قالت شبكة "CNN" الإخبارية العالمية، إن الروس كانوا متسامحين جداً في أمر الأزمة الاقتصادية العميقة في بلادهم، لكن هناك دلائل أن الروس بدؤوا في فقدان صبرهم.
وذكرت الشبكة في سياق تقرير لها، اليوم، أن "هؤلاء الزبائن غاضبون من أحد البنوك الروسية التي باعت لهم بأسعار رخيصة سندات رهن عقاري مقوّمة بالدولار. مما جعلهم يغرقون بالديون بشكل لا يمكن تحمله".
قال "يفغيني غالكين" حامل الرهن العقاري:
“ما أدفعه شهرياً أكبر مما أتقاضاه. حتى لو أعطيت شقتي للبنك، سأبقى مديناً لهم بثمانية ملايين روبل. أي ما يقرب من مائة ألف دولار!".
وأضافت: "الاحتجاجات لا تقتصر على تلك المنددة بتخفيض قيمة العملة الروسية. منذ أسابيع وحتى الآن، ما زال سائقو الشاحنات لمسافات طويلة يتظاهرون خارج موسكو. إنهم يحتجون على ضريبة الطرق الجديدة التي يقولون إنها ستنهي أعمالهم".
ووجهت نداءات للمساعدة مباشرة لفلاديمير بوتين. لكن السائقين - مثل سيرجي، من سان بطرسبرج - لم يعد يتوقع تدخل الرئيس الروسي.
إلى سيرغي فلاديميروف، سائق شاحنة يقول:
"نحن نشعر بخيبة أمل كبيرة، لأننا كنا نثق برئيسنا. ولكن الآن أدركنا أنه بصق على شعبه".
هذه كلمات قوية من عامل عادي عادة ما يدعم الكرملين.
هذا أحد الاحتجاجات الصغيرة على مشارف موسكو، تشمل 10 أو 11 شاحنة، حول ضريبة الطرق التي ستؤثر على سائقي الشاحنات فقط، ولا تؤثر على المواطنين الروس العاديين في جميع أنحاء البلاد. لكن هذه المظاهرات تأتي في وقت يشهد مصاعب اقتصادية شديدة في روسيا. وفي جميع أنحاء البلاد الآن، بدأت تظهر احتجاجات صغيرة، تماماً مثل هذه.
في وقت سابق من هذا الشهر، ملأ المتقاعدون شوارع جنوب روسيا، مطالبين بإعادة حرية التنقل المجانية في وسائل النقل العام.
متقاعدة في روسيا تقول:
“أعيدوا لنا بطاقات الحافلات الآن وهنا”، تصيح هذه المرأة العجوز. لكن الحكومة ترفض التراجع.
تحولت واحدة من الشاحنات المشاركة بالاحتجاج إلى مطبخ حساء. ويمكن أن تصمد هنا طوال الشتاء. ناديزدا، وهي صاحبة الشاحنة، قالت لي إنهم يعتزمون ذلك.
وتقول ناديزدا: "لن نستسلم أبداً، سنقاوم إلى آخر لحظة".
هذا كله في بلد تقل فيه الاحتجاجات، لكنَّ الروس مصممون على إسماع أصواتهم.
م.ن /أ.ع