عبر قراءة صور الأشعة.. د. شيخة أبو شيخة لـ «العرب»: استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن السرطان

alarab
المزيد 27 أبريل 2025 , 01:25ص
حامد سليمان

رفع وعي الجمهور بأهمية الكشف المبكر وأثره على الصحة العامة
نسبة الشفاء من سرطان الثدي في حال الكشف المبكر تصل إلى حوالي 100%
برامج الكشف المبكر تمثل إستراتيجية فعالة للحد من آثار السرطان

 

كشفت الدكتورة شيخة سامي أبو شيخة، مدير إدارة برامج الكشف المبكر في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، عن البدء في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم استشاريي الأشعة في قراءة الصور، موضحة أن هذا النظام سيساعد في تأكيد دقة قراءة أخصائي الأشعة في البرنامج، وأنه يمثل خطوة إيجابية نحو تحقيق نتائج أفضل في برامج الكشف المبكر عن السرطان.
وقالت د. شيخة أبو شيخة في حوار لـ «العرب» إن برامج الكشف المبكر عن السرطان لها أهمية كبيرة، إذ تسهم في رفع وعي الجمهور بأهمية الكشف المبكر وأثره على الصحة العامة، خاصة أن الكشف المبكر يزيد من فرص الشفاء، فتصل نسبة الشفاء من سرطان الثدي في حال الكشف المبكر إلى حوالي 100%.
وإلى نص الحوار:
◆ ماذا عن أهمية برامج الكشف المبكر عن السرطان؟
¶ تعد برامج الكشف المبكر عن السرطان من البرامج الحيوية في مجال الرعاية الصحية الأولية، والتي لها أهمية كبيرة لعدة أسباب منها:
- توفير خدمة الكشف المبكر، بما في ذلك الكشف المبكر للثدي والكشف المبكر للأمعاء في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في الدولة.
-  رفع وعي الجمهور بأهمية الكشف المبكر وأثره على الصحة العامة حيث أن البرنامج يعمل بشكل أساسي على التوعية بأهمية الفحص المنتظم، مما يساعد في تثقيف المجتمع بعوامل خطر السرطان وأهمية مراجعة الطبيب بشكل دوري ومنتظم.
- زيادة فرص الشفاء من المرض حيث إن الكشف المبكر يزيد من فرص العلاج الناجح خاصة إذا تم اكتشافه في مراحله الأولى. فمثلاً، تصل نسبة الشفاء من سرطان الثدي إلى حوالي 100% وتصل هذه النسبة الى 90% بحالة سرطان الأمعاء، إذا تم اكتشافهما بالمراحل الأولى. بالتالي، الكشف المبكر يساهم في تقليل الوفيات.
بشكل عام، فإن برامج الكشف المبكر تمثل استراتيجية فعالة للحد من آثار السرطان وتمكين الأفراد من الحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب.

عدد المستفيدين
◆ كم عدد المستفيدين من برامج الكشف المبكر عن سرطان الأمعاء وسرطان الثدي؟
¶ منذ انطلاقة البرنامج في فبراير 2016، تم تقديم خدمات الكشف المبكر لصحة الثدي للسيدات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45 و69 عاماً والكشف المبكر لصحة الأمعاء للنساء والرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و74 عاماً والذين تستوفى لديهم شروط الأهلية. وخلال هذه المدة وحتى يومنا هذا، تم ضمان الوصول الى الفئات المستهدفة في كافة المناطق في الدولة.

◆ هل من خطط للتوسع في الوصول للفئات المستهدفة من هذه البرامج؟
¶ نعم.. هناك خطط استراتيجية متواصلة بهدف زيادة الوصول إلى الفئات المستهدفة في البرنامج. بعض هذه الخطط تشمل:
- زيادة نسبة التوعية المجتمعية، وذلك من خلال تنظيم الحملات التوعوية المجتمعية في مراكز العمل الخاص منها والحكومي وأماكن التجمعات كالمراكز التجارية وغيرها بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الفئة المستهدفة وذلك للتثقيف والتوعية حول سرطان الثدي وسرطان الأمعاء، وعوامل الخطر، والأعراض المحتملة، وأهمية الكشف المبكر.
- توسيع نطاق الفحوصات حيث يقوم فريق البرنامج بإجراء دراسات مستمرة تهدف إلى إمكانية توسيع نطاق التغطية الجغرافية والوصول الى أكبر شريحة من الفئة المستهدفة. فعلى سبيل المثال، تم افتتاح أحدث عيادة للكشف المبكر عن سرطان الأمعاء في مركز السد الصحي عام 2023 بهدف الوصول الى عدد أكبر من المشاركين في الكشف المبكر لسرطان الأمعاء.
- تطوير برامج التعليم الاكلينيكي حيث يتم تقديم المحضرات العلمية الاكلينيكية لجميع الأطباء العاملين ضمن المؤسسة على مدار السنة وذلك من أجل ضمان إيصال اهداف البرنامج بما في ذلك خدمات الكشف المبكر للفئة المستهدفة من خلالهم.

