ثاني بن علي: ترقبوا زيادة صعود نجم رائدات الأعمال القطريات
اقتصاد
27 ديسمبر 2015 , 12:07ص
هداب المومني
أكد سعادة الشيخ ثاني بن علي آل ثاني، عضو مجلس إدارة مركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم، أن أعداد الشباب الملتحق بريادة الأعمال يتضاعف من عام لآخر بشكل يبث روح التفاؤل، غير أن هذا العام يعد استثنائيا لما يشهده من تنامٍ في أعداد الرائدات الإناث بشكل لافت، واللاتي قد حصلن على نصيب الأسد من حجم المشاركات في كافة الملتقيات والندوات والمعارض، ما اعتبره مؤشرا واضحا على انفتاح الريادة على مصراعيها بين هذه الفئات، وهو ما تصبو إليه الدولة وجميع الجهات الداعمة.
ولفت الشيخ ثاني في حوار مع «العرب» إلى دور غرفة التجارة والصناعة البارز في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة على مستوى الأفراد من الشباب والأسر المنتجة من خلال المعارض التي تقوم بتنظيمها سنويا، مثل «معرض صنع في قطر» على صعيد الأسر، وعقد الندوات التي تقدم شروحات وافية عن حيثيات بعض القوانين التجارية والأنظمة الخاصة بالشركات والمحاسبة والقروض وما يترتب عليها، لإطلاع المقبلين على إنشاء المشاريع عليها بهدف تنويرهم ومساعدتهم في رؤية الطريق بوضوح للحد من التعرض للتخبطات ومواجهة المعوقات، وتجنبا لوقوع الخسائر الفادحة على الصعيد الآخر.
كما تطرّق الشيخ ثاني، الذي يشغل منصب نائب رئيس جمعية المحامين القطريين، إلى أن المشاركة الدائمة لجمعية المحامين في جميع المحافل والملتقيات والندوات الموجهة لقطاع رواد الأعمال الشباب، والتي يتلخص دورها حول أربع ركائز أساسية استشارية وفنية وتسويقية ومحورية، تناغماً مع توجهات الدولة في دعم قياديي الأعمال بكافة النواحي والسبل لما لهم من أهمية كبيرة في نمو الاقتصاد الوطني، وتلبيةً لدعوات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، بالاهتمام بالقطاع الخاص كشريك استراتيجي وتوجيه الشباب نحوه.
وتنظم غرفة التجارة والصناعة معرض صنع في قطر السنوي بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة بهدف جذب المزيد من الاستثمارات في قطاع الصناعة، وتشجيع المنتجات المصنوعة محليا للحد من الاعتماد على نظريتها المستوردة، ويمثل فرصة جيدة لتشجيع الشركات المحلية على بذل الجهد لتحسين وتطوير منتجاتها لتمكين المنتوجات القطرية من المنافسة عالميا.
وفيما يلي نص الحوار:
¶ ماذا عن مشاركة جمعية المحامين القطريين بالملتقيات الخاصة برواد الأعمال وأصحاب المشاريع؟
- نحن جمعية المحامين القطريين التي تأسست في عام 2006، نشارك بشكل دائم بالملتقيات التي تجمع رواد الأعمال الذين تزداد أعدادهم من ملتقى لآخر، ما يدعو للتفاؤل بمستقبل مشرق لما فيه من مصلحة للوطن، حيث إن الأخوة والأخوات رواد ورائدات الأعمال مهتمون بالتجارة بشكل مبهر، يستحق التوقف عنده وتسخير كل السبل في سبيل دعمه.
¶ ما دور جمعية المحامين الفعلي في دعم ريادة الأعمال؟
- نحن كجمعية محامين يتمحور دورنا في ريادة الأعمال حول تقديم ندوات واستشارات مصاحبة للمعارض التي تنظمها الجهات الداعمة، فلا بد لنا من تقديم النصح والإرشاد القانوني لهذا الشباب الواعد حتى يتمكن من رسم خطوات صحيحة ومحددة وواضحة المعالم، ليستطيع النهوض بالشكل السليم الذي ينبغي أن يقوم عليه في سبيل إنجاح هذا القطاع، كما أننا دائمو التواجد في عدة معارض أخرى، تسهم بدفع عملية الإنتاج والاقتصاد الوطني مثل «معرض صنع في قطر» بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة وكلية القانون في جامعة قطر.
