أطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أمس فعاليتها السنوية «العودة للمدارس» للعام الأكاديمي 2025-2026 التي تختتم اليوم الثلاثاء في مركز قطر الوطني للمؤتمرات. حضر الفعالية الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والسيد عمر عبد العزيز النعمة، الوكيل المساعد لشؤون التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى حضور كبير من قيادات الوزارة والكوادر التربوية والطلاب وأولياء الأمور والجمهور.
وشهد اليوم الأول من»العودة للمدارس»، فعاليات متنوعة وورشا تستهدف كافة الأطراف المرتبطة بالعملية التعليمية بداية من الطلاب والمعلمين ومديري المدارس وأولياء الأمور، حيث انطلقت الفعاليات بمحاضرة للأستاذ ياسر الحزيمي بعنوان «الاتزان النفسي وجودة الحياة» وسط حضور كبير من قيادات الوزارة وأولياء الأمور.
وأقيمت فعاليات ثقافية ومرحة للطلاب مثل فقرة «تحدي المعلومات» التي شملت مسابقات وجوائز قيمة، وفقرة أسئلة ومسابقات قدمها الإعلامي عبدالله الهلابي، وفقرة «ساعة علوم» التي تضمنت تجارب علمية ترفيهية، كما نظمت شركة «مواصلات» عرضا للدمى، وقدمت شركة كيدزانيا فعاليات متنوعة.
وشمل المعرض جناح القرطاسية من شركات خاصة قدمت عروضا وخصومات لأولياء الأمور على المستلزمات المدرسية.
واستهدفت الوزارة الكوادر الأكاديمية والإدارية والطلبة بـ5 ورش متوازية، الأولى بعنوان «الرفاه المهني بوابة الإنجاز» قدمتها الأستاذة ظبية الخليفي، والثانية بعنوان «كن قائدا واترك أثرا» قدمها الدكتور عبدالرحمن الحرمي، والثالثة بعنوان «أداة الرفاه التربوي المؤثر» قدمتها الأستاذة جواهر المانع، والرابعة بعنوان «كيف يحدث التعليم فارقا في حياة الطلبة» قدمها الدكتور عبدالناصر فخرو»، والخامسة بعنوان «المتعلم المتجدد» للأستاذة وضحى العذبة.
د. إبراهيم النعيمي: افتتاح مدارس جديدة وتطوير في المناهج
أكد الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن الاستعداد للعام الدراسي الجديد لا يقتصر على شراء الأدوات المدرسية والملابس فقط، بل يتطلب جهوزية ذهنية ونفسية من جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية، من طلاب ومعلمين وإدارات مدرسية وأولياء أمور.
وقال النعيمي في تصريح صحفي «نحن نريد أن يبدأ طلابنا وطالباتنا عامهم الدراسي بحماس وجدية، لا أن يتأخروا في الحضور خلال الأسبوع الأول أو الثاني، لأن ذلك يؤثر على سير العملية التعليمية ويزيد من قلق المعلمين بشأن إتمام المناهج في وقتها المحدد، لافتا إلى أن العام الدراسي يمر سريعا، ومن المهم أن نستثمر كل يوم فيه بما يحقق مصلحة الطلاب».
وأوضح أن الوزارة حرصت من خلال فعاليات «العودة للمدارس» على تنظيم ورش تدريبية شملت أولياء الأمور والمعلمين والمديرين والطلاب، من أجل تهيئة المجتمع المدرسي لبداية مريحة وفعالة»، مضيفا «كل ورشة كان لها أهداف محددة، والغاية منها تكوين استعداد جماعي شامل للعام الدراسي».
وأشار النعيمي إلى أن العام الجديد يشهد افتتاح مدارس جديدة وتطويرا في المناهج، إلى جانب مشاركة طلاب قطر في مسابقات خليجية وعالمية، مؤكدا أن الوزارة تعمل على جعل العام الدراسي حافلا بالإنجازات والفرص التعليمية.