برامج كشف جديدة
◆ هل من توسع نوعي في برامج الكشف المبكر.. أو برامج كشف جديدة تُطرح قريباً؟
¶ يسعدني أن أشارك معكم هذا الخبر الجميل والإعلان بأننا بدأنا باستخدام نظام الذكاء الاصطناعي AI لدعم استشاريين الأشعة في قراءة الصور، وهذا النظام سيساعد في تأكيد دقة قراءة أخصائي الأشعة في البرنامج.
إن اعتماد استراتيجيات جديدة مثل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي AI يعد خطوة إيجابية نحو تحقيق نتائج أفضل في برامج الكشف المبكر عن السرطان. من المهم أيضًا الاستمرار في التعليم والتدريب للعاملين في مجال الرعاية الصحية حول كيفية استخدام هذه التقنيات الجديدة بشكل فعال. إن دولة قطر والعديد من البلدان الأخرى تستثمر في البحث والتطوير في هذا المجال، مما يعزز الأمل في تحسين معدل الكشف المبكر والنجاة من السرطان.

◆ ما المراكز الصحية التي توفر خدمات الكشف المبكر، وهل تخططون لزيادتها؟
¶ تتوفر خدمات الكشف المبكر لسرطان الثدي والأمعاء للفئة المستهدفة في عيادات مخصصة في المراكز التالية: مركز لعبيب الصحي، مركز روضة الخيل الصحي، مركز الوكرة الصحي، مركز معيذر الصحي اضافةً الى العيادة الجديدة المخصصة للكشف المبكر عن سرطان الأمعاء في مركز السد الصحي، وجميع هذه العيادات مجهزة بالكامل بأحدث أجهزة الماموغرام كما يقدم الخدمة فيها عدد من الأخصائيين الإكلينيكيين المدربين تدريبا جيداً.

حملات توعية
◆ ماذا عن برامجكم التوعوية للتعريف بأهمية الكشف المبكر؟
¶ الى جانب توفير خدمة الكشف المبكر، يهدف البرنامج الى رفع الوعي داخل المجتمع وذلك من خلال:
- الحملات توعوية: وأكبرها تكون خلال شهر مارس (شهر التوعية بسرطان الأمعاء) وشهر أكتوبر (شهر التوعية بسرطان الثدي). وخلال هذه الحملات، يتم نشر الشعار الخاص بالحملة في مختلف الأركان التوعوية المجهزة بالكتيبات التوعوية بإدارة الكادر المختص، وتتواجد في أماكن مختلفة مثل المراكز الصحية، المدارس، والمجمعات التجارية، ويتم استخدام المواد التثقيفية المختلفة إضافة الى التوعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
- عقد ندوات وورش عمل تعليمية مقدمة للمجتمع بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة
- تقديم التدريب الاكلينيكي المتواصل على مدار السنة للأطباء العاملين في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية
- توفير المنشورات والكتيبات التعليمية
- توفير موقع الكتروني خاص بالبرنامج يشمل جميع الملومات المتعلقة بالمرض.

◆ ما أبرز أوجه التعاون بين البرنامج والمؤسسات المعنية كوزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية والجمعية القطرية للسرطان؟
¶ إن برنامج الكشف المبكر لسرطان الثدي والأمعاء هو برنامج وطني. فبطبيعة الحال يتم التعاون الدائم في شتى الأصعدة المختلفة وخاصة في مجال الحملات التوعوية. التي من خلالها يتم نشر بطاقات تثقيفية موحدة على وسائل التواصل الاجتماعي مع شركائنا الدائمين الا وهم وزارة الصحة العامة، مؤسسة حمد الطبية، الجمعية القطرية للسرطان وسدرة للطب. إضافة الى ذلك، فنحن نشارك في الفعاليات وورش العمل التثقيفية على مدار العام.