

جمعة بنداري: الحلقات تحفظ أوقات أبنائنا وترفدهم بكل خير
راشد جاسم المهندي: تنشئة الأجيال الجديدة على الأخلاق الإسلامية
عبدالرؤوف النونو: شكرا لوزارة الأوقاف على توفير هذه المحاضن التربوية
تحول مركز ناصر بن عبدالله المسند بالخور إلى منارة «قرآنية»، لتعليم الأجيال الجديدة القرآن الكريم وأحكامه، واستثمار وقتهم بالعلم النافع، وإشغالهم بتعلم معالي الأمور من كتاب رب العالمين.
كما تعزز حلقات تحفيظ القرآن الكريم المركز في تكوين مشاعر أُخوّة وأُلفة بين طلّاب حلقات تعليم القرآن، فضلًا عن إحياء المساجد وإعمارها بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتعزيز دورها في بناء المجتمع المسلم ومعرفة أحكام التلاوة الصحيحة بالحركات، وتخلُّق مرتادي الحلقات بأخلاق القرآن وآدابه؛ عملًا بما يحفظونه منه.
ويعد مركز ناصر بن عبد الله المسند، الذي تقام حلقاته القرآنية بالجامع (رقم م. س 1154) بمدينة الخور، رافداً تربوياً وإيمانياً لتنشئة الأجيال وتخريج حفظة كتاب الله من المواطنين والمقيمين على أرض قطر، حيث يحتضن المركز عشرات الطلاب موزعين على ثلاث حلقات قرآنية، ويمثل واحدا من مراكز تعليم القرآن الكريم التي تغرس في نفوس أبنائنا الطلاب الهدي الإيماني، مع بيان أثر هذه المراكز القرآنية في نفوس المنتسبين إليها وتعزيز القيم النبيلة والمثل العليا في المجتمع، حيث تتوزع المراكز القرآنية على مناطق الدولة المختلفة داخل مدينة الدوحة وفي المناطق الخارجية، محتضنة آلاف الطلاب في حلقات الحفظ على اختلاف مستوياتهم.
وأوضح الشيخ جمعة بنداري محمد رئيس المركز، أنه يعمل إماما وخطيبا بوزارة الأوقاف والشوؤن الاسلامية، وأن مركز ناصر المسند تم افتتاحه قبل خمسة أشهر وملتحق به 60 طالبا موزعين على ثلاث حلقات وجميعهم بالنظام المرن حيث يحضر بعضهم يومي الاثنين والأربعاء ويحضر آخرون ثلاثة أيام بالأسبوع الأحد والثلاثاء والخميس، وقال إن هناك حلقة مخصصة للحروف الهجائية وحلقتين لمستويات حفظ القرآن.
وعن أهمية المراكز القرآنية وأثرها، قال إنه خلال مسيرته بالمراكز تخرج على يديه الكثير من حفظة كتاب الله، ويكفي لأهمية هذه المراكز أنها تعلم القرآن الذي قال الله عنه «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم».
وأكد أن هذه الحلقات التي تحفظ أوقات أبنائنا والأجيال تعد محاضن إيمانية تربوية ترفدهم بكل خير وتقدم لهم النصح والإرشاد مع حفظهم وتعليمهم لكتاب الله، والمساجد بيئة خصبة وصالحة لإعداد وتنشئة الأبناء.
تعليم مستمر
وقال راشد جاسم المهندي، ولي أمر الطالب سلمان، إن ابنه يدرس بأكاديمية قطر بمدينة الخور بالصف الرابع، وأنه حرص على إلحاق ابنه بالمركز منذ صغره مع بداية الصف الأول الدراسي وواصل حفظه للقرآن الكريم خلال جائحة «كورونا» أونلاين عبر برنامج تعاهد القرآني على منصة وزارة الأوقاف التعليمية، وبعد افتتاح المراكز القرآنية ألحقه بالمركز حتى يتعلم كتاب الله بشكل مباشر على يد المدرسين المتقنين.
وأكد المهندي أهمية المراكز القرآنية في تنشئة أبناء المجتمع على حب كتاب الله وتعليم الآداب والأخلاق الإسلامية، مثمنا دور الحلقات التي تجمع الطلاب في مساجد الدولة على قراءة وتعلم القرآن والتنافس المحمود فيما بينهم للحفظ والإتقان، كما تعودهم على الصلاة في المسجد منذ صغرهم.
