

أصاب الدحيل الجماهير والكرة القطرية بخيبة أمل كبيرة وغير متوقعة بعد أن ودع دوري أبطال آسيا 2022 بأداء هزيل ومتواضع، وبخسارة قاسية وثقيلة لا تستحقها الكرة القطرية، بسباعية دون رد أمام الهلال السعودي حامل اللقب، في المباراة التي جرت بينهما مساء أمس باستاد الثمامة في الدور نصف النهائي، وصعد الهلال إلى المباراة النهائية لملاقاة فريق اوراوا ريد دياموندز الياباني 29 أبريل و6 مايو.
وهذه أقسى وأكبر خسارة في تاريخ الدحيل على المستويين المحلي والقاري، وأسوأ مباراة في تاريخ الفريق الذي كان مهيأ قبل المباراة للوصول إلى النهائي، وهي أكبر خسارة أيضا في تاريخ الأندية القطرية.
وسجل السباعية الهلالية ايغالو سوبر هاتريك في الدقائق 2 و10 و48 و63، وموسى ماريغا هدفين (14 و27) وسالم الدوسري (37).
النتيجة مؤلمة وتمثل نقطة سوداء في تاريخ مشاركة الأندية القطرية بدوري أبطال آسيا، حيث لم يسبق أن خسر فريق قطري بسبعة أهداف.
المباراة خرجت لصالح الهلال لعبا ونتيجة وأداء، وشهدت تفوقا هلاليا تاما من جميع النواحي، بينما اختفى الدحيل ولاعبوه تماما ولم يكن لهم أي تواجد في الملعب، وظهروا بعيدا عن مستواهم ووقعوا في أخطاء ساذجة لاسيما في الدفاع الذي كان مفتوحا على مصراعيه أمام وسط وهجوم الهلال الذي تلاعب بهم، وسجل انتصارا بسباعية مع الرأفة.
ويمكن القول إن الهلال لعب أسهل مباراة في البطولة وربما في تاريخه وفرض تفوقه منذ الدقيقة الأولى وحتى النهاية، وأهدر كمّا من الأهداف لو استغلها لكانت فضيحة بكل المقاييس.
وضح منذ الدقائق الأولى أن الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني كريسبو لم يقرأ المباراة جيدا، ولم يدرس المنافس بالمرة، وواجهه بدفاع مستسلم ومفتوح غير قادر على مجاراة سرعة ومهارة لاعبي الهلال الذين لم يجدوا أي صعوبة في الوصول إلى الشباك بأداء قوي وبضغط شرس في كل كرة.
ورغم التفوق الهلالي الكاسح المبكر لم يحاول مدرب الدحيل إجراء أي تعديل في التشكيل أو خطة اللعب لتدارك الأمر، ووقف يشاهد المباراة غير قادر على أي تغيير لمواجهة طوفان الهلال والحد من خطورة كنو وايغالو وماريغا وسالم الدوسري وسلمان الفرج، وأصر على استمرار بسام الراوي في الظهير الأيمن، فكان ثغرة واضحة في الدفاع بخلاف الثغرات الأخرى.
ولم يحاول المدرب الأرجنتيني تعديل الخطة المفتوحة من 4-4-2 إلى 3-5-2 خاصة وقلبي الدفاع كانا في حالة يرثى لها.
لم تتوقف أخطاء وثغرات الدحيل عند الدفاع فقط، بل امتدت إلى خط الوسط الذي كان خارج الخدمة تماما، ولم يكن له أي وجود حيث اختفى بوضياف ونام تاي هي ولويز مارتن، فكانت المهمة سهلة للوسط الهلالي الذي كان بمفرده في الملعب يصول ويجول دون أن يجد من يحد من تحركاته، وكان من الطبيعي بعد ذلك أن يختفي الهجوم بعد أن أصبح أولونغا والمعز علي منعزلين عن الفريق.لتكون خسارة قاسية للدحيل وتضرب الجماهير «كف على كف» بعد هذه الخسارة بل وتقول عقب السباعية «الدحيل وينه».