¶ هل تعتقد أن دعوة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في خطابه الأخير إلى توجه الشباب نحو القطاع الخاص ستلاقي صدى بينهم؟
- إن الدولة تعمل بجد على تشجيع قياديي الأعمال، إذ إنها تقوم بتقديم كافة أشكال الدعم دون تقصير، فقد وفرت المناطق اللوجستية وتساهم جنبا إلى جنب مع بنك قطر للتنمية الذي لا يدخر جهدا في هذا المجال، من خلال تقديم التمويل للرواد إلى جانب الاستشارات المجانية. إن خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في افتتاح دورة الانعقاد العادي لمجلس الشورى الأخير، والذي أكد فيه على أهمية القطاع الخاص وأنه شريك استراتيجي للدولة في العملية الاقتصادية، لهو خير دليل على الاهتمام البالغ في هذا القطاع وتكثيف العمل لتوجيه الشباب نحوه، ومن هذا المنطلق لا بد أن يقبل الشباب على ريادة الأعمال والتجارة والمشاريع الخاصة لضمان نمو الاقتصاد الوطني ومما يعود عليهم وعلى الوطن بالفائدة.
¶ ما أهم النشاطات التي قامت بها غرفة التجارة والصناعة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة؟
- قامت غرفة التجارة والصناعة بأمور كثيرة خاصة في سنة 2015، في سبيل دعم المشاريع بالتعاون مع بنك قطر للتنمية لعمل دورات مجانية عديدة تهدف لتثقيف الرواد المقبلين على الأعمال وتعليمهم على نظام المحاسبة والقروض وتسهيلها ومراجعة العقود معهم، حتى تتكون لديهم خلفية جيدة عما يقدمون عليه بشكل يحميهم من التعثر أو التورط بمشاكل وأزمات بمشوارهم، هم في غنى عنها بكل تأكيد.
ودور الغرفة في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة هو استشاري وفني وتسويقي ومحوري، يتضمن دورات تدريبية ودراسات ميدانية للجدوى الاقتصادية على أرض المشاريع.
أما على سبيل المعارض فقد نظمت غرفة التجارة والصناعة عدة معارض بهذا الخصوص وأبرزها معرض «صنع في قطر» الذي كان يحتوي على جزء خاص بالأسر المنتجة، بالإضافة إلى مجّانيته المخصصة من الغرفة لدعم الصناعات الصغيرة لها، حيث إن مثل هذه المعارض تدفع عجلة الاقتصاد نحو الأمام بشكل عام.
¶ بالعودة إلى الملتقيات التي تجمع رواد الأعمال، ما تقييمكم لإقبال الشباب من عام لآخر؟
- إن الإقبال على ريادة الأعمال من قبل الشباب قد ازداد بشكل لافت بالآونة الأخيرة، وهذا يبشّر بالخير، حيث إننا في كل عام نلاحظ ازديادا مضطردا بهذا الخصوص، لكنني أرى أنها استثنائية هذه السنة، فقد لاحظت أن هناك فرقا كبيرا في أعدادهم مقارنة بالعام الماضي، والمفاجأة الكبرى أن رائدات الأعمال كان لهن النصيب الأكبر، ما يشير إلى الانفتاح الكبير للشباب القطري من الجنسين على الريادة، كما تشجع المعارض والملتقيات التي تقام بشكل مستمر على تقارب وجهات النظر وتولد الأفكار والمشاريع الجديدة، وقد تجمع أكثر من رائد ليكوّنوا مشروعهم أو شركتهم معا لتكون من المشاريع الناجحة جدا في السوق المحلية.
¶ هل هناك قوانين تجارية يتم طرحها للنقاش مع رواد الإعمال على هامش الملتقيات؟
- نعم، هناك العديد من القوانين التي يتم طرحها ومناقشتها مع الرواد بهدف تعريفهم بالقوانين المستحدثة خاصة قانون الشركات رقم 11 للعام 2015، حيث إن العديد من المؤسسات لا يملك خلفية عن ذلك القانون وما يترتب عليه بعد إصداره، حيث إن الذي أسس شركة قبل تاريخ صدوره في يونيو الماضي يجب عليه أن يصحح وضعه وفقا للقانون الجديد، أما بالنسبة للحضور أمام المحاكم إن تطلب الأمر ذلك، فنعلمهم أن الأمر في هذه الحالة يحتاج توكيلا خاصا من الجهة أو الشركة أو صاحب القطاع للمحامي المرشح لتمثيله.
¶ ماذا تتوقع من هؤلاء الرواد في المستقبل القريب؟
- نتمنى لهم التوفيق في طريقهم والسير في خطى ثابتة على أرض الواقع، وأن نرى تجاربهم في الملتقيات القادمة قد تطورت وازدهرت وحققت النجاح الذي يبتغونه كي يكونوا قدوة للأجيال القادمة.