هجوم موسكو يفتح الأعين على التطرّف في آسيا الوسطى

alarab
حول العالم 27 مارس 2024 , 01:17ص
دوشانبي - وكالات

أحدث التورّط المفترض لأربعة أشخاص من طاجيكستان في هجوم موسكو الدموي هزّة في مجتمع الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، ليسلّط الضوء على مخاطر الإرث الجهادي للمنطقة.
توجّه الآلاف من مواطني جمهوريات المنطقة الخمس السوفياتية السابقة، على رأسها طاجيكستان، إلى سوريا والعراق في العقد الثاني من الألفية للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
قُتل 139 شخصا في الاعتداء الذي وقع الجمعة في موسكو وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان في أفغانستان، جارة طاجيكستان التي تمدّ تنظيم الدولة الإسلامية بالمقاتلين على الدوام.
وقال الفنان دانيال روستاموف لفرانس برس في العاصمة دوشانبي «هذه مأساة كبيرة لبلدنا».
ويخشى روستاموف أن «يضر بضعة مجرمين بالشعب الطاجيكي بأكمله» وأن «يتم اضطهاد الطاجيكيين في روسيا» حيث يعمل ملايين منهم لإطعام عائلاتهم في بلدانهم على وقع تصاعد حدة الخطاب المناهض للمهاجرين.
ولطالما سلّطت دوشانبي الضوء على تصاعد النشاط الجهادي على طول حدودها الممتدة على 1375 كيلومترا مع أفغانستان ونظّمت تدريبات لمكافحة الإرهاب مع الجيشين الروسي والصيني.
والعام الماضي، أعلنت سلطات طاجيكستان قتل خمسة أشخاص ينتمون إلى «جماعة أنصار الله» المتشددة على الحدود مع أفغانستان. بالنسبة لرجل الأعمال باختيور أحمدوف (32 عاما)، فإن «الإرهابي لا دولة له ولا دين». وقال لفرانس برس «جميع أهالي طاجيكستان في حالة حداد».
وردد رئيس طاجيكستان إمام علي رحمون ذلك في رسالة رسمية بثّها الإعلام في طاجيكستان حيث الرقابة مشددة على المعلومات.
وأفاد الرئيس الذي يتولى السلطة منذ العام 1992 وتملأ صوره العملاقة شوارع البلاد بأن شعب طاجيكستان يدعم «أشقاءه الروس.. الإرهابيون لا جنسية لهم».
كثيرا ما يكرر النظام هذا الشعار عندما يثبت تورّط طاجيكيين في اعتداءات، مثل هجوم وقع في إيران مطلع يناير أسفر عن مقتل أكثر من 90 شخصا وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان مسؤوليته عنه أيضا. وصف تقرير صدر في يونيو 2023 عن الأمم المتحدة فرع تنظيم الدولة-ولاية خراسان بأنه التهديد الإرهابي الأكبر في أفغانستان وآسيا الوسطى وقدّر بأنه يضم ما بين 4000 و6000 جهادي، بمن فيهم أفراد عائلاتهم. اتّخذت طاجيكستان إجراءات حاسمة ضد الأصولية الدينية، شملت منع النساء من ارتداء الحجاب.
وبحسب رحمون، انضم 2300 طاجيكي إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2015، وضمن ذلك قضية باتت معروفة على نطاق واسع لقيادي سابق في الشرطة انشق لينضم الى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الرئيس مطلع مارس «مدى السنوات الثلاث الأخيرة، ارتكب 24 من مواطنينا أعمالا إرهابية في 10 بلدان».
وأضاف أن «عدد الشباب الذين انضموا إلى منظمات إرهابية بينها تنظيم الدولة الإسلامية ازداد».
كما أشار رحمون إلى «الدعاية المتطرفة» التي تستهدف «هؤلاء الشباب عندما يسافرون للعمل في الخارج».
يتوجّه حوالى مليون طاجيكي إلى روسيا سنويا، وهو عدد يرتفع.
كما يستخدم الجيش الروسي المهاجرين، إذ أفادت العديد من التقارير عن تجنيد متحدّرين من آسيا الوسطى للقتال ضد القوات الأوكرانية.