واختتم تصريحه قائلا: «استمتع أبناؤنا بإجازة صيفية مريحة، وحان الآن وقت العمل والجد والاجتهاد، ندعو الجميع إلى أن يكونوا شركاء في إنجاح هذا العام الدراسي بما يعود بالنفع على أبنائنا الطلبة».
عمر النعمة: 235 ألف طالب في 354 روضة ومدرسة خاصة
قال السيد عمر عبد العزيز النعمة، الوكيل المساعد لشؤون التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم، إن أعداد الطلاب المنتسبين للمدارس ورياض الأطفال الخاصة بلغ نحو 235 ألف طالب وطالبة في 354 روضة ومدرسة خاصة، مشيرًا إلى أن هذه المدارس تعتمد حوالي 24 منهجًا تعليميًا مختلفًا، ما يعكس التنوع التعليمي في دولة قطر ويسهم في تبادل الخبرات بين المدارس.
وأكد النعمة في تصريحات صحفية على هامش فعاليات «العودة للمدارس»، أن الوزارة حريصة على إقامة فعاليات سنوية تهدف إلى توعية المجتمع استعدادًا للعام الدراسي الجديد، وذلك ضمن نهج الوزارة المتجدد والمتغير في تقديم الدعم للمدارس والطلبة.
وأوضح أن الوزارة تحرص على تنظيم فعاليات توعوية مع بداية كل عام دراسي، بهدف رفع الوعي لدى المجتمع التعليمي، من معلمين وإداريين وطلبة وأولياء أمور، بما يضمن بداية سلسة وفعالة للعام الدراسي.
وأضاف النعمة أن الفعالية تضمّنت هذا العام خمس ورش تدريبية موجهة لمختلف فئات المجتمع المدرسي، بما في ذلك مدراء المدارس والمعلمون، بالإضافة إلى الطلبة الذين شاركوا في محاضرة مميزة في افتتاح الفعالية في نموذج مصغر لما يفترض أن يُنفذ على مستوى المدارس كافة.
وأكد أن هذه الورش تسعى إلى تدريب القيادات التربوية والإداريين والمعلمين، وكذلك تعزيز وعي الطلبة بحقوقهم وواجباتهم، وبكيفية التعامل داخل البيئة التعليمية باحترام متبادل بين جميع الأطراف.
وأشاد النعمة بدور إدارة العلاقات العامة في الوزارة والجهات المنظمة للفعالية، مشيرًا إلى مشاركة عدد من الشركات الخاصة التي قدمت عروضا وتخفيضات دعمًا للعملية التعليمية.
وأوضح أنه مع نهاية كل عام دراسي، تبدأ الوزارة والقيادات المدرسية في كل من المدارس الحكومية والخاصة بالاستعداد المبكر للعام الدراسي الجديد، معربًا عن شكره وتقديره لجميع العاملين في القطاع التربوي على جهودهم المتواصلة.
مريم المهندي: التزام راسخ بالارتقاء بجودة العملية التعليمية
قالت السيدة مريم عبدالله المهندي، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بالوزارة إن فعالية العودة للمدارس 2025 تعد منصة جامعة تعكس رؤيتنا المشتركة في بناء بيئة تعليمية محفزة، تُعلي من قيمة المعرفة، وتفتح آفاقا جديدة مع بداية عام دراسي حافل بالعطاء والإنجاز.
وأكدت أن هذه الفعالية السنوية تمثل محطة سنوية هامة في مسيرة التعليم، وتجسد التزام الوزارة الراسخ بالارتقاء بجودة العملية التعليمية والاهتمام برفاه الطلبة النفسي والجسدي كما تأتي لتؤكد على دور المعلم باعتباره حجر الزاوية في العملية التعليمية وبناء الأجيال، ولتمنح الأسرة والمجتمع مساحتهم كشركاء فاعلين في صياغة مستقبل مشرق لأبنائنا.
