«ما بين الرفوف» يفند كتاب «عشت لأروي»

alarab
محليات 26 يوليو 2021 , 12:35ص
الدوحة - العرب

سلط الملتقى القطري للمؤلفين خلال حلقة جديدة من المبادرة الأسبوعية «ما بين الرفوف» التي يقدمها كل من الكاتبين الأستاذ حسن الأنواري والأستاذة ريم دعيبس الضوء على كتاب السيرة الذاتية «عشت لأروي» للكاتب والروائي الكولومبي غابرييل ماركيز الصادر سنة 2002.
وقدم الأستاذ الأنواري في مستهل الحلقة نبذة عن الكاتب غابرييل ماركيز وعرفه بكونه روائيا وصحفيا وناشرا وناشطا سياسيا كولومبيا، قضى معظم حياته في المكسيك وأوروبا، وتضاربت الأقاويل حول تاريخ ميلاده، إلا أن الكاتب حسم الجدل وأكد في كتابه عشت لأروي أنه ولد سنة 1927.
ويعد ماركيز من أشهر كتاب الواقعية العجائبية، حيث أن كتاب «مائة عام من العزلة» هو الأكثر تمثيلًا لهذا النوع الأدبي. ويشتمل إنتاجه الأدبي على العديد من القصص والروايات والتجميعات، إلى جانب كتابات أخرى، وتتناول الغالبية العظمى منه مواضيع مثل البحر وتأثير ثقافة الكاريبي والعزلة،
وحصل ماركيز على جائزة نوبل للآداب عام1982، وذلك تقديرًا للقصص القصيرة والرويات التي كتبها، والتي يمتزج فيها الخيال بالواقع في عالم هادئ من الخيال المثمر، والذي بدوره يعكس حياة وصراعات القارة.
واستعرض الأنواري أهم كتابات ماركيز وهي «الأوراق الذابلة» الصادر في سنة 1955، و»ليس للكولونيل من يكاتبه» الصادر في سنة1961، و»في ساعة نحس و جنازة الأم الكبيرة» الصادر في سنة 1962، إضافة إلى أشهر أعماله «مائة عام من العزلة» و كتابه «خريف البطريرك» الصادرين سنة 1967.
ولخصت الأستاذة ريم محتوى الكتاب الذي افتتحه صاحبه بعبارة «الحياة ليست ما يعيشه أحدنا بل ما يتذكره وكيف يتذكره ليرويه»، حيث جال ماركيز في هذا الكتاب بين الينابيع الاولى لحياته وكتاباته وعائلته واصدقائه وعرض خريطة الطريق التي اوصلته الى ما هو عليه اليوم، موضحة أنه لا يكتب خيالا بقدر ما يكتب عن وقائع تحكي عن مأساة عايشها في طفولة صعبة وممزقة بين بيت جديه في قرية صغيرة في منطقة الكاريبي وفي مساره وتاريخه الشخصي.
وعاد الأستاذ الأنواري ليتحدث عن مسيرة كفاح الكاتب الذي كتب في مستهل مسيرته الصحفية كتب روبورتاجات طولها متر أو متر ونصف المتر، وكان ينام على الورق ويصل الليل بالنهار، مشيرا أن الكاتب شهد مصادفات كثيرة في حياته من بينها أنه كتب قصة روايته الثالثة «ساعة الشؤم» في الحي اللاتيني في باريس ثم جعل من اوراقها لفافة لربطة العنق ودفنها في قاع الخزانة ثم فازت بجائزة قيمتها ثلاثة آلاف دولار في مسابقة شركة آسو الكولومبية يوم ولد ابنه الثاني عام 1962.
كما تحدث عن مأساته الشخصية المستمرة في الكتابة و هي الاملاء، فبعد سبعة عشر كتابا لا يزال مصحّحوه يصفون أخطاءه بأنها مجرد أخطاء مطبعية، إضافة إلى أزمته مع العائلة بسبب سهره ليلا نومه نهارا. 
وأوضح أن ماركيز تميز بعبقرية أسلوبه ككاتب وموهبته في تناول الأفكار السياسية كما كانت تربطه صداقة مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو وقد تسببت هذه الصداقة في الكثير من الجدل في عالم الأدب والسياسة.
وختم الأستاذ حسن الحلقة بالحديث عن ظروف وفاة الكاتب الذي توفي في 17 أبريل 2014 في منزله في مكسيكو بعد بضعة أيام من نقله إلى المستشفى إثر إصابته بالتهاب رئوي وقد أعلن رئيس كولومبيا في خطاب رسمي متلفز الحداد الوطني عليه لمدة ثلاثة أيام.