متاحف قطر تدشن أعمالا فنية جديدة بمطار حمد الدولي

alarab
ثقافة وفنون 26 يناير 2016 , 08:07م
الدوحة - قنا
تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، كشفت متاحف قطر بالتعاون مع مطار حمد الدولي، عن مجموعة جديدة من الأعمال الفنية العامة لفنان قطري وفنانين عالميين بمطار حمد الدولي.

ووضعت متاحف قطر عملَيْن فنيين في مطار حمد الدولي، يمكن الاستمتاع بمشاهدتهما عند السفر عبر المطار أو زيارته، حيث يحمل العمل الفنيّ الأول اسم "Arctic Nurseries of El Dorad" (مشاتل زهور إلدرادو القطبية) للفنان البريطاني مارك كوين، بينما يأتي العمل الآخَر تحت اسم "بلا عنوان" للفنان الإيطالي رودولف ستينجل.

ومن المقرر أن ينضم إلى العملين الفنيين مجسّم غير تقليدي تحت عنوان "خيول الصحراء"، للفنان القطري المرموق علي حسن، خلال الربع الأول من العام 2016، ليكون بذلك ثالث الأعمال الفنية المعروضة لحسن في المطار. 

وتأتي هذه الأعمال الفنية لتقدم إضافة جديدة إلى المنحوتات واللوحات الفنية المعروضة حاليا في المطار، المستمرة في الزيادة لفنانين قطريين ودوليين، ومنها أعمال معروضة في صالتي "أوريكس" و"المها" لأربعة فنانين قطريين، هم: أمل الربان، وعلي حسن، ومبارك المالك، وسلمان المالك.

ويُجرَى التخطيط حاليا لتدشين مجموعة من الأعمال الفنية الأخرى في المطار خلال الأسابيع والأشهر القادمة، مما يجعل من المطار ساحة يتلاقى فيها الفن مع العمارة لصنع نموذج بصري طاغي الحضور، يقدم للمسافرين والزائرين تجرِبة فريدة.

وقال السيد منصور بن إبراهيم آل محمود، الرئيس التنفيذي بالإنابة لمتاحف قطر: "تواصل متاحف قطر عرض أعمال فنية لفنانين محليين وإقليمين ودوليين، في ساحات عامة بارزة في أنحاء قطر"، لافتا النظر إلى أن هذه الأعمال الفنية المعروضة في مطار حمد الدولي تلهم ملايين الوافدين والمقيمين في قطر والمسافرين عبر مطارها سنويا.

وأضاف آل محمود، في كلمة له، تضمنها بيان صادر عن متاحف قطر، اليوم، أن هذه الأعمال الفنية تؤكد أن الفن يمكن الاستمتاع به خارج حدود جدران المعارض الفنية، حيث تشير هذه الأعمال الفنية الجديدة بمطار حمد الدولي إلى أحدث فصول رؤية متاحف قطر الرامية إلى مواصلة جلب الفنون للناس.

ومن جانبه، قال المهندس بدر محمد المير، الرئيس التنفيذي للعمليات بمطار حمد الدولي، في كلمة مماثلة: "يفخر مطار حمد الدولي بكونه ساحة مبتكرة لعرض الأعمال الفنية"، مؤكدا أن الفن جزء أصيل من مطار حمد الدولي، حيث روعي في تصميم المطار أن يكون قادرا على احتضان معارض دائمة ومؤقتة.
 
ولفت المهندس المير النظر إلى أن المطار يتيح للمسافرين فرصة لاستكشاف مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، منها الرسومات والمنحوتات والأعمال الإلكترونية والتفاعلية، مشيرا إلى أن مبنى الركاب بالمطار يعد فضاء عاما ويتيح مكانا مثاليا للتفاعل مع الفن في ضوء الملايين التي تتردد عليه سنويا.

ويجسّد العمل الفنيّ اللافت للأنظار "The Nurseries of El Dorado" عالمًا خياليًا، إذ يتكون العمل من مجموعة من منحوتات البرونز، صنعها كوين عبر جمعه لنباتات مختلفة أحكم ربطها ببعضها الآخر ليشكّل مجموعة من النباتات المهجّنة قبل صبّ مادة البرونز عليها.

أما العمل الفنيّ الثاني لرودولف ستينجل فيقدم تصورًا لمرور الزمن، وهو عبارة عن عينة لأحد أشهر الأعمال الفنية التفاعلية الضخمة.