كريسبو: الفوارق كبيرة بين الفريقين
أكد الأرجنتيني هيرنان كريسبو مدرب الدحيل أن الخسارة الثقيلة التي مني بها فريقه أمام الهلال كانت بسبب الفوارق الكبيرة بين الفريقين على مستوى العناصر والخبرات، معتبرا انه كان ينتظر المفاجأة بالفوز على الهلال لكن هذا الأمر لم يحصل.
وقال المدرب في المؤتمر الصحفي: عندما تواجه فريقا شرسا وقويا جدا مثل الهلال، وأنت تفتقد افضل اللاعبين في فريقك، بالتأكيد ستخسر، لقد واجهنا الفريق الذي فاز على فلامنغو البرازيلي في كأس العالم للاندية، وسجل ثلاثة أهداف في مرمى ريال مدريد الإسباني، أعتقد ان الفوارق كانت كبيرة بين لاعبين يصلون للمرة الأولى إلى الدور نصف النهائي، وبين لاعبين يلعبون لفريق فاز بالبطولة عدة مرات وبلغ النهائي في عديد المناسبات، أعتقد أن الفوارق تمثلت ايضا بالخبرات الكبيرة التي امتلكها لاعبو الهلال.
وأضاف المدرب: الخسارة الثقيلة التي تحجب حقيقة أننا صنعنا التاريخ بالوصول الى الدور نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخ النادي، والأمر لم يكن سهلا على الإطلاق، حيث لعبنا المباريات الثلاث في وقت ضيق جدا واللاعبون لم يعتادوا على الأمر على العكس من لاعبي الهلال الذين يخوضون مباريات كبيرة في مناسبات كبيرة وبشكل متتال.
وختم المدرب كلامه: ما زلت فخورا بما قدمه الفريق خلال منافسات الأدوار الإقصائية، وإذا ما أردنا أن نصل مستقبلا الى ما هو أبعد من نصف النهائي يجب ان نتعلم من هذه الخسارة، ونؤسس لكي نحصل على قاعدة واسعة من اللاعبين الذين يملكون الخبرات التي تساعد الفريق على المنافسة في دوري الأبطال.

دياز: قدمنا مباراة رائعة
أكد الأرجنتيني رامون دياز مدرب الهلال أن فريقه أدار المباراة أمام الدحيل في نصف نهائي دوري ابطال آسيا بشكل رائع، واستطاع أن يحسم الأمور بشكل مبكر منهيا المباراة بنتيجة عريضة.
وقال المدرب في المؤتمر الصحفي: تحضرنا في حقيقة الأمر لمباراة صعبة امام فريق الدحيل متصدر الدوري القطري الذي وصل الى هذا الدور من المنافسة في دوري ابطال آسيا عن جدارة، لكن الهلال كان حاضرا من الناحية الذهنية وقدم اللاعبون عرضا راقيا بدون اخطاء تقريبا، وخلق اللاعبون الفرص وسجلوا عددا كبيرا من الأهداف الامر الذي جعل المباراة تبدو سهلة وفي متناول فريقنا.
وأضاف: أكن كل الاحترام لكريسبو وطاقمه، هو مدرب شاب له مستقبل جيد وقدم مستوى جيدا مع الدحيل بدليل وصوله الى هذا الدور من المنافسة القوية بدوري أبطال آسيا، وربما البداية القوية لفريقنا والتركيز العالي للاعبين ساهم في حسم اللقاء والفوز بنتيجة عريضة.
وعن المباراة النهائية قال: الوضع مختلف تماما عما كانت عليه الأمور عندما خسرنا أمام اراوا ريد ديامونز الياباني في آخر مواجهة بين الفريقين في نهائي دوري الابطال، مشددا على أن فريقه حاليا يملك كل القوة من أجل رد الدين والفوز باللقب الاسيوي للمرة الخامسة في تاريخ الفريق والثانية له شخصيا.
المالي ماريجا يواصل تألقه مع الزعيم
واصل المالي موسى ماريجا، مهاجم فريق الهلال تألقه الواضح مع الأزرق في المباريات الكبيرة بمختلف المسابقات، ليضع بصمته في نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2022، أمام الدحيل بعد نجاحه في تسجيل هدفين وصناعة واحد.
وقدم ماريجا مباراة كبيرة أمام الدحيل في نصف النهائي، ليسجل هدفين ويصنع هدفا، مع تسجيل هدف فوز الهلال على فولاذ خوزستان الإيراني في ربع النهائي، إضافة إلى صناعته هدفا ضد شباب الأهلي الإماراتي في دور الـ16.
ونجح المهاجم المالي في تسجيل 24 هدفاً وصناعة 7 أهداف في 62 مباراة مع الهلال بجميع البطولات المحلية والقارية، ليثبت نفسه سريعاً ويؤكد أنه أحد أهم المحترفين تحت الأرجنتيني رامون دياز مدرب الفريق، الذي اعتمد عليه باستمرار في مباريات دوري أبطال آسيا هذا الموسم، ليكون أحد الأجانب الأربعة في تشكيلة حامل اللقب في الأدوار الإقصائية من النسخة الحالية، الذي يسعى الفريق الأزرق خلالها للتتويج والحفاظ على لقبه القاري.