د. طامي البنعلي: أسواق المال الخليجية فرصة تكاملها مرتفعة
مخاطر الأمن السيبراني تشهد تطورات فائقة السرعة ومواكبتها ضرورة ملحة

ترأس سعادة الدكتور طامي بن أحمد البنعلي، الرئيس التنفيذي لهيئة قطر للأسواق المالية، الاجتماع الخامس المشترك للجنة رؤساء هيئات الأسواق المالية (أو من يعادلهم) بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورؤساء الأسواق (البورصات) بدول المجلس، والذي عقد بالدوحة امس الخميس الموافق 25 أبريل 2024.
كما ترأس الدكتور طامي بن أحمد البنعلي، الرئيس التنفيذي لهيئة قطر للأسواق المالية، أعمال الاجتماع الثامن والعشرين للجنة رؤساء هيئات الأسواق المالية (أو من يعادلهم) بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمنبثقة عن اللجنة الوزارية للأسواق المالية بدول المجلس، والذي استضافته هيئة قطر للأسواق المالية أمس الخميس الموافق 25 أبريل 2024 وعقد في فندق جراند شيراتون الدوحة ، ومثل هيئة قطر للأسواق المالية في الاجتماع، وفد رسمي.
وقال سعادة الدكتور البنعلي إن الأسواق المالية تعد مرآةً للاقتصاد، كما تُعدّ ركناً رئيسياً من أركان النمو الاقتصادي وقناةً تمويليةً رئيسية، ما يتطلَّب الاهتمام المستمرّ بتعزيز فاعليتها وضمان استقرارها وتطوُّرها، بما ينعكس على قدرتها على القيام بالأهداف المنوطة بها، لا سيَّما في الوقت الراهن وما تشهده المنطقة من تطورات متسارِعة على مستوى التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي وعلى مستوى الصراعات السياسية خاصة ما يتعلق منها بالتطورات المستحدثة والتي تضع أسواقنا المالية تحت ضغوط هائلة وتهدد استقرارها وتزيد من مستويات المخاطر المحيطة بها.

التغيرات الاقتصادية الدولية 
واضاف إن أسواق المال في مختلف دول العالم، شهدت خلال السنوات الأخيرة تحديات متصاعدة، فرضتها التغيرات الاقتصادية الدولية وبصفة خاصة تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي في ذات الوقت مع ارتفاع معدلات التضخم وما صاحبه من ارتفاع لأسعار الفائدة الى مستويات باتت تؤثر على مؤشرات أداء الأسواق المالية وعلى استقرارها، إضافة إلى التحديات التي فرضتها كل من التغيرات الجيوسياسية المتمثلة في تنامي الصراعات والحروب الإقليمية خاصة في منطقتنا العربية وفي الشرق الأوسط هذا فضلا عن التطورات التكنولوجية المتسارعة وتنوع وتعدد استخدامات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يتطلب منا جميعا التعاون والتنسيق والحرص على العمل الجماعي للتغلب على هذه التحديات، واقتراح منهجيات عمل جديدة للتعامل معها من أجل الحفاظ على استقرار أسواقنا المالية واستمرار نموها وتطورها.
وأكد سعادة الدكتور البنعلي أن أسواق المال بدول المجلس، تعمل في بيئة اقتصادية واستثمارية متشابهة إلى حد كبير، مما يجعل فرصة تكاملها مرتفعة، وهو ما يُعد مدخلاً مهما لتطوير تلك الأسواق وتعزيز مؤشرات أدائها وقدرتها على تحقيق أهدافها.
وقال سعادته إن تكامل الأسواق المالية الخليجية قد تعدى مرحلة توحيد التشريعات والقواعد المنظمة لعمل الأسواق ليدخل مرحلة جديدة في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة والتي أثرت بشكل مباشر على منهجية عمل الأسواق المالية، اذ يجب تنسيق الجهود والتعاون فيما بين الأسواق المالية والهيئات الرقابية بدول الخليج من أجل توحيد وتوافق التكنولوجيا المستخدمة في اسواقنا المالية، إضافة الى تبني واستخدام حلول التحول الرقمي والإفصاح الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وغيرها من الحلول التكنولوجية الحديثة التي أفرزتها الثورة الرقمية او الثورة الصناعية الرابعة، بهدف تحسين وتطوير المنتجات والخدمات المالية بأسواقنا المالية، هذا فضلا عن تعزيز دور الأسواق المالية والهيئات الرقابية في احتواء المخاطر المصاحبة لهذه التطورات التكنولوجية.

مخاطر الأمن السيبراني 
وأوضح أن مخاطر الأمن السيبراني بصفة خاصة، باتت تشهد هي الآخرى تطورات فائقة السرعة، خاصة فيما يتعلق بالتصاعد غير مسبوق للهجمات السيبرانية والجريمة الإلكترونية، كما أن التحديات والجرائم التقليدية التي كانت تواجه أسواق المال مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب والرشوة والفساد، كلها تحديات وتهديدات استفادت من التطورات التكنولوجية، مما يستدعي تطوير منهجيات عمل جديدة لمواجهتها والتصدي لها.
ونوه سعادة الدكتور البنعلي بأن مواكبة هذه التطورات التكنولوجية باتت ضرورة مُلحّة، والأمر هنا لا يتوقف عند تطبيق هذه التقنيات فحسب، فغالبية الأسواق المالية ومنها أسواق دول مجلس التعاون الخليجي باتت تُطبقها كليا او جزئيا، وإنما يتطلب الأمر متابعة مستمرة لها نتيجة التطورات المتسارعة، فما يعد فعالاً اليوم قد لا يكون بذات الفاعلية في المستقبل القريب، وهذا بحد ذاته يمثل تحدياً لعمل الأسواق، لكنه يُعد أيضا فرصة للتطور والنمو في حال تم استثماره بالشكل الأمثل، فالجميع مطالب باقتراح أدوات ومنهجيات عمل وخطط تنفيذية تدعم التحول الرقمي في الأسواق المالية، وشفافية التداولات والوصول الى بيانات عالية الجودة.