت لهم منحى آخر وأصبحوا يتحدثون عن المستقبل بحماس وفاعلية كبيرة.
وشدد زويل على أن الإسلام لا يتعارض مع التقدم العلمي والتطور، وخير دليل على ذلك الثورة المصرية، وقال "الإحباط الذي يصيب البعض في سبيل التقدم العلمي غير متعلق بالإسلام، بل يتعلق بالأشخاص أنفسهم، لأنهم لا يعيشون الديمقراطية ولا يعرفون كيف يمارسونها.
وأكد زويل على حاجة المنطقة إلى الأخبار العلمية والبحث العلمي.
من جهته أكد الدكتور محمد عجور أستاذ الكيمياء بجامعة تكساس إيه آند إم أن مستقبل العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي مرتبط بمستقبل التكنولوجيا الحديثة وكلاهما يكمل الآخر.
وسلط الضوء على ثورات الربيع العربي، بما فيها الثورة المصرية، وقدم بعض الأمثلة المشرفة للشباب المصري، وقال إن الحكومة المصرية بعد انتهاء الثورة أعلنت التزامها بتطوير العلم والعلماء، وتطوير وسائل الإعلام المتعددة، حيث إن وزارة البحث العلمي بمصر أبدت استعداد كبيرا للتعاون في هذا الأمر.
وقال: "العلم يلعب دورا كبيرا وأساسيا في التطور الاقتصادي للدولة"، واختتم حديثه قائلا "إن رياح التغير جلبت أشياء جيدة للصحافة العلمية".
وعقب الجلسة الافتتاحية، والتي كانت بعنوان "كشف النقاب عن علوم العرب"، تفرقت وفود الصحفيين من أجل حضور جلسات جانبية متوازية حول مواضيع متنوعة، كما تم خلال جلسة مسائية ترعاها "المدرسة الأوروبية لطب الأورام" بحث الدور الذي تلعبه الصحافة في وضع السرطان على جدول أعمال الصحة العالمية، وفي كسر وصمة العار الاجتماعية التي تحيط بمرضى السرطان وعائلاتهم، وتتمتع الدورة بأهمية خاصة بالنسبة للمراسلين في قطر، في أعقاب إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان الشهر الماضي، وركزت جلسات موازية أخرى على كيفية استخدام وسائل الإعلام الرقمية، والتصدي للعلوم الزائفة والأخلاقيات البيولوجية في وسائل الإعلام وعالم الصحافة الآخذ في التطور، كما شاركت الرابطة العربية للإعلاميين العلميين، والتي يمثلها مجدي سعيد مع الاتحاد الإفريقي للصحافيين العلميين ومنظمات أخرى مشابهة من جميع أنحاء العالم في نقاش حول التحديات التي تواجه إنشاء الجمعيات العلمية للصحفيين.
الجدير بالذكر أن رابطة الإعلاميين العلميين العرب تشارك في استضافة المؤتمر العالمي للصحفيين العلميين، بالتعاون مع الرابطة الوطنية للكتاب العلميين بالولايات المتحدة الأميركية، ويطمح المؤتمر إلى توفير أول منبر يجتمع من خلاله شباب وخبراء كُتَّاب الشؤون العلمية في الشرق الأوسط للمرة الأولى، كما تهدف فعاليات المؤتمر إلى توسيع بصمة الصحافة العلمية، من خلال ورش عمل للتطوير المهني وفرَ فُرص للتعارف والتواصل تُكمِّل الجلسات النقاشية، حيث يتداول المشاركون أهم القضايا التي يواجهها مراسلو المنطقة والعالم بأسره في مجالات العلوم والتكنولوجيا والصحة والبيئة.
ويعكس قرار مؤسسة قطر باستضافة المؤتمر العالمي للصحافيين العلميين بالدوحة رؤية دولة قطر لدعم العلوم والابتكار والبحث العلمي بالعالم العربي. وتشمل الجهود المتنوعة التي تضطلع بها مؤسسة قطر بهدف تطوير وإطلاق القدرات البشرية في مجالي العلوم والبحوث "منتدى البحوث السنوية لمؤسسة قطر"، و"برنامج قطر للريادة في العلوم"، بالإضافة إلى البرنامج التلفزيوني "نجوم العلوم" الذي يستقطب النوابغ من الوطن العربي بأسره. وتماشيا مع رؤية قطر الوطنية لعام 2030 من أجل مستقبل مستدام، تركز مؤسسة قطر بشكل خاص على تقديم الدعم والتشجيع للبحوث في المجالات الأساسية كالطب، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعلوم البيئية، والعلوم الجزيئية، وتكنولوجيا النانو.