

أكد الدكتور أنيس اليافعي استشاري طب المجتمع ومسؤول مركز المعافاة بمركز لعبيب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن القلق والاكتئاب يؤثران بشكل واضح على العادات الغذائية لدى الأشخاص، خاصة في فصل الشتاء. وقال « إن الذين يمرون بفترات من القلق والاكتئاب وزيادة في تناول الطعام، خاصة الأطعمة عالية السكر والدهون، وهو ما يسمى بـ»الأكل العاطفي»، حيث يتم اللجوء إلى الطعام كوسيلة للتخفيف من المشاعر السلبية. في الشتاء، قد يكون ذلك أكثر شيوعاً بسبب العزلة الاجتماعية وقلة التعرض لأشعة الشمس، لافتا إلى أن القلق والاكتئاب قد يؤديان إلى فقدان الشهية تماماً، وقد يشعر بعض الأفراد بفقدان الرغبة في تناول الطعام، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن وسوء التغذية.
وأوضح أن القلق المستمر أو الاكتئاب الحاد يمكن أن يؤدي إلى انعدام المتعة في تناول الطعام، حتى لو كانت الأطعمة التي كانت محببة لهم سابقًا، لافتا إلى أن فصل الشتاء يصاحبه في بعض الأحيان «اضطراب العاطفة الموسمي»، وهو نوع من الاكتئاب يظهر خلال المواسم الباردة. هذا الاضطراب قد يزيد من استهلاك الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات بسبب الرغبة في تحسين المزاج عبر رفع مستوى السيروتونين في الدماغ.
وحول أنواع الرياضات التي ينصح بممارستها في الخارج خلال الطقس المعتدل، أضاف: كل أنواع الرياضات بقسميها القلبي الهوائية أو تمارين المقاومة ينصح بممارستها خلال الطقس المعتدل بشكل منتظم. كما أن الألعاب الجماعية أو ذات التأثير التنافسي تضفي جوا من المتعة والحماس في الاستمرارية. كما أن التمارين الخفيفة مثل تمارين الإطالة أو المشي والتمارين الفردية لها فوائدها أيضا خلال الطقس المعتدل.
وأشار إلى أن النوم يلعب دوراً مهماً في التحكم في الوزن في كل المواسم، حيث يمكن أن تؤثر عدة عوامل بيئية ونفسية على العادات الغذائية ومستويات النشاط البدني وذلك عبر تنظيم الهرمونات المرتبطة بالجوع والشبع.
وأكد د. اليافعي أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة مستويات الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد. مستويات عالية من الكورتيزول يمكن أن تعزز تخزين الدهون، خاصة في منطقة البطن.
وقال «إن النوم الجيد يزيد من مستويات الطاقة والنشاط البدني ففي فصل الشتاء، يعاني العديد من الناس من نقص في النشاط بسبب الطقس البارد، وقلة النوم يمكن أن تزيد من هذا النقص في الطاقة، مما يؤدي إلى قلة الحركة وبالتالى زيادة الوزن.
وفيما يتعلق باتباع عدة برامج لفقدان الوزن أو التحكم فيه دون نجاح، أوضح أنه قد يكون هناك حاجة لاستشارة طبيب أو أخصائي تغذية لمعرفة الأسباب الكامنة وراء الصعوبة في تحقيق النتائج.