تقليص انتظار الأسرّة بـ«حمد» من 3 أيام إلى 12 ساعة

alarab
حوارات 26 فبراير 2012 , 12:00ص
حوار: إسماعيل طلاي
أكد الدكتور أحمد علي المحمد، رئيس قسم إدارة الحالات بمستشفى حمد العام في حوار لـ «العرب» أن تطبيق برنامج إدارة الحالات بمستشفى حمد العام نجح في تقليل معدل انتظار الأسرّة من 3 أيام إلى أقل من 12 ساعة، موازاة مع نجاح الإدخال المبكر للمرضى في الصباح بعد أن كان ذلك غير ممكن في السابق، بينما تم إنشاء قاعة خروج تسع 10 مرضى حاليا، بحيث ينتظر فيها المريض مؤقتا ويخلي سريره لمريض آخر. وعن الشكاوى التي تعرفها المستشفيات بسبب نقص الأسرة، وانتظار بعض المرضى ساعات للحصول على سرير، قال المتحدث إنه بإمكان مديري الحالات ومديري الأسرة تفريغ 50 سريرا في غضون 3 ساعات وقت الأزمات، لافتا إلى أن مستشفى حمد العام عرف هذه الحالة خلال العام المنصرم، لكنه شدّد على أن ذلك يتم دون التسبب في حدوث أي ضرر للمرضى، بحيث لا يقلل ذلك من فرص رعايتهم وعلاجهم بالشكل اللائق والمناسب. ولم يخف استشاري أمراض حساسية الصدر أن بعض المرضى يشترطون غرفة خاصة أو سريرا خاصا، الأمر الذي يتسبب في تأخر دخول مرضى آخرين، بينما آخرون يرفضون الانتظار في «قاعة الخروج» بعد التصريح لهم بالمغادرة لأمور لا علاقة لها بالرعاية العلاجية.  بداية ما الداعي إلى تطبيق برنامج إدارة الحالات؟ - صمم هذا البرنامج الذي يطبق لأول مرة على مستوى الخليج وهو منفذ في مستشفيات قليلة حول العالم لتقليل زمن الانتظار في لائحة العمليات المقرر إجراؤها، وتحقيق استخدام أمثل لغرف العمليات، وتوفير تجربة أفضل للمرضى والعاملين في مستشفى حمد العام، كما يهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لتخفيف الازدحام عن طريق إدارة متميزة لأسرة المرضى الداخليين، وهي تجنب المريض الدخول في متاهة الإجراءات الإدارية الطويلة والمعقدة التي تحكم الأنظمة الصحية بشكل عام، والتي قد تربك الطاقم الطبي المباشر للعملية العلاجية وتبعث القلق في نفس المريض. ويعد البرنامج من الحلول الجذرية التي تقدمها مؤسسة حمد الطبية لكبرى مشكلات القطاع الصحي في دولة قطر ألا وهي مشكلة قوائم الانتظار وإدارة الأسرة داخل المستشفيات بسبب العدد المتزايد من المراجعين على خدمات الرعاية الطبية والعلاجية مع النمو المتزايد للسكان والضغط على القدرة الاستيعابية للمستشفى الرئيس في الدوحة.  وما المقصود بإدارة الحالات؟ - هي الإدارة الوسيطة بين المريض والطبيب وبين المريض والمستشفى حيث إنها عملية تنسيقية متعددة التخصصات تهدف إلى ضمان تزويد المرضى وأسرهم بخدمات الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها وتطوير مستوى الجودة وتأمين سلامة المريض بكفاءة عالية وبتكلفة مناسبة، وتتضمن وضع خطة خروج المريض منذ دخوله المستشفى، والخروج السليم منها إلى المنزل بسلام مع توفير احتياجات المريض اللازمة له بعد الخروج من المستشفى دون أي تعطيل، ووضع الترتيبات اللازمة فيما يتعلق بالأدوية، والمعدات، والترحيل، وتثقيف الأسرة، وبرنامج مواعيد المريض إلى جانب الخطط المتعلقة برعاية المريض بعد خروجه من المستشفى.  من المتلقي لخدمات إدارة الحالات؟ - تستخدم إدارة الحالات في قطاع الرعاية الصحية بشكل عام في العديد من المجالات والمرافق، حيث تشمل الأوضاع الصحية الحادة، ومرافق الرعاية التمريضية المتميزة لإدارة الحالات الصحية المزمنة والرعاية المجتمعية لكبار السن ومرضى الإعاقة والأمور المتعلقة بالصحة العقلية، ويطبق برنامج إدارة الحالات بمستشفى حمد العام، بغرض تحسين عملية تقديم خدمات الرعاية الصحية لكل مريض قدم إلى الطوارئ أو حول من مستشفى آخر أو من العيادات الخارجية ويحتاج إلى التنويم في المستشفى سواء كانوا رجالا أم نساء وهذا يشمل الكبار والأطفال.  