أبناء المسيرية يتطلعون لوساطة قطرية في قضية أبيي
محليات
28 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - محمد الشياظمي
ثمن وفد سوداني شعبي ، يزور الدوحة حاليا، الدور الذي تقوم به قطر في ملف دارفور، ودعوها إلى تبني قضية أبيي قصد إيجاد حل للملف الذي اتخذ أبعادا جديدة، في ظل التطورات الراهنة في المنطقة.
و قال حسين محمد حمدي رئيس لجنة الاستراتيجية الشاملة لقضية أبيي ـ في مؤتمر صحفي بمقر السفارة السودانية أمس ـ إن الوفد الشعبي لأهل المسيرية بدأ جولة إقليمية وعربية من أجل تعريف الرأي العام الدولي بالقضية، وتصحيح بعض المفاهيم التي تورد خطأ على لسان المتحدثين، وتصحيح المفاهيم التاريخية التي تتلخص في أن منطقة أبيي لم تكن يوما من الأيام تابعة لجنوب السودان، بل إلى شماله وفق كل الشواهد والأدلة على الأرض.
واعتبر حمدي أن الوفد الذي يخاطب المجتمع الدولي اليوم يرسل إنذارا إلى المجتمع الدولي لأهمية هذه القضية التي ثار الاهتمام حولها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وباتت جديرة بالاهتمام معها بمسؤولية، نظرا للمخاطر والمآلات التي تترتب عن تطورها، خاصة في بعديها الاجتماعي والإنساني، مشيرا إلى أن هذه القضية إذا لم تعالج بمسؤولية فستتحول إلى كارثة، والضحية هو شعب المسيرية، وهو الخاسر الأكبر.
واعتبر أن أهالي المسيرية نظموا أنفسهم في منظومة واحدة توحد أهالي دار المسيرية، ولديهم المنهجية والرؤية الكفيلة بإيصال رسالتهم بوضوح، وقال إن حل القضية يتمثل في جلوس أبناء المنطقة، وإجراء حوار بناء وشفاف وبعيد عن التدخلات الخارجية لتحديد مستقبل منطقتهم، مشيرا إلى الدور الذي تم اعتماده في الاستراتيجية، باعتباره دورا مكملا للأدوار السياسية التي تضطلع بها أطراف اتفاقية نيفاشا.
وعبر عن استعداد المسيرية لإجراء حوار مباشر مع إخوتهم في دينكا نقوك الذين يطالبون بتبعية المنطقة للجنوب، وإعطاء الضمانات باحترامهم لأي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، مشيرا إلى حرص المسيرية على التعايش السلمي بين كافة المكونات السكانية للمنطقة، وإلى حرصهم على بناء علاقات حسن جوار مع جميع المجموعات السكانية الجنوبية التي تجاورهم، بما فيهم دينكا نقوك، وذلك لوجود مصالح مشتركة بين الجانبين لا يريدون للخلافات السياسية بين الأنظمة الحاكمة أن تؤثر عليها.
وقال إن الجولة التي بدأها أبناء المسيرية انطلقت من قطر كواحدة من مكونات المجتمع العربي، من دون انتقاء على أساس عرقي أو عقدي، وإنهم مسرورون للإنجاز الذي حققته قطر في ملف دارفور، التوجه نحو التوقيع على الاتفاق الشامل والنهائي للملف.
من جانبه قال مختار بابو نمر أحد قيادات قبيلة المسيرية، إن أبناء المسيرية يتمنون أن تتبنى قطر قضيتهم، وتسعى إلى إيجاد حل لها، وعبر عن أمله في أن يتخذ مسار القضية نفس مسار ملف دارفور، ويجد طريقه إلى الحل، وقال إن السودان ظل مقسما إلى قبائل، وكل قبيلة معروفة بتاريخها وماضيها، لكن لا توجد قبيلة في السودان باسم دينكا نقوك.
من جانبه تطرق البروفيسور سليمان الديبلو الخبير في الشؤون الدولية وعضو فريق محكمة لاهاي إلى البعد الدولي في قضية أبيي، مشيرا إلى المطامع الدولية في ثروة المنطقة التي يتم تضخيمها من قبل الدوائر الخارجية، بهدف جعلها قضية تتصدر اهتمامات الرأي العام، خصوصا الشركات الاستثمارية الكبرى التي تؤثر على سياسات الدول الغربية المهتمة بقضية السودان.
وتطرق إلى الدعم الكبير الذي تحظى به الحركة الشعبية من الدوائر الغربية، والذي وظفته في تحقيق مكاسب لها في منطقة أبيي، ومحاصرة الطرف الآخر الذي تناصبه هذه الدوائر العداء، وقال إن التدخل الأجنبي المستند إلى المصالح الاقتصادية هو الذي عقد القضية وجعل أمر حلها محليا غير ممكن، بسبب الارتباط الوثيق بين القوة الحاكمة في الجنوب والقوة التي تؤثر على السياسة الدولية في العالم.