تشعر بعض الأمهات بأن أطفالهن كائنات هشة للغاية، لأنهم لم يبلغوا نموهم البدني والنفسي الكامل وبالتالي فهم عرضة لمخاطر متعددة. ومن الصعب على بعض الأمهات أن يتركن أطفالهن يتحرّكون بحريّة ويبحثون عن حياتهم الخاصة، وأحياناً يدخل اهتمامهم هذا في إطار المبالغة. وهي الحالة التي يطلق عليها العلماء الأم الدجاجة.
«الأم الدجاجة»: تعبير مضحك.. تماماً كما الدجاجة التي ترقد على بيضها حتى يفقس ومن ثم تركض خلف الصيصان لتحميهم وتردّ عنهم الخطر، يمكن أن تصبح بعض الأمهات مع أطفالهن على هذا النحو... ومن هنا أتت هذه التسمية.
معنى المصطلح
ولكن ماذا يعني أن تكون الأم دجاجة؟
إنها الأم التي تفرط في حماية أولادها وتشعر بالقلق الدائم والكبير. يمكن لأي شيء أو حتى لا شيء أن يقلقها، كأن يذهب ولدها إلى متجر الخبز في زاوية الشارع أو أن يذهب إلى مخيّم صيفي مع المدرسة.. أي شيء يمكن أن يخيفها. وحتى مع تقدّم أولادها في العمر، يزداد خوفها وقلقها. ولكن هذا النوع من السلوك ليس الحلّ الأمثل، لأن الأهل غالباً ما يبالغون في ما يتعلّق بالأخطار والتهديدات المحيطة.
ما هو سبب خوف هذا النوع من الأمهات إلى هذا الحد؟
قد يردن حماية أولادهن من الخطر أو الحزن. لهذا السبب، يصررن على إيصالهم إلى المدرسة أو إلى منازل أصدقائهم أو أن يصحبوهم إلى نشاطات ما بعد المدرسة دون منحهم أي حرية لأنها مصدرٌ للخطر والتهديد من وجهة نظرهن. أي مسافة عن أولادهن تُعد بالنسبة إليهن مصدراً لمزيدٍ من القلق، لهذا السبب، تسعى الأمهات للبقاء إلى جانب أولادهن دائماً.
ويجب أن لا ننسى أن لوسائل الإعلام دوراً كبيراً في تعزيز حالات «الأم الدجاجة» لأن الأخبار المحليّة التي تُذاع يوميّاً تعزّز القلق عند الأهل.
أضرار السلوك
كيف يمكن لهذا السلوك أن يكون مضرّاً لنموّ الطفل؟
يحتاج الأولاد إلى اكتشاف الحياة. لهذا السبب، يتوافق الخبراء على أن الإفراط في حماية الأولاد يؤدّي إلى حالتين لا ثالث لهما.
يمكن للولد أن يكوّن فكرةً سلبيّةً عن نفسه وأن يشعر أنه غير قادر على تنفيذ أي شيء وأنه ضعيف، فيصبح منبوذاً من الجميع ويبتعد عن الاختلاط.
أو أنه سيعلن التمرّد في وجه والديه ربّما في وجه المجتمع بأكمله أيضاً. وبهذا، سيعيش تجاربه الشخصية حتى إن كانت شديدة الخطورة دون أن يعبأ بأحد. لكن لا داعي للقلق، لأن هذه القاعدة ليست عامّة.
سبل العلاج
يجب على «الأم الدجاجة» أن تضع نفسها مكان أولادها، وستفهم فوراً أنهم بحاجة ليعيشوا تجاربهم الخاصة وأن يعتادوا على مختلف الحالات والتجارب التي قد يواجهونها.
الحوار مهم جداً في هذا النوع من المواضيع. من خلال هذا الحديث، يمكن للأم أن تبدأ بالاعتماد تدريجيّاً على أولادها وأن تعطيهم بعض الحرية. في مرحلة معيّنة، يجب أن يصبح الأولاد مسؤولين عن أعمالٍ معيّنة.
وأخيراً، على الأمهات أن لا يتحوّلن إلى النقيض، أي أن يهملن أولادهن لأن هذا الأمر يمكن أن يعرّضهن لقلق أكبر.