اختتام مسابقة المينى للغوص على اللؤلؤ

alarab
ثقافة وفنون 27 أبريل 2018 , 08:49م
الدوحة - قنا
في أجواء وطقوس تشبه "قفال" الكبار، استقبل الأهالي مساء اليوم صغارهم الذين يبلغ عددهم 117 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاما، بالإضافة إلى نواخذة الفرق والمجدمية في اختتام مسابقة المينى للغوص على اللؤلؤ بالأهازيج، ملوحين بأياديهم فرحا بعودة فلذات أكبادهم إلى "سيف" كتارا ، حيث توجه الجميع إلى مكان التكريم، بزيهم التقليدي البحري وعدتهم البحرية.

وكان من المقرر اختتام مسابقة المينى يوم غد، السبت، إلا أنه بسبب تغير الأحوال الجوية، وهبوب الرياح وارتفاع الموج، لجأت اللجنة المنظمة إلى خطتها البديلة، واستعاضت عن منافسات الغوص على اللؤلؤ، بالمسابقة الفردية "الغيص" بعد تقسيم الأطفال المشاركين حسب أعمارهم، حيث انقسمت المسابقة إلى مرحلتين: الأولى تتعلق بمسابقة السباحة بحبس النفس، والثانية حبس النفس بالمكان الثابت، وذلك لمعرفة الأكثر قدرة على التحمل.

وأوضح السيد مبارك الهاجري رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة، أن النواخذة الصغار أبدوا شجاعة وجرأة في خوضهم للمسابقة الفريدة "الغيص" التي تكشف مدى خبرتهم في السباحة وتحملهم للغوص بشروط طبيعية وتقليدية، مشيرا إلى أن الأطفال أثبتوا جدارتهم وهم يستعيدون تلك الأزمنة المجيدة من تاريخ الأجداد الأصيل وتراث قطر البحري، حينما كان النواخذة والبحارة القطريون على استعداد لتحمل مشاق احتراف الغوص للبحث عن اللؤلؤ.

وفي جوابه على سؤال لوكالة الأنباء القطرية "قنا" عن المقصود بالمينى، أوضح الهاجري، أن المينى مشتقة من "المجنى" ويقصد بها جني المحار من المياه الضحلة غير العميقة، وهي خاصة بـ"الصغار"، لأن الكبار عندما ينطلقون إلى الغوص الكبير، فإن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما يكونون هم عماد البيت في غياب رب الأسرة، ويخرجون لطلب الرزق في هذه المياه غير العميقة ويجمعون منها المحار، لافتا أن المسابقة هي ترفيهية تعليمية أكثر منها منافسة حقيقية.

بدورهم، أشاد أولياء أمور الأطفال المشاركين، بما تقوم به المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" من إحياء التراث البحري عبر إطلاقها لهذه المسابقة التراثية، مشيرين إلى أن المسابقة تعزز العلاقة بين الأجيال المعاصرة وتراثنا البحري بكافة تفاصيلة وملامحه، بالإضافة إلى ترسيخها لقيم الآباء والأجداد المستمدة من ديننا الحنيف وتقاليدنا الأصيلة.

وأوضحوا، أن المينى، تعلم أطفال اليوم تراث أبائهم وأجدادهم وتربطهم بماضيهم الأصيل، فضلا عن غرس القيم النبيلة والخصال الحميدة كالتعاون والاعتماد على النفس وأداء الواجبات، بالإضافة إلى معرفة التقاليد والعادات المرتبطة بتراثنا البحري.

وشملت فعاليات اليوم، المسابقة الفردية "الغيص"، بالإضافة إلى دروس عملية وفقرات تثقيفية ومحاضرات توعوية تعرف خلالها الأطفال على ملامح هامة من التراث البحري القطري، وتدربوا على الأعمال التي يقوم بها البحارة على ظهر السفينة كخطفة الشراع، بالإضافة إلى تعريفهم بالمحطات المضيئة التي يزهو بها تاريخنا البحري الإسلامي، وربط هذه الجوانب المشرقة بقيمنا وأخلاقنا، باعتبارها جزءا من الهوية الثقافية التي ينبغي غرسها في نفوس أطفالنا.