فتيات يستذكرن مع العرب أول تجربة «صيام رمضان»

alarab
الملاحق 28 مارس 2025 , 01:23ص
نوف علي النابت

التقت «العرب» عددا من الفتيات، اللاتي استذكرن بداية صيامهن في شهر رمضان الفضيل، وما اعتبرنه تحديا في بداية الأمر، وتأثير الشهر الفضيل عليهن، بأوقاته التي تجمع بين العبادة والروحانيات، وأنهن لا يزلن يحملن في ذاكراتهن العديد من الذكريات والتجارب الخاصة. الفتيات التي التقتهن العرب تتراوح أعمارهن بين 20 و30 سنة، شاركن قصصهن عن أول مرة صمن فيها، وكيف تطورت ذكرياتهن مع هذا الشهر المبارك.

وقالت مريم، 24 سنة: أول مرة صمت كنت في سن الـ 12 سنة، كانت تجربة صعبة في البداية، خصوصًا في الأيام الأولى، حيث كنت أشعر بالعطش الشديد والصداع، لكن ما ساعدني هو تشجيع العائلة لي، خاصة أمي التي كانت دومًا تروي لي قصصًا عن بركة رمضان وعن فضل الصيام، عندما شعرت بأنني قادرة على إتمام اليوم بنجاح، كان شعورًا لا يوصف بالفخر. كنت أشعر بأنني أصبحت أكبر سنًا وأقدر على تحمل المسؤولية.»
أما نورة 28 سنة فروت تجربتها الأولى مع الصوم فقالت: أول مرة صمت كانت في سن الـ 11، ولكن كان الصيام بالنسبة لي تحديًا ليس فقط بسبب الحرّ، ولكن لأنني كنت أعيش في فترة انتقالية بين الطفولة والشباب، كانت العائلة كلها صائمة، وتذكرت أول إفطار كان في المساء، وقد كانت الأجواء مليئة بالفرح والبهجة، ربما كانت أصعب لحظاتي هي عندما كنت أرى أصدقائي يأكلون في المدرسة، لكن مع مرور الوقت تعلمت أن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام، بل هو شعور عميق من التقرب لله».

أكدت سارة، 22 سنة أن الذكريات الرمضانية لديّها مليئة بالحنين إلى الماضي، مضيفة: كنت أستمتع بمساعدة أمي في تحضير الإفطار، كنا نأكل معًا على مائدة العائلة، وهي لحظات لا يمكن أن تتكرر في حياتنا اليومية. الآن، بعدما كبرت وأصبحت مشغولة في دراستي وعملّي، أصبح رمضان وقتًا للراحة الروحية أكثر من أي وقت مضى. فأنا أحرص على تخصيص وقت للصلاة والعبادة، وأيضًا أستمتع بتحضير الإفطار البسيط مع صديقاتي».
من جانبها قالت جواهر، 26 سنة: رمضان في صغري كان يعني أكثر من مجرد صيام. كان يعني العائلة، الاجتماع حول مائدة الإفطار، والزيارات العائلية، كانت هناك أجواء من التلاحم والبهجة. أما الآن، فالأمر اختلف قليلاً بسبب العمل، فترتيب الوقت أصبح أكثر صعوبة، لكنني أحاول أن أجد التوازن بين الالتزامات الشخصية والروحانية في هذا الشهر. على الرغم من ذلك، لا يزال رمضان يعكس في داخلي مشاعر دافئة وأملا في أن نكون دائمًا قريبين من الله.
أما منى 30 سنة فترى أن»التغييرات التي طرأت على رمضان منذ صغرها تكمن في طريقة قضائه مع العائلة. موضحة أن في الماضي، كانت اللقاءات العائلية في المساء جزءًا أساسيًا من رمضان، لكن الآن تغيرت الأمور بعض الشيء مع الانشغالات اليومية.
وأضافت: أعتقد أن كل مرحلة في حياتنا تحمل طقوسها الخاصة، وأنا الآن أستمتع بالصيام أكثر عندما أتمكن من التفرغ للعبادة والتهجد، ولكن لا تزال هناك طقوس ثابتة مثل تناول التمر عند الإفطار، والجلوس مع الأهل بعد الصلاة».