وأعرب أحمد صبحي السيد، ولي أمر الطالبين عبدالرحمن بالصف السادس بمدرسة سميسمة ويحفظ خمسة أجزاء وياسين بالصف الثاني في مدرسة الكعبان وقد انتهى من تعلم القاعدة النورانية ويحفظ في جزء عم، عن حرصه على تعليم أبنائه القرآن الكريم حيث واصل ابنه الأكبر الحفظ حتى خلال فترة الجائحة عن طريق برنامج ميكروسوفت تيمز الذي وفرته الوزارة ليتواصل تعلم كتاب الله للأجيال وفق الظروف المتاحة.
وأكد أن تنشئة الأبناء منذ صغرهم في حفظ القرآن ثمرة طيبة نجني ثمارها طوال حياتنا وتساعد الأبناء على تعلم أمور دينهم والتزام الأخلاق النبيلة.
وأوضح أن البيئة التي وفرتها الوزارة لتحفيظ القرآن في حلقات بالمسجد مشجعة ومحفزة وتبني علاقة متينة بين النشء ومعلمي القرآن من جهة ومع حب المسجد أيضا من جهة أخرى لتعزيز تواصله مع بيوت الله.
تربية إيمانية
وقال عادل عطية حسن ولي أمر الطالب محمد ذو الخمس سنوات: ألحقت أبنائي بمراكز تعليم القرآن، وأن ابني الأكبر عبد الرحمن يعد أحد خريجي هذه المراكز، وقد من الله عليه بختم حفظ كتاب الله في عام 2013، كما تعلم ابني الأصغر محمد الحروف الهجائية وبدأ في حفظ جزء عم حيث وصل إلى سورة الشمس.
وذكر أن تعلم الأبناء القراءة الصحيحة في المراكز القرآنية تكون داعمة لهم في دراستهم الأكاديمية وتميزهم العلمي، وحث إخوانه من أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم من الذكور والإناث بمراكز تحفيظ القرآن الكريم لتنشئتهم على حب كتاب الله وتعلم الأخلاق النبيلة والآداب الحميدة.
وأوضح محمد سيد علي ولي أمر ثلاثة طلاب مسجلين بالمركز، أن ابنه أحمد في الصف التاسع ويحفظ عشرة أجزاء، وحمزة يحفظ ثلاثة أجزاء، وعمر أنهى القاعدة النورانية ويحفظ جزء عم، ولفت إلى أن دور المركز من الأهمية بمكان لتعليم الأبناء كتاب الله، فهي محاضن تربوية إيمانية ينشأ في الأجيال على الخير وتعلم القرآن وتوفر لهم الصحبة الطيبة.
وذكر محمود محمد عبدالفتاح ولي أمر لثلاثة طلاب ملتحقين بالمركز، محمد بالصف الثالث وعبدالرحمن وعبدالودود في الروضة، أن مراكز تعليم القرآن تعد مشاركة فعالة مع الأبناء على اختلاف أعمارهم، وكذلك تساعد على دمج الأبناء وتعويدهم على الاجتماع مع أقرانهم وذويهم في الحلقات القرآنية والتنافس على حفظ كتاب الله، وتعزز لديهم الآداب والأخلاق وتأسيسهم منذ صغرهم على الخير.
سلامة النطق
وأوضح عبدالرؤوف مدحت النونو ولي أمر الطالب مدحت المسجل بالمركز منذ افتتاحه، أنه حرص على إلحاق ابنه بالمركز ليتعلم الحروف الهجائية ومخارج الحروف والنطق الصحيح حتى يتعلم ابنه اللغة العربية كونه يدرس في مدرسة إنجليزية، ولذا وجد في المركز ملاذا آمنا لتعليم ابنه القاعدة النورانية وتعويده على التحدث باللغة العربية بين أقرانه، وأن تكون لغته ونطقه سليما، ولله الحمد لديه أصدقاء بالحلقة.
