

بحث 10 سنوات أثبت جدوى استخدام الحجارة المعاد تدويرها في مشاريع البناء
تعاون وثيق مع جامعة قطر وحمد بن خليفة في مجال البحوث والدراسات
إعادة التدوير توفر على الدولة 50 % وتقلل الانبعاثات الكربونية بنسبة 86 %
كشف الدكتور محمد سيف الكواري المستشار الهندسي والخبير البيئي بمكتب سعادة وزير البيئة والتغير المناخي، الباحث في علوم الارض والمناخ بالوزارة، عن أربعة مشاريع بحثية تجريها الإدارة بالتعاون مع جامعة قطر وجامعة حمد بن خليفة.
وقال د.الكواري في تصريحات لـ « العرب « إن أحد المشاريع هو التقاط الكربون من الهواء الذي يجري تنفيذه مع جامعة حمد بن خليفة، وأوضح أن المشروع هو نظام إدارة الكربون المستدامة بكفاءة عالية.
وأردف: يستهدف المشروع «وضع استراتيجية فنية علمية ونهج شامل لإدارة الكربون في قطر، بما في ذلك تطوير تقنيات فعالة لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وتطوير مواد مبتكرة من الاليكترون الوسيط، وتنفيذ مصادر الطاقة المتجددة لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مواد كيميائية عالية القيمة؛ وتطوير خطة العمل وسياسات إدارة الكربون لدولة قطر للحد من الاحتباس الحراري.
ونوه د. سيف بأن التقنية المقترحة في هذا المشروع تستخدم مواد مبتكرة وتهدف إلى امتلاك القدرة على خفض تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عبر امتصاصها مباشرةً، وتحسين جودة الهواء في الأماكن المغطاة عن طريق توجيه هذه الغازات الممتصة إلى الصوبات الزراعية، وكذلك تحويلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة. وستكون لهذه الحلول آثار إيجابية على تغيّر المناخ، والصحة، والأمن الغذائي، وتنويع الاقتصاد، وستساهم بالتالي في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030».
إعادة تدوير الحجارة
في سياق متصل تطرق مدير إدارة البحوث والدراسات البيئية إلى مشروع استخدام الحجارة المعاد تدويرها، قائلا أن هذه المشروع قدم للشركات خلال هذه الورشة خلاصة التجارب والخبرات الفنية والتقنية التي حصل عليها خلال 10 السنين الماضية في هذا البحث منذ 2010 وتستمر حتى الان، وذلك من خلال تقديم عرض تقديمي يتعلق بتدوير المخلفات الإنشائية مع بيان قوة وجودة الحجرات الاختبارية والطريق الاختباري الذي تم تنفيذهما منذ خمس سنوات وما زالت هذه المنشآت تتصف بالجودة العالية والقوة والمتانة مع الزمن.
وأشار إلى أن الوزارة تسعى لبذل الجهود لتعاون مع القطاع الخاص بهدف تبادل الخبرات بهذا المجال لتطوير البنية التحتية، مؤكداً على حرص الوزارة لتعزيز البحث العلمي بما يخدم رؤية قطر الوطنية 2030.
خيار ممتاز
وبيّن أن استخدام واستغلال المواد المعاد تدويرها مثل الاحجار والرمال وغيرها، والمتواجدة في روضة راشد في الصناعات الانشائية مثل الطابوق والانترلوك والبلاط والوحدات الخرسانية غيرها اثبت حسن هذا الخيار، حيث أظهرت الدراسات على استخدام الحجارة المعاد تدويرها أنها ممتازة ويمكن الاستفادة منها في العديد من المشاريع في الدولة مثل الطرقات وبعض المشاريع الانشائية. وشَددّ الدكتور الكواري على أهمية اعادة تدوير المخلفات الإنشائية، بهدف دعم جهود التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد الأخضر والحفاظ على البيئة، حيث أن اعادة التدوير توفر على الدولة 50% من الأحجار المستوردة من الخارج، بينما تقلل من الانبعاثات الكربونية بنسبة 86% وبالتالي تحافظ على حدود البصمة الكربونية في النسب الدنيا وتحقق مبادئ الاتفاقية الإطارية للتغيّر المناخي والتي وقعت عليها والتزمت بها معظم دول العالم بمدينة باريس عام 2015.
وتابع: بالإضافة إلى ذلك، فقد صدرت المواصفة القياسية القطرية رقم 29 لسنة 2012 التي تم اعتمادها بقرار وزاري في عام 2013 والمتعلقة بشروط ومعايير المواد المعاد تدويرها والتي يمكن اعتمادها للبناء والطرق والمواد الإنشائية.