«الأوقاف» تصدر الكتاب الثاني بأبحاث «ندوة الأمة»

alarab
محليات 27 يوليو 2025 , 01:28ص
الدوحة - العرب

أصدرت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكتاب الثاني في سلسلة إصدارات «ندوة الأمة» ويضم مجموعة الأبحاث والدراسات التي قُدمت في ندوات الموسم الثقافي الثاني الذي جاء تحت شعار: «قيمنا.. عماد الحضارة، وسبيل النهوض»؛ وذلك إدراكاً من الوازرة لأهمية هذه الأبحاث وقيمتها العلمية وحرصاً منها على إتاحتها للباحثين، والمفكرين، وطلبة العلم، حتى تغدو مرجعًا ينتفعُ به الدارسون في معالجة المشكلات المطروحة.


وقال الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني، مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، في تقديمه للكتاب، الذي صدر في أكثر من (500) صفحة من الحجم الكبير: إن الإدارة وهي تتخذ من: «قيمنا.. عماد الحضارة، وسبيل النهوض» شعاراً لموسمها الثقافي الثاني، إنما تعبر عن إيمانها بمركزية القيم في بناء الحضارة، وتماسك المجتمع، وحماية الفرد، مشيراً إلى أن «ندوة الأمة» استطاعت، من خلال طروحاتها أن تؤصل للبعد الديني للقيم الإسلامية، وتبيِّن أن هذا البعد يعطي القيم عظمتها وثباتها، كما استطاعت أن تثبت أن غياب القيم هو السبب الرئيس في هلاك المجتمعات وضعفها الحضاري وهوانها الثقافي وترديها الفكري. 
وأوضح أن «ندوة الأمة» تأتي في إطار حرص وزارة الأوقاف على تبني الندوات ضمن مشروعها الثقافي الاستراتيجي؛ لإعادة بناء المسلم، المتمسك بدينه، والمتفاعل مع مجتمعه، والباني لنهضة أمته.. كما تأتي في إطار اهتمامات إدارة البحوث المتعددة، وإدراكاً منها، من خلال تجاربها المتنوعة، لأهمية المواسم الثقافية، والندوات العلمية والفكرية، في تحريك عجلة العلم والمعرفة والثقافة في المجتمع، حيث يتم طرح وتداول الأفكار والرؤى، ومناقشة القضايا العامة والخاصة، ومباحثة المسائل التي تهمُّ الفكر والمجتمع والأمة، لافتا إلى نجاح «ندوة الأمة» التي يشرف عليها قسم الدراسات الشرعية، في إدارة البحوث، في استقطاب نخبة من الباحثين، والمفكرين، والدعاة، والمسؤولين، والعلماء، والأكاديميين، من تخصصات علمية متنوعة، وتمكينهم من طرح رؤاهم وأفكارهم حول مسألة القيم.
وأضاف: ان الكتاب يكتسب أهميته من أهمية موضوعات الندوات الأربع، التي عمل على التوثيق لها، من حيث المضمون، والسير الذاتية للمشاركين فيها، والبرنامج الخاص بكل ندوة، والتغطية الإعلامية التي حظيت بها على مستوى وكالة الأنباء القطرية، والصحف والقنوات التلفزيونية المحلية، وقنوات البث المباشر على شبكة الإنترنت خاصة موقع إسلام ويب، إضافة إلى ما تم بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف: كانت الندوة الأولى حول القيم، قيمنا الإسلامية الغنية، وأخلاقنا الربّانيّة التي هي عمادُ الحضارة الإسلامية الزاهية؛ وأهمّ مقوّمات الإمكان لمعاودة النهوض في كل حين، وأقوى أسباب الريادة والصّدارة؛ منوهاً بأن البديل القيمي الغائبُ أو المغيّبُ وأكثرُ الأدوات فاعليةً في إصلاح وتهذيب المجتمعات، ومعالجة مشكلاتها، وبالتالي انتشال الحضارة المعاصرة من المآزق التي تكتنفها والمشكلات التي تمزّقُ تماسكها الأخلاقي والإنساني. وأوضح أن الندوة الثانية تمحورت حول الأسرة، كَلَبِنَةٍ أولى للمجتمع، وضمان استقراراه، وحاضنةٍ لقيمه، وركيزةٍ أساسيةٍ لبنائه، وأكثر المؤسسات تأثيراً في صناعة الوعي المعرفي الثقافي، وحمايةً للمجتمع من آثار الغزو الفكري.. فالأسرة عماد المجتمعات، وبها تستجلبُ السعادة، وتنمّى المجتمعات، وتتآلف الشخصيات، وتتطور الدول.
وأشار إلى الندوة الثالثة تناولت ثقافة الاعتدال والتسامح في المجتمع المسلم، والتأكيد على أنها ثقافة مستمدة من القرآن والسنة، وبيان دورها الكبير في الأمّة، وأنها سبب سيادتها على الأمم، وقبول الشعوب والأعراق الأخرى بهذا الدين الذي يكفل لهم معاشهم، ويحفظ لهم عقائدهم.. وقد جسد «مونديال قطر 2022» هذه الثقافة.
وكانت الندوة الرابعة حول موضوع الإلحاد المعاصر، باعتباره من أخطر الوسائل الهدّامة، التي يتم الترويج لها وتزيينها وتسويقها على نطاق واسع في المجتمعات المسلمة، حتى يكون بابًا من أبواب التقويض والتفكيك للمجتمعات المسلمة، وإفسادها، وإيجاد قطيعة بينها وبين الوحي الربّاني.