وقال إنه شخصيا أحد خريجي الحلقات القرآنية في سبعينيات القرن الماضي والتي كانت تقام في المجالس حرصا من أهل قطر على تعليم كتاب الله، وأنه يحرص خلال الساعة التي يحفظ فيها ابنه مدحت أن يظل معه بالمسجد ليستفيد من هذا الوقت في حفظ ومراجعة كتاب الله.
وقدم النونو الشكر إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وجميع القائمين على مراكز تعليم القرآن الكريم وهذه الثلة المباركة من المدرسين على جهودهم المقدرة في توفير هذه المحاضن التربوية التي تحفظ أوقات النشء وتعلمهم كتاب الله.
وقال عمرو صلاح محمد ولي أمر الطالب محمد الذي يدرس في الصف الخامس ويحفظ حتى سورة فاطر، إنه حرص على إلحاق أخيه الأصغر بمركز القرآن ليحفظ وقته فيما هو نافع ومفيد، لافتا إلى أنه تعلم شخصيا في صغره بهذه المراكز وكون عددا من الأصدقاء الفضلاء ممن حفظوا معه القرآن وما زالوا متواصلين وأصدقاء حتى الآن.
وقال لمست حب القرآن بعدما ظللت سنوات بالمركز، ولذا فإن المركز له دور بناء في غرس القيم الفاضلة في نفوس الأبناء.
تصحيح التلاوة
وأوضح خالد أبو رميلة ولي أمر الطالبين أسامة في الصف الخامس ويحفظ تسعة أجزاء وعمار في الصف الأول ويحفظ في الجزء الثاني، أن المراكز القرآنية تعد كأنها من رياض الجنة، ومن يتربى في هذه المحاضن يكون في رعاية الله ويحفظهم من الفتن، ويجدون بها الصحبة الصالحة والتنافس على الحفظ والمراجعة في بيئة مشجعة ومهيأة.
وقال الطالب أسامة خالد أبو رميلة يدرس بالصف الخامس في مدرسة الذخيرة، إنه يحفظ حتى سورة فاطر، وأن المركز يولي أهمية كبيرة حيث يتعلم فيه القرآن وآداب المجلس والتعاليم الإسلامية، وهناك الصحبة الصالحة بالحلقات التي تدل بعضها البعض على الخير.
ويدرس الطالب محمد شقر الشهواني، في الصف السابع بأكاديمية قطر، ويحفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم، وقد التحق بالمراكز القرآنية منذ صغره، وذكر أن مدرس الحلقة يساعده على الحفظ وتصحيح التلاوة، وتحبيبه في كتاب الله.
كما يدرس الطالب عبدالرحمن أحمد صبحي، في مدرسة سميسمة بالصف السادس يحفظ حتى سورة فصلت، ويتابع الحفظ بشكل يومي، ويتمنى أن يوفقه الله في حفظ القرآن، وقال إنه يستفيد من المركز في تعلم كتاب الله والأخلاق، ويتابع حفظه والداه ويحرصان على حضوره بالمركز.
كما يدرس الطالب سلمان راشد جاسم المهندي، بالصف الرابع في أكاديمية قطر، وقال إنه يحرص على الحضور بالمركز وقد استفاد من المركز في تعليم الحروف الهجائية والقراءة الصحيحة للغة العربية، ويواصل حفظ القرآن الكريم.
ويحفظ الطالب محمد صلاح جمعة، بالصف الرابع في مدرسة الزبارة حتى سورة الأحزاب، حيث يحفظ كل يوم صفحة مع المراجعة، وقد تعلم عن طريق مدرس الحلقة النطق الصحيح ومخارج الحروف.
ومبكراً بدأ الطالب عبدالله محمود مختار، بالصف السادس في مدرسة الخور بدأ بالمركز قبل أربع سنوات ويحفظ أربعة أجزاء ويساعده والده في الحفظ والمراجعة، وذكر أنه حريص على حفظ كتاب الله لينال الخيرية التي أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
كما يدرس الطالب أحمد ناصر المهندي، في الصف السابع بمدرس إيكس بالخور، والتحق حديثا بالمركز ويحفظ في جزء عم، ولفت على أنه استفاد من المركز بشكل كبير في تعلم القرآن واحترام والديه، وتعويده على التواجد بالمركز مع أقرانه وحب الجلوس بالمسجد.