يحظى شهر رمضان المبارك بمكانة خاصة في قلب كل مسلم؛ فهذا الشهر تسوده أجواء روحانية تبعث حالة من الهدوء والسكينة بالنفس، كما أنه وعلى المستوى الاجتماعي يعتبر بمثابة فرصة أمام الجميع لإزالة خلافاتهم بنفوس صافية وهادئة ومستقرة لا يشغلها سوى العبادة، وقد اعتادت المجتمعات العربية على استقبال ووداع هذا الشهر الكريم بمجموعة من الاستعدادات التي قد تتشابه أو تختلف بقدر ما فيما بينها، وللقدرة على معرفة مدى التشابه أو الاختلاف بين الأجواء الرمضانية بدولة قطر وغيرها من الدول العربية فقد قمنا بعقد المقابلة مع اثنين من المقيمين بدولة قطر.
وتتسم الأجواء الرمضانية في الدول العربية والإسلامية بقدر كبير من البهجة التي تملأ كافة الشوارع بلا استثناء، بينما يشعر الآخر بنوع من الغربة بسبب قضاء هذا الشهر الكريم بعيدا عن الأهل والأصدقاء بما يجعله يفتقد الأجواء الرمضانية بدولته الأم.
وقال مقيمون لـ «العرب» إن طبيعة الاحتفالات على مدار الشهر الكريم تتشابه بشكل كبير، إذ تتزيين الشوارع بالزينة الرمضانية ولا سيما الزينة المضيئة المبهجة، بينما ذهب الآخر إلى أن أحد مظاهر التشابه بين الأجواء الرمضانية في دولة قطر والأجواء الرمضانية بموطنه الأصلي هو إعداد مختلف أنواع وأصناف الطعام والمشروبات الشهية ولا سيما الحلوى حيث يقوم أفراد العائلة والأصدقاء بالتجمع لتناول هذه المأكولات الشهية بما يجعل هذا الشهر مليء باللقاءات العائلية الجيدة.
وأضافوا أن الأجواء الروحانية تكون طاغية بدرجة أكبر في قطر مقارنة بدول آخرى خاصة خلال السنوات الأخيرة بسبب بعض مظاهر الاحتفالات المستحدثة كالخيمة الرمضانية التي تقام بها بعض الفعاليات بما يفسد هذه الأجواء الروحانية، لافتين إلى موائد الرحمن الرمضانية تقام على نطاق واسع في دولة قطر ما يشير إلى أنها أحد مظاهر ممارسة الخير وتحقيق التكافل الاجتماعي داخل المجتمع.
وأكدوا أن الأجواء الرمضانية تتشابه بدرجة كبيرة بمختلف الدول العربية والإسلامية التي تقوم بالاستعداد للشهر الفضيل وكذلك على أتم وجه، لافتين إلى أن الشوارع بالبهجة والسعادة في الأيام الأخيرة من رمضان وتتضاعف استعدادا للفوز بالمكافأة وهي الاحتفال بعيد الفطر المبارك الذي يتوج فرحة رمضان، والاحتفال بأداء فريضة الصوم والعبادات الأخرى من صيام وقيام وقراءة القرآن، وأداء الصدقات وزكاة الفطر والتقرب إلى الله بأعمال الخير والبر.
