سوريون: هربنا من جحيم بشار لنعيش أياما سوداء بمصر

alarab
حول العالم 26 نوفمبر 2015 , 06:27م
الدوحة - محمود مختار
منذ اندلاع الثورة السورية - التي طالت عامها الخامس - وقَتَل بشار الأسد - المدعوم من إيران وروسيا - مئات الآلاف وشرد قرابة 3 ملايين سوري، لجأ عشرات الآلاف من السوريين إلى مصر، آملين فيها الخير والمعاملة الحسنة لحين نجاح ثورتهم والقضاء على بشار الأسد، وبالفعل وقفت مصر بجوارهم في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وفتحت مصر أبوابها على مصاريعها لاستقبال السوريين، بل أوصت الحكومة آنذاك بحسن معاملة السوريين وتيسير أمورهم، إلا أنه لمَّا تولى السيسي سدة الحكم وانقلبت الطاولة رأسا على عقب أصبح السوريون إرهابيين، بل وقف السيسي بجوار بشار ودعمه بصواريخ عدة لقتل المدنيين بسوريا.

المدن المصرية الجديدة التي تقع على أطراف العاصمة حظيت بالنصيب الأكبر لاستقبال السوريين، وفي مقدمتهم مدينة 6 أكتوبر، التي استضافت قرابة 70 ألف سوري، في عهد الرئيس المعزول، وقامت الجمعيات الأهلية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين أو بعض الجمعيات الخيرية التي يمتلكها رجال أعمال، بإسكان السوريين وتوظيفهم ودفع قيمة إيجار المسكن للتخفيف عنهم، بل ساعدت في تيسير عمليات الزواج من بعضهم لبعض أو بين المصريين، الأمر الذي شهد به العالم أجمع وقتها.

وبعد أحداث 30 من يونيو 2013 وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، بدأ الإعلام المصري تمجيد بشار الأسد ووصفه بـ"البطل"، ومن هنا قامت الحكومة المصرية وقتها - المدعومة من الجيش - بتضييق الخناق على السوريين، وصادرت جميع أموال الجمعيات التي تساعد السوريين، وأغلقت محلاتهم وتعنتت في تجديد إقامتهم، بل وصل الأمر إلى اعتقالهم وتعذيب نسائهم بحجة المشاركة في المظاهرات المناهضة للنظام، الأمر الذي جعل السوريين البسطاء يهربون من مصر، ويذهبون إلى الأراضي التركية التي تعاملهم معاملة الأتراك.

وقال عدد من السوريين المقيمين في مدينة 6 أكتوبر المصرية لـ "العرب" إن الشعب المصري لا يختلف عن السوري؛ فهو يمر بأحواله نفسها، وتحت حكم العسكريين منذ ثورة 52، إلا أن ثورة يناير جاءت لتعديل المسار، وبالفعل حانت فرصة التغيير لمصر بوجود الرئيس المعزول، إلا أن الأيادي الخارجية والداخلية أطاحت به، مؤكدين أن الرئيس المعزول سيظل علامة فارقة في حياة السوريين.

من جهته، قال أبو نضال السوري، إن حكومة السيسي تنظر إلى السوريين الآن على أنهم إرهابيون، وتقوم بتلفيق التهم إليهم، بل وصل الحد إلى بثِّ الإشاعات المزيفة على الأسر والعائلات السورية لتشويه صورتهم.

وأضاف أن مراكز تجديد الإقامات تتعنت في أوراقها رغم صحتها؛ بهدف تضييق الخناق فقط، عكس ما كانت تقوم به حكومة الرئيس المعزول الذي لم يألوا جهدا في مساعدة الأشقاء السوريين.

بدوره، أكد صلاح الزحيلي، أن إيجار السكن الآن يشبه الكارثة، خاصة أن السيسي اعتقل كل من يقف بجوار السوريين من رجال الأعمال وصادر أموالهم، مضيفا أن بعض المصريين البسطاء يقدمون ما يقدرون عليه.

وأشار إلى أن العديد من المصريين يرفضون سياسة السيسي الداعمة لبشار الأسد، مؤكدا أن النظام المصري كمم الأفواه، ولا أحد يستطيع الحديث أو نقد النظام، مثلما كان يحدث في عهد حافظ الأسد.

في السياق ذاته، أكد أحد سائقي سيارات الأجرة، أن بشارًا سوف يسقط آجلا أو عاجلا، ولا بد على الجميع الوقوف بجوار السوريين، مضيفا أنه علق ورقة يطالب فيها السوريين بعدم دفع الأجرة، حسب تعبيره.

م . م /أ.ع