غطى ستينجل ثلاثة أسطح برقائق عزل عاكسة من الألومنيوم، ثم دعا فريق العمل الذي كان يعمل وقتها في تشييد مطار حمد الدولي للرسم والكتابة على هذه الرقائق ليأخذها بعد ذلك ويصبّ عليها النحاس قبل أن يطليها بالذهب، ليختار بعدها مجموعة محددة للعرض الدائم في مطار حمد الدولي.

أما العمل الفني الخاص بعلي حسن، فسيقدم شرحا غير تقليدي لجواد صحراوي مصنوع من تداخلات مختلفة لحرف "النون"، فقد استخدم حسن مجموعة من فنيات النحت المعقدة لصنع هذه المنحوتة التي يبلغ حجمها 8 أمتار.

يشار إلى أن متاحف قطر تتعاون منذ خمسة أعوام مع فنانين محليين وإقليميين ودوليين، كلّفت بعضهم خلال هذه الفترة بإنتاج أعمال فنية، وجلبت مجموعة أخرى من أعمالهم الفعلية لعرضها في أماكن بارزة داخل مطار حمد الدوليّ وفي محيطه، وقد روعي في هذه الأعمال سواء التي كلّف الفنانون بإنتاجها أو التي اختيرت للعرض أن تناسب حجم الأماكن التي ستُعرض فيها، وكان أول مجسّم لفنان دولي عُرض في المطار هو دمية "الدب المصباح" للفنان السويسري أورس فيشر التي تتوسط المطار، وسلسلة من المجسمات لقطيع من غزلان المها العربية للفنان الهولندي توم كلاسن، تمّ وضعها في صالة الوصول في المطار.

ويُعد الفن العام برنامجًا جوهريًا في رسالة متاحف قطر؛ يهدف إلى تخطي النموذج التقليدي للمتاحف وتقديم تجارِب ثقافية في الساحات العامة، وتدعم الأعمال الفنية المقدمة في مطار حمد الدولي، هذا الهدف إلى جانب دعمها لركائز قطر الوطنية 2030 الخاصة بالتعليم والتفاعل مع المجتمع القطري.

تجدر الإشارة إلى أن الفنان مارك كوين ولد في لندن سنة 1964، وتخرج في جامعة كامبريدج، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ وتاريخ الفن، وبعد ذلك عمل مساعدًا للنحات باري فلاناغان، وهو واحد من كبار الفنانين من جيله، عبر منحوتاته ولوحاته ورسوماته التي تستكشف العلاقة بين الفن والعلم، وبين جسم الإنسان ومفهوم الجمال، وتشمل الموضوعات الرئيسة الأخرى مراحل النمو والتطور من خلال قضايا الساعة مثل علم الوراثة والتلاعب بالحمض النووي، فضلا عن قضايا الحياة والموت والهوية.

تَستخدم أعمال كوين مجموعة واسعة من المواد، سواء التقليدية وغير التقليدية، وتُعَد مادية القطعة الفنية، سواء في تكوينها المادي الأولي أو ظهورها الخارجي، في صميم أعمال كوين.

أما الفنان رودولف ستينجل فوُلِد سنة 1956 في ميرانو بإيطاليا، وأقام آخر معارضه المنفردة بمتحف الفن الحديث والمعاصر، وترينتو بإيطاليا (2001)، ومتحف الفن الحديث، وفرانكفورت (2004)، وبيت إنفرلايث، وإدنبرة (2006)، ومتحف الفن المعاصر، وشيكاغو (2007)، ومتحف ويتني للفن الأمريكي، ونيويورك، والمتحف الوطني الجديد، وبرلين (2010)، وحركة الانفصال الفنية (2012).

وقد أُدرجت أعماله في العديد من المعارض الجماعية، بما في ذلك بينالي فينيسيا (1993، 2003)، "يوم ليلة: بينالي ويتني"، ومتحف ويتني للفن الأمريكي، ونيويورك (2006)؛ "الحياة على المريخ: الذكرى 55 لكارنيجي الدولية"، ومتحف كارنيجي للفنون، بيتسبرغ (2008)، وبونتا ديلا دوجانا وقصر غراسي، البندقية (2009)، ويعيش ستينجل ويعمل في نيويورك وميرانو بإيطاليا.

م  . م /أ.ع