رغم استمرار الإجراءات الوقائية.. أصحاب محلات لـ «العرب»: إقبال كبير على مستلزمات القرنقعوه

alarab
محليات 26 أبريل 2021 , 12:45ص
يوسف بوزية

المناسبة تبهج الأطفال بالمكسرات والحلويات
عمر فاضل: زيادة الطلب مع بداية الثلث الثاني من رمضان 
حيدر نور الدين: الإقبال يستمر حتى الاحتفال بعيد الفطر 
 أم نور: تهيئة أجواء داخلية للاحتفال بالمنزل أسرياً فقط
 

شهدت محلات المكسرات والحلويات في سوق واقف إقبالاً متزايداً من المواطنين والمقيمين لشراء مُستلزمات الاحتفال بليلة «القرنقعوه»، التي تصادف ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، حيث اكتظت أغلب تلك المحال بالزبائن مع زيادة الطلب على البضائع المخصصة للمناسبة من أكياس وصناديق وعلب وسلال وحلويات ومكسرات. 
ورصدت «العرب» إقبال المواطنين والمقيمين على شراء مستلزمات ليلة «القرنقعوه»، إذ شهدت متاجر الحلوى والمكسرات طلبات كثيرة خاصة بالمناسبة، التي عمل التجار على توفير عدد كبير من مستلزماتها، من علب وأكياس وصناديق مزركشة غلب عليها الطابع التراثي، وحملت عبارات مثل «القرنقعوه»، «عطونا الله يعطيكم»، و»عساكم من عواده»، و»قرقيعان».
وأكد أصحاب محلات تجارية التقتهم «العرب»، زيادة الطلب مع بداية الثلث الثاني من شهر رمضان المبارك على مختلف أنواع الحلويات والشوكولاتة والسكاكر والمكسرات، بنحو 70 %، حيث تعدّ تلك المواد من أهم مستلزمات الاحتفال بـ القرنقعوه في ليلة الخامس عشر من الشهر الفضيل.

ارتفاع الطلب
وفي هذا السياق، قال عمر فاضل من «حلويات الصادق» إن الإقبال بلغ ذروته من المواطنين وحتى المقيمين على كافة البضائع المخصصة للاحتفال بليلة القرنقعوه، من أكياس، وصناديق، وعلب، وسلال، وحلويات، ومكسرات، لكن استمرار الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا، ساهم في إحجام العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة عن الاحتفال بهذه المناسبة، وأكد توفر مختلف أنواع الحلويات والمكسرات والنوجه، والتي تلقى رواجاً كبيراً خلال هذه الفترة من شهر رمضان المبارك، وتحديداً بعد مضي العشرة أيام الأولى منه.
أسعار معتدلة
من جهته، قال حيدر نور الدين إن مبيعات المنتجات الخاصة بمناسبة القرنقعوه تشهد زيادة كبيرة، في ظل إقبال العديد من الأهالي على محلات سوق واقف، بمن فيهم المقيمون الذين يرتادون السوق خصيصاً للحصول على كل مستلزمات هذه المناسبة، والتي تمتاز بأسعار معتدلة، حيث تتراوح ما بين 40 ريالاً وحتى 250 ريالاً كحد أقصى، وبيّن أن الإقبال على محلات سوق واقف يستمر طوال الشهر الفضيل، وحتى اليوم الأخير، استعداداً لاستقبال عيد الفطر المبارك، حيث تزدحم بالمواطنين والمقيمين العرب والأجانب.

