العربي مهدد بهجرة جماعية للاعبيه
رياضة
26 أبريل 2017 , 12:29ص
احمد حسن
يتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من الانتكاسات للفريق الكروي الأول بـ النادي العربي، تتمثل في إعلان عدد كبير من اللاعبين رغبتهم في الرحيل عن جدران النادي والانتقال إلى أندية أخرى، بحثاً عن الهدوء والاستقرار الذي افتقده الفريق على مدار الموسم الحالي وأثر بشكل واضح، وأدى إلى تراجع النتائج سواء في بطولة دوري نجوم قطر الذي أنهاه الفريق في المركز التاسع، أو توديع بطولة كأس الأمير من المرحلة الثانية على يد فريق من الدرجة الثانية هو مسيمير.
وعلى الرغم من أن معظم عقود هؤلاء اللاعبين ما زالت ممتدة لمواسم أخرى، أضف إلى ذلك وجود بند بلائحة اتحاد الكرة يتيح للأندية التمسك بلاعبيها حتى في حال انتهاء عقودها، بشرط دفع ما قيمته 40 ضعف قيمة الراتب، فإن أزمة المستحقات المالية المتأخرة قد تفتح الباب على مصراعيه أمام ما يشبه الهجرة الجماعية للاعبين.
وقد تكون واقعة عبدالعزيز حاتم قائد الفريق السابق، الذي رحل عن النادي وانضم للغرافة مطلع الموسم الماضي، بعد أن تقدم بشكوى لاتحاد الكرة لفسخ عقده بسبب عدم صرف مستحقاته المالية المتأخرة- قد تكون تلك الواقعة هي السيناريو المتوقع الذي قد يلجأ إليه العديد من اللاعبين، باعتبار أن ما يقرب من نصف الفريق بالفعل لم يتم صرف مستحقاتهم منذ فترة طويلة.
وهناك بالفعل عدد من اللاعبين تقدموا بشكاوى رسمية على فترات متباعدة، أمثال بوعلام خوخي، ويوسف أحمد، وعمر العمادي، وعبدالله العريمي، وفيفيان كواسي، ومحمد مبارك، وغيرهم، بسبب عدم صرف كامل الدفعة الأولى من مستحقاتهم، إضافة إلى الدفعة الثانية كاملة بجانب توقف صرف الرواتب منذ أكثر من 7 أشهر.
وعانت إدارة النادي كثيراً لتدبير قيمة المستحقات المالية للاعبين، ولعل أزمة رحيل ثلاثي الجيش رامي فايز ومحمد جمعة وفاجنر رينار ولاعب لخويا أحمد عبدالمقصود عن الفريق في فترة الانتقالات الشتوية قبل انتهاء فترة الإعارة؛ بسبب عدم قدرة النادي على تدبير قيمة انتقالهم حتى نهاية الموسم، التي بلغت 4 ملايين ريال، تؤكد أن الأمر يبدو في غاية التعقيد، باعتبار أن النادي مطالب أولاً بسداد ديون قديمة لمدربين ولاعبين رحلوا بالفعل قبل سنوات، قبل الخطوة التالية وهي الوفاء بتعاقداته مع اللاعبين.
رحيل زولا بداية الأزمات
على الرغم من الهجوم الهائل الذي تعرض له المدرب الإيطالي جيانفرانكو زولا المدير الفني الأسبق لفريق العربي، الذي أدى إلى الإطاحة به في أول قرار لمجلس الإدارة الحالي، برئاسة سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن جبر آل ثاني، عقب انتخابه مباشرة بدعوى سوء النتائج في الموسم الماضي، إلا أنه ومنذ رحيل المدرب لم يعرف الفريق طعم الهدوء والاستقرار، مع توالي العديد من المدربين على قيادته.
وشهد مشوار الفريق تولي 4 مدربين مهمة القيادة الفنية، بداية بالمدرب الأوروجوياني جيراردو بيلوسو، الذي قاد الفريق خلال فترة الإعداد و5 مباريات في الدوري، لتتم إقالته بعد الخسارة التي تعرض لها الفريق على يد لخويا بنتيجة 4/1 في الجولة الخامسة، ويتم إسناد المهمة للجزائري كمال خلف مدرب فريق الشباب بالنادي، الذي قاد الفريق في مباراة واحدة أمام معيذر وانتهى بفوز الأخير 2/1.
وعلى الفور تم تصعيد البرازيلي أديسون أجوير، المشرف على قطاع البراعم، لقيادة الفريق بداية من الجولة السابعة وحتى الجولة الـ16، ليتم الاستعانة بمدرب اللياقة البدنية البرازيلي أوزفالدو أوليفيرا كمدير فني لإكمال الموسم.
وبمقارنة بسيطة بين الموسم الماضي والحالي يتضح أن النتائج في الموسم الماضي كانت الأفضل، فقد حقق الفريق تحت قيادة الإيطالي زولا المركز الثامن في ترتيب أندية الدوري برصيد 35 نقطة، نتاج الفوز في 10 مباريات والتعادل في 5 والخسارة في 11 مباراة، وفي بطولة كأس الأمير خرج الفريق أمام الخريطيات بركلات الترجيح في المرحلة الأولى 4/2 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 2/2.
أما الموسم الحالي فقد أنهى الفريق الدوري في المركز التاسع برصيد 28 نقطة حصدها بالفوز في 8 مباريات، والتعادل في 4 والخسارة في 14 مباراة، كما خرج من المرحلة الثانية لكأس الأمير بالخسارة أمام مسيمير 3/2.
تقليص رواتب الكبار
ترددت أنباء مؤكدة داخل قلعة العرباوية أن مجلس إدارة النادي بصدد عقد جلسة مع عدد من اللاعبين أصحاب التعاقدات المرتفعة، من أجل إقناعهم بتقليصها بما يتماشى مع إمكانيات النادية الحالية، لاسيما في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعانيها خزانته.
ويدور الحديث عن 4 لاعبين تحديداً هم قائد الفريق بوعلام خوخي والثلاثي المحترف: الفلسطيني من أصل تشيلي لويس خيمينيز، والنيجيري إيموه إيزيكيل والسنغالي مصطفي سال، الذين تتجاوز رواتبهم مجتمعة أضعاف ما يتقاضاه جميع لاعبي الفريق الآخرين بكثير.
وعلى الرغم من أن كافة المؤشرات ترجح رفض اللاعبين لهذه الخطوة، وتمسكهم بقيمة تعاقداتهم التي أبرمها النادي في وقت سابق، فإن الحل الوحيد لدى الإدارة لهذه الإشكالية سيكون منصباً على فتح الباب على مصراعيه أمام هؤلاء اللاعبين للرحيل، بشرط تقديم عروض رسمية وبقيمة مالية تحقق مصلحة للنادي.
وهناك بالفعل عروض جدية لـ3 من هؤلاء وهم خوخي وخيمينيز وإيزيكيل، في حين أن السنغالي مصطفى سال يرغب في الرحيل دون مقابل، لاسيما أنه لم يتلقَ أي عروض رسمية من أندية أخرى بسبب تواضع مستواه مقارنة بما يتقاضاه في الموسم الواحد، الذي تردد بأنه يصل إلى 3 ملايين دولار.