وتابعت إنه تم تصميم الفعالية لتكون ثرية ومتنوعة في محتواها، حيث تبدأ بمعارض خاصة بمشاركة المعلمين، وتمتد إلى ورش تدريبية وجلسات نقاشية وإطلاق تربوي، وصولًا إلى أنشطة تعليمية وترفيهية موجهة للأطفال، بما يعكس التزامنا بأن يكون هذا العام الدراسي أكثر إلهامًا ونجاحا.
وتوجهت المهندي بالشكر والامتنان إلى شركاء النجاح من مؤسسات المجتمع، الذين ساهموا في إنجاح هذه الفعالية، سواء من خلال أجنحتهم التفاعلية أو عبر مبادراتهم التوعوية، وهو ما يجسد قيم التعاون والعمل بروح الفريق الواحد، كما خصت بالشكر فرق العمل الميدانية وجميع المنظمين الذين بذلوا جهدًا مخلصًا حتى تخرج هذه الفعالية في أبهى صورة.
وأكدت أن هذه الفعالية ليست مجرد احتفال ببداية العام الدراسي، وإنما هي رسالة واضحة نبعث بها إلى الجميع رسالة تؤكد التزامنا بجودة التعليم في دولتنا الحبيبة قطر، وانسجامها مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى إعداد أجيال مؤمنة بهويتها، متسلحة بالعلم والمعرفة، قادرة على مواجهة تحديات الحاضر وصناعة مستقبل أفضل.
محاضرة توعوية: 8 محاور لخوض تجربة دراسية متوازنة
انطلقت فعاليات «العودة إلى المدارس» بمحاضرة للخبير التربوي الدكتور ياسر الحزيمي تحت عنوان «الاتزان النفسي وجودة الحياة»، تناول فيها مجموعة من المفاهيم التربوية والإنسانية التي تساعد الأفراد على خوض تجربة دراسية وحياتية متوازنة، وسط حضور كبير من أولياء الأمور.
واستهل الحزيمي حديثه بالتأكيد على أن اللقاءات العلمية والتربوية تمثل صدقة جارية وعلما نافعا يبقى أثره ممتدا للأجيال، موضحا أن الاتزان النفسي لا يعني التساوي في كل جوانب الحياة، بل هو القدرة على تقديم الأولويات بحسب السياقات والظروف المختلفة، فمرة قد يتقدم العمل على الأسرة، وأخرى قد تتقدم الصحة أو العلاقات الاجتماعية.
واعتبر أن التوازن عملية ديناميكية تستجيب للمتغيرات، موضحا أن البوصلة الحياتية التي تساعد الإنسان على تحقيق هذا التوازن تقوم على 8 محاور رئيسية أولها العلاقة مع الله التي تقوم على العبودية الصادقة والتسليم لحكمه، والعلاقة مع النفس التي تستلزم التزكية اليومية ومجاهدة العيوب والذنوب، والعلاقة مع الناس التي ينبغي أن تقوم على العدل والفضل، مع الإحسان الواجب تجاه الوالدين، والعلاقة مع الشيطان التي يجب أن تكون قائمة على الوعي بعداوته الدائمة وضرورة التحصن منه بالذكر والعبادة.
وأكد الحزيمي أن غياب هذه المحاور أو اختلالها يؤدي إلى اضطراب التوازن النفسي وضعف جودة الحياة، داعيًا المعلمين وأولياء الأمور والطلاب إلى جعل هذه القيم أساسًا لسلوكهم اليومي.
واختتم محاضرته بالتشديد على أن جودة الحياة لا تتحقق بكثرة الخطط بقدر ما تتحقق بتحديد الاتجاه الصحيح والسير فيه بثبات، مشيرا إلى أن بداية العام الدراسي فرصة عملية لتجديد النية والانطلاق نحو عام مليء بالجدية والنجاح.