نص كلمة حضرة صاحب السمو في افتتاح #متحف_قطر_الوطني
محليات
27 مارس 2019 , 08:27م
الدوحة - قنا
تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة حفل افتتاح متحف قطر الوطني في مبناه الجديد، مساء اليوم.
وألقى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى كلمة بهذه المناسبة فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيمالضيوف الكرام،
السيدات والسادة،
نجتمع اليوم لنفتتح المبنى الجديد لمتحف قطر الوطني. لقد تم إنشاء المبنى الأصلي لمتحف قطر الوطني عام 1975 في القصر القديم للشيخ عبدالله بن جاسم بن محمد آل ثاني.
وأود أن أشيد بمبادرة سمو الأمير الوالد بتوسعة المتحف، وقبل كل شيء برؤيته وإطلاقه مسيرة تتناسج فيها الحداثة مع حضارتنا العربية والإسلامية، والتراث القطري.
والمبنى الجديد من تصميم المهندس المعماري جان نوفيل -والذي يتميز بتصميمه المبتكر القائم على ظاهرة طبيعية ناجمة عن تشكل الرمال تعرف باسم وردة الصحراء يشمل القصر القديم ويحيط به.
وردة الصحراء تسمى عندنا هنا في قطر "قحوف" أو "القحوف".
لماذا نبني المتاحف؟ نحن لا نفعل ذلك لنخزن فيها مجموعة المقتنيات الفنية، ولا لعرض الماضي، بل من أجل تنوير الجمهور في قطر ومقيمين وزوار، بماضينا وحاضرنا ومكاننا في العالم. فالمتحف يعرض صياغتنا لماضينا وبيئتنا وتجاربنا في منظور الحاضر. ولهذا فهو صياغة لهويتنا الثقافية العربية القطرية.
ليست المتاحف مخزنا للماضي بل هي حاضرنا متجسدًا في كيفية قراءة تاريخنا ومكاننا ضمن الإنسانية عموما.
ويدرك شعبنا أن هذا المتحف وغيره من المتاحف التي أنشأناها هنا موجودة من أجلهم، ولزيارتها وتكوين علاقات اجتماعية وقضاء وقت ممتع بالاكتشاف والتأمل والحوار.
وبسبب التوسع العمراني السريع والمذهل في هذا البلد، فإننا نتوخى الحذر في التخطيط لأننا نريد أن نندرج ضمن التقدم التكنولوجي السريع وتوجهات العولمة السائدة اليوم في العالم لا أن نقاومها، ولكن مع الحفاظ على قيمنا وأخلاقنا وهويتنا الحضارية المنفتحة بحد ذاتها على التطور والتقدم.
يروي المتحف الوطني قصة شعبنا . كما يشجع على التعرف على طبيعة البلد وآثاره التاريخية واقتصاده ونهضته العمرانية، وغير ذلك الكثير. ويوفر فضاءً للتأمل في ما قامت به قطر، وما تطمح إلى القيام به.
ومن خلال مشاركتنا لهذه المعلومات مع الزوار فإننا نريد عبر المتاحف والمؤسسات الثقافية الأخرى توفير مناخ للحوار مع الذات ومع الآخر، بما يمنح شعبنا صوتًا مستنيرًا في رسم مستقبلنا.