كيف تتم عملية اختيار مديري الحالات؟ وما الذي سيقدمه مدير الحالات؟ - اخترنا مديري الحالات ومديري الأسرة من الطاقم الطبي في المستشفيات وليسوا موظفين لا علاقة لهم بالمريض، على معايير وأسس تتطلب مهارة فائقة في التواصل مع المرضى والاتصال الفعال مع كافة الأقسام في المستشفى، وغالبيتهم من طاقم التمريض الذين أثبتوا كفاءة عالية في العناية بالحالات الحرجة باتساع أفق في المسارعة لتقديم ما يلزم للمريض والقدرة على اتخاذ القرار في المواقف والأزمات، والحرفية العالية في التغلب على المشكلات. ويبلغ عدد مديري الحالات ومديري الأسرة حاليا 22 موزعين على أقسام المستشفى المختلفة وهم معنيون بمتابعة وتنفيذ التوصيات العلاجية المطلوبة لكل مريض، والمرور بشكل دوري لتعريف المريض بطبيعة مرضه، والإجابة عن استفساراته واستدعاء الطبيب المعالج إن تطلب الأمر المزيد من الشرح والإيضاح، وتوفير كل متطلباته قبل موعد الخروج المحدد مسبقا بمراجعة بيانات المريض لتقييم البيئة المنزلية، ونظام الدعم والخطط المحتملة لتوفير الرعاية اللازمة له بعد الخروج كما يقوم بمساعدة المرضى وأسرهم فيما يتعلق بترتيب كافة متطلبات واحتياجات ما بعد الخروج مثل: التأهيل بعد الخروج أو المتابعة بالعيادة الخارجية، والرعاية المنزلية أو مركز الرعاية التمريضية المتميزة، وتوفير الاحتياجات الخاصة مثل الأكسجين والأجهزة الطبية والأدوية وأي مستلزمات أخرى. أما مديرو الأسرة وهم جزء آخر من طاقم إدارة الحالات وعددهم 5 ممرضات في الوقت الحالي فهم مكلفون بالبحث عن الأسرة في كافة أقسام المستشفى على مدار الساعة، ولا ينتظرون حتى تبلغ الممرضة في القسم المعني موظفي قسم الدخول بتوافر الأسرة، والجديد في الأمر أن لديهم قائمة بالمرضى، يستطيعون تحديد الحالات التي لها الأولوية في تخصيص السرير لها مما ساعد في التسريع من تفريغ أو إشغال الأسرة، وبالتالي زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفى، وساهم في إنجاز هذا الأمر إنشاء قاعة الخروج التي تستوعب المرضى الخارجين من المستشفى مؤقتا لحين استكمال متطلبات وإجراءات الخروج.  هناك دوما شكاوى حول عدم وفرة الأسرة، كيف تتعاملون مع الوضع؟ - لدينا مؤشر يرصد أوضاع إشغال الأسرة في المستشفى، فإذا كان يتوافر لدينا 40 سريرا شاغرا فتكون الحالة مستقرة وإذا ما توفر من 20-30 سريرا فيعنى أن الحالة متوسطة، ويتطلب من مديري الأسرة بذل مزيد من الجهود قبل الوصول إلى الوضع الحرج الذي يتوافر فيه أقل من 20 سريرا، وذلك باستدعاء الأطباء للنظر في الحالات القابلة للخروج، وبحث تحويل بعض المرضى إلى أقسام داخل المستشفى أو الاستعانة بالمستشفيات الأخرى كالخور والرميلة لتحويل بعض الحالات إليها، وبإمكان مديري الحالات ومديري الأسرة تفريغ 50 سريرا في غضون 3 ساعات وقت الأزمات لا قدر الله، ولا أخفيك سرا أنه قد حدث مرتين خلال هذا العام ونجحنا في تجاوز تلك الحالة مما أعطى لكوادرنا ثقة عالية في قدرتهم على التطبيق مع مزيد من التدريب والتعليم المستمر وليس الاعتماد على مجرد الكلام النظري. وأود التأكيد على أن هذا يتم دون التسبب في حدوث أي ضرر للمرضى، بحيث لا يقلل ذلك من فرص رعايتهم وعلاجهم بالشكل اللائق والمناسب.  هل هنالك تدريب خاص للكوادر العاملة في إدارة الحالات؟ - استغرقت فترة الإعداد للبرنامج عاما كاملا قبل البدء بالتنفيذ، فقد تم تدريب بعض الكوادر الأساسية على يد متخصصين في عام 2010 ثم تم تأسيس القسم بكوادره المختلفة، والتطبيق الفعلي للبرنامج بدأ مع بداية عام 2011 ولا يزال برنامج التدريب مستمرا للكوادر الجديدة التي تلتحق بفريق العمل، وخلال عام 2011 استطاع البرنامج أن يحول معدل انتظار الأسرّة من 3 أيام إلى أقل من 12 ساعة كما تمكنّا من الإدخال المبكر للمرضى في الصباح بعد أن كان ذلك غير ممكن في السابق، وقد تم إنشاء قاعة خروج المرضى التي تسع 10 مرضى حاليا بحيث ينتظر فيها المريض مؤقتا ويخلي سريره لمريض آخر بشكل مبكر إلى حين إحضار الدواء أو وصول السائق أو الكفيل أو الأدوية كل حسب حالته، ويعد نقل المريض إلى السرير المناسب في القسم المعني به نقلة نوعية نظرا لتكدس بعض الأقسام وفراغ أخرى حيث كان يسد هذا الفراغ بمرضى من أقسام أخرى من خارج التخصص في السابق.  هل يمكن مواصلة تقديم خدمات إدارة الحالات في حالة تحويل المريض إلى مستشفى آخر من مستشفيات مؤسسة حمد الطبية؟ وهل ستقوم باقي مستشفيات المؤسسة بتطبيق نظام إدارة الحالات؟ - الخدمة موجودة وممتدة إلى كل مستشفى ولكنها ليست محددة بقسم مستقل به كوادر متخصصة كما في مستشفى حمد، ولا شك أن هناك اتصالا وتنسيقا لإدخال مرضى من العيادات الخارجية لمستشفى القلب ومستشفى الأمل، وهناك مرضى يحتاجون لخدمات التأهيل يحولون إلى مستشفى الرميلة، والبرنامج قابل للتطبيق في أي مستشفى به طوارئ وعمليات ودخول وتنويم وخروج مرضى، فإذا افتتحت الطوارئ مثلا في مستشفى القلب ستكتمل استقلاليته عن طوارئ حمد وحينها سيحتاج إلى هذا البرنامج لإدارة حالاته من غرف عمليات وأسرة وعيادات خارجية.  كم عدد الحالات التي شملها البرنامج، وما معدل انتظار الحالات بعد تطبيق البرنامج في لائحة العمليات خلال 2011؟ - لقد استطعنا استيعاب الكثير من المرضى رغم الضغط المتزايد الذي كان موجودا في السابق ولا يزال، ومع التوسعات التي شهدها المستشفى. وتشير الإحصائية منذ يناير وحتى ديسمبر 2011 إلى عدد المرضى المتوقع خروجهم يوميا، وعدد المرضى الذين خرجوا بالفعل، وعدد الأسرة المتوقعة بعد خروج المرضى كل يوم، وتتكرر هذه الإحصائية بشكل يومي ليتم التعرف على مدى نجاح إدارة الحالات كبرنامج وكيفية تحسينه.  هل واجهتكم إشكالات مع مرضى رفضوا إخلاء الأسرة، أو عراقيل أخرى؟ - لقد وجدنا تجاوبا فاعلا من جميع الإدارات والأقسام في المستشفى، ويبقى على المرضى أن يكونوا على وعي وثقة تامة أنهم لن يصرح لهم بالخروج إلا إذا كانت حالتهم مستقرة تماما. أما الذين يرفضون الانتظار في «قاعة الخروج» بعد التصريح لهم بالخروج من المستشفى لأمور لا علاقة لها بالرعاية العلاجية، فينبغي أن يعلموا أن هناك مرضى في حاجة ماسة إلى سرير، وأن عليهم ترك السرير لمن يحتاجه، وتلك ثقافة نود أن نراها في مجتمعنا، وقد بدأت في التحقق فعلا كما شاهدنا في معظم الحالات، ونحن نشكر الجميع على تجاوبهم معنا. أما الأمر الآخر فهو متاح لجميع المرضى حيث يمكنهم التواصل مع مديري الحالات والأسرة، ولدينا نظام ينظر في حالات الشكاوى التي ترد من المرضى أو من الإدارة، ووجدنا بعد البحث في الأسباب التي جعلت بعض المرضى يتأخرون في الدخول أنهم يصرون على شروط معينة قبل الدخول كتوافر غرفة خاصة أو سرير خاص مثلا، فالإصرار على هذه الشروط قد يؤخر دخول المريض وبالتالي ينعكس سلبا على تقديم الخدمة العلاجية الأفضل، وبعض الحالات قد تتأخر في الدخول نظرا للحاجة إلى تحويل المريض إلى مستشفيات تخصصية أخرى كمستشفى الأمل أو مستشفى القلب، حيث لا يتم النقل إلا بعد التأكد من وجود الأسرة المناسبة لهم في هذه المستشفيات.