ستة قتلى في الهند جراء أعمال عنف في مسقط رأس رئيس الحكومة
حول العالم
26 أغسطس 2015 , 06:32م
الوكالة الفرنسية
قُتل ستة أشخاص على الأقل، في أسوأ موجة عنف تضرب مسقط رأس رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال أكثر من عشر سنوات، بحسب ما أعلنت الشرطة، الأربعاء، فيما دعا مودي نفسُه إلى الهدوء.
وأعلنت السلطات في ولاية غوجارات أنها نشرت آلافا من أفراد القوات الخاصة، الأربعاء، في الولاية الواقعة في غرب الهند، من أجل إعادة الهدوء، بعدما تحولت تظاهرة إلى أعمال عنف، أحرَق فيها المتظاهرون سيارات وحافلات ومراكز للشرطة.
ويبدو أن العنف تصاعد نتيجة اعتقال زعيم الباتيدار أو الباتيل هارديك باتيل، البالغ من العمر 22 عاما، الذي يؤكد أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على وظائف ومقاعد في الجامعات، بسبب التمييز الإيجابي الذي يعطي الأولوية للأشخاص من الطبقات الدنيا.
وقال قائد الشرطة بي.بي.باندي - لوكالة فرانس برس - إن ثلاثة أشخاص قتلوا في المدينة الرئيسة أحمد آباد، إذ تجمَّع حوالي نصف مليون شخص للتظاهر، الثلاثاء.
وامتد العنف لاحقا إلى أجزاء أخرى من الولاية، إذ قُتل شخصان حين فتحت الشرطة النار على مثيري الشغب صباح الأربعاء، في مقاطعة باناسكانثا.
وقال قائد الشرطة في مقاطعة ميهسانا جي.آر موثاليا - في اتصال مع فرانس برس - إن متظاهرا سادسا قُتل أيضا بنيران الشرطة، في وقت لاحق، الأربعاء.
وقال رئيس الوزراء الهندي في خطاب متلفز: "أدعو أشقائي وشقيقاتي في غوجارات إلى عدم اللجوء إلى العنف".
وأضاف مودي - الذي شغل منصب رئيس وزراء الولاية مدة عشر سنوات - أن "العنف لم يكن قَطّ لمصلحة أي طرف. يمكن حل جميع المشاكل بطريقة سلمية عبر المحادثات".
وأشارت تقارير إعلامية إلى أنها المرة الأولى التي ينتشر فيها الجيش في غوجارات، منذ العنف الطائفي في العام 2002، الذي أسفر عن مقتل ألف شخص على الأقل، معظمهم من المسلمين.
وكانت شوارع أحمد آباد خالية تماما، الأربعاء، بعدما أَقفلت المدارس والمحال التجارية والمؤسسات أبوابها.
لكن بعض الاحتجاجات استمرت في سورات، مركز تجارة الماس في الهند، إذ ذكرت وسائل الاعلام المحلية أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وبدا أن القادة السياسيين تفاجؤوا من حجم حركة الاحتجاج التي بدأت في أوائل العام الحالي، لكنها تصاعدت بوتيرة سريعة في الأسابيع الأخيرة.
ويؤكد الباتيدار أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على وظائف ومقاعد في الجامعات، بسبب التمييز الإيجابي الذي يشجع الأشخاص من الطبقات الدنيا.
وتخصص الهند نسبة من الوظائف الحكومية والمقاعد الجامعية للداليت، المعروفين بـ"المنبوذين"، ولم يُسَمَّوْا بـ"الطبقات المتخلفة الأخرى" في إطار تدابير تهدف إلى إدخالهم في الحياة العامة.
وقال الصحافي والمحلل السياسي المخضرم سانديب بامزاي، إنّ "لغوجارات تاريخا طويلا من العنف الطائفي، يعود إلى عقود من الزمن، لكن هذه الظاهرة شيء جديد تماما".
وأضاف أن "كل مراقب دهش بهذا الصبي البالغ من العمر 22 عاما، الذي يقود التحريض، واكتسب مكانة مرموقة في وقت قصير جدا".
ومازال غير واضح كيف تمكن هارديك باتيل، زعيم هذه الحركة، من حشد هذه الأعداد الضخمة.
وكانت سلطات الولاية رفضت طلب الباتيدار.
لكن باتيل الذي اعتقل لفترة وجيزة، مساء الثلاثاء، تعهد بالاستمرار في الضغط.
وقال في مقابلة تليفزيونية، الأربعاء: "هذه معركة من أجل حقوقنا، سنستمر بحملتنا في الشوارع والطرقات".
وقال قائد شرطة ولاية غوجارات، بي.سي.ثاكور، إن نحو عشرة شرطيين جُرحوا، وفرض حظر التجول في الولاية للمرة الأولى منذ الاضطرابات التي جرت في العام 2002.
وصرح ثاكور - لوكالة فرانس برس - أنه "فرض حظر التجول بعد حرائق واسعة متعمدة، وأعمال شغب قام بها أفراد الباتيدار، في مختلف مدن الولاية، مساء الثلاثاء".
وأضاف: "تعرضت آليات للشرطة للرشق بالحجارة، وأضرمت حرائق في مراكز للشرطة، في مدينتَيْ أونجا وكالول".
وذكرت السلطات المحلية أن نحو مئة حافلة أُحرقت، وتضررت عدَّة مبانٍ في أعمال العنف هذه، في أحمد آباد وسورات ومهسانه وأونجا وفيسناغار.