احتفال في المنزل
وأكد نور الدين أن بعض الزبائن يُفضّلون الأكياس الجاهزة، بينما تحرص بعض الأمهات على اختيار المكونات بأنفسهن، حيث يعملن على تنسيق مجموعات من العلب والصناديق المخصصة لهذه المناسبة بأنفسهن.. وفي هذا السياق قالت أم نور إنها تحرص على اختيار مستلزمات القرنقعوه من المحلات الكثيرة في سوق واقف، وتهيئة أجواء داخلية للاحتفال في المنزل مع الأسرة فقط، وذلك بإضفاء جو تراثي موروث من العادات والتقاليد، ومن ذلك إضافة إضاءات وكماليات للزينة داخل المنازل، وتوزيع الحلويات والنقود على الأطفال في داخل البيوت، وذلك امتثالاً للإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا بالابتعاد عن أي احتفالات أو تجمعات قد تكون خطرة على صحة وسلامة الأسر والأطفال.
بهجة الأطفال
ومن جانبها، ذكرت أم ناصر أن الاحتفال بهذه المناسبة يدخل البهجة والسرور على الأطفال، مؤكدة أنها تحرص كجميع الأمهات على إعداد توزيعات خاصة، تتضمن الحلوى، والمكسرات، والألعاب البسيطة، لتوزيعها على الأطفال الذين ينتظرون الحصول عليها بلهفة كبيرة.. وأضافت أنها تجتمع مع الأهل مساء في منزل العائلة، ويقدمون التوزيعات والهدايا لأطفال الأسرة، مشيرة إلى أن هناك نوعاً من المنافسة في مظاهر الاحتفال بدأ يظهر بين الأسر للتسابق في نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع الآخرين على الاحتفال.
وأكدت أن هذه الليلة تحمل أجواء رائعة يترقبها الأطفال والكبار كل عام، خاصة مع تزامنها مع الأجواء الرمضانية، من خلال التفاعل والمشاركة، والحفاظ على العادات والتقاليد، حيث تتناقلها الأجيال كتراث شعبي يعمل على توثيق العلاقات الاجتماعية والأخلاقية بين الأهل والجيران، وبث روح المودة والألفة والمحبة بينهم.
وأوضحت أن «ليلة القرنقعوه» من المناسبات الاجتماعية التراثية المتعارف عليها في أغلب الدول الخليجية، وإن اختلفت التسمية من منطقة إلى أخرى، حيث تختلف أجواء الاحتفال بها في كل دولة، ولكن ما يميز دولة قطر أن العديد من الهيئات والمؤسسات تحرص على الاحتفال بهذه الفعالية، لكن الإجراءات الوقائية تمنع العديد من مظاهر الاحتفال هذا العام. 

تراث قطري
ويُعد الاحتفال بـ «القرنقعوه» جزءاً من التراث القطري والخليجي الأصيل، الذي يرتبط بشهر رمضان المبارك وتوارثته الأجيال، حيث يحرص الأطفال كل سنة على استحضاره بالطواف على البيوت «الفريج»، حاملين أكياساً صغيرة مصنوعة من القماش، ينشدون أغاني الأجداد «عطونا.. الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم». وبالرغم من تطور المجتمعات لا يزال هذا التقليد موجوداً في كل دول الخليج باختلاف المسميات وتوقيت الاحتفال، ما يساهم في تربية النشء على قيم حب الخير والتكافل، ويساهم في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية، والحفاظ على عادات وتقاليد الآباء والأجداد.

ظاهرة خليجية

يردد عادة الأطفال مقاطع خاصة بهذا الاحتفال، منها «عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم»، «عطونا حق الليله.. جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي»، و«أعطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم لأهاليكم، يا مكة يا معمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة».
ويعد الاحتفال بليلة القرنقعوه أحد أبرز الطقوس الرمضانية التي ما زال أهل قطر يحرصون على ممارستها، وفيه يرتدي الأطفال الملابس التقليدية، ويجوبون بعد صلاة العشاء «الفرجان» قاصدين البيوت التي يكافئهم أصحابها بتقديم الحلوى والمكسرات، مرددين أثناء تجوالهم «قرنقعوه قرنقعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يالمعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة.. عطونا تحبة ميزان.. سلم لكم عزيزان.. يا بنية يالحبابة.. أبوك مشرع بابه.. باب الكرم ما صكه ولا حطله بوابة».
وكذلك يعد الاحتفال بليلة النصف من شهر رمضان من أبرز طقوس سلطنة عمان الرمضانية، تحت عنوان «قرنقشوه» وفيه كذلك يرتدي الأطفال الملابس التقليدية ويجوبون بعد صلاة العشاء «الفرجان»، مرددين أثناء تجوالهم طالبين الحلوى وغيرها «قرنقشوه قرنقشوه.. أعطونا شي حلواه»، أو «قرنقشوه يو ناس.. عطونا بيسه وحلوى.. دوس دوس في المندوس.. حارة حارة في السحارة». وفي حال لم يحصل الأطفال على «القرنقشوه»، يرددون «قدام بيتكم صينية.. ورا بيتكم جنية».