د. أحمد عبدالملك: بدأت الصيام بعمر 6 سنوات

alarab
نفحات رمضان 26 مارس 2024 , 01:31ص
حنان غربي

عاد د. أحمد عبدالملك أكاديمي وروائي قطري إلى ذكريات الشهر الفضيل، واسترجع الأيام والليالي التي كان يعيش فيها طقوسا خاصة برمضان، من ممارسة ألعاب شعبية، ومن سهرات رمضانية مع الأسرة أو مع الجيران والأصحاب.

وقال د. أحمد لـ «العرب»: رمضان شهر الصيام والعبادة، ويتفرغ المسلم فيه لقراءة القرآن الكريم، وحضور صلاة التراويح، كما أنه يقوي الأواصرَ بين أفراد الأسرة، واجتماعهم اليومي على سفرة الإفطار، ومن ذكرياتي عبر السنوات السبعين الماضية، أنني بدأت الصيام وعمري ست سنوات، وكانت الوالدة رحمها الله توقظنا من نومنا الهانئ لأداء صلاة الصُبح. ثم نعود إلى النوم ومن ثمَّ الذهابُ إلى المدرسة. وأذكر أننا كنا نتحلق حول الوالدة رحمها الله، وهي تطهو حلوى رمضان (المِحلبية) و(الكاسترد)، ونقوم بإدخال إصبعنا في القِدر، لنأكلَ ما تبقّى في حوافِ القدر. 

اختفت عادةُ توزيعِ الأطعمةِ
وعن أكثر ما يفتقده ويشعر بالحنين إليه خلال شهر رمضان قال د. عبدالملك: ما أفتقده هذه الأيام، مقارنةً بأيام الطفولة والصبا،  الألعاب الشعبية، بعد الإفطار، وأيضاً توزيع الطعام على الجيران، هذه الأيام توحشّت الحياة، ولم نعُد نرى تلك الحميمية في التعامل مع الجيران، حيثُ توسّعت المدينة (الدوحة)، وسَكنَ الكثيرون في مناطقَ جديدة، وهم لا يعرفون بعضَهم البعض، ناهيك عن سُكنى الجاليات الأخرى، فاختفت عادةُ توزيعِ الأطعمةِ والحلويات على الجيران.
وأضاف: كما أفتقدُ حواراتِ الأُسرةِ الليلية، حيث هجم علينا الهاتفُ، وأصبح كلُّ فرد من الأُسرة يعيشُ عالمَهُ الافتراضي، بعيداً عن تعاليم الأُسرة، وحكايا الوالدين.

أعمالي الرمضانية
أما عن الأعمال الإبداعية في رمضان، فكنت في نهاية الستينيات أكتبُ مسلسلاتٍ للإذاعة، وكانت تلقى رواجاً كبيراً، حيث تتناول القضايا الاجتماعية. وفي السبعينيات كنت أكتب في مجلة «العروبة»، وأُساهمُ في (اسكتشات) تمثيليةٍ في فرقة الأضواء الموسيقية، ويتمُّ التركيزُ في ذلك على الحياة في رمضان. 
وختم د. عبدالملك بالقول: رمضان الماضي جميل ولا يُمكنُ مقارنتهُ برمضان هذه الأيام، حيثُ إدمانِ البعض على المسلسلات الاجتماعية، أو الالتقاء بالأصدقاء في المطاعم أو المقاهي الحديثة، التي لا تحملُ عبقَ رمضان وصفائه، كما عرفناه.