تراجع أسعار النفط يؤثر من جديد على البورصات العالمية
اقتصاد
26 يناير 2016 , 04:53م
أ.ف.ب
بعد تحسن طفيف، عاد تراجع أسعار النفط ليضغط على الأسواق العالمية، بينما فتحت بورصات أوروبا على انخفاض، متأثرة بالأسواق الآسيوية والأميركية.
وقال الاقتصاديون في مجموعة "كريدي موتويل سي.أي.سي" إن "التفاؤل الذي ساد أسواق المال في نهاية الأسبوع الماضي لن يطول".
ولم يصمد الانتعاش الذي غذته الآمال في تدخل المصارف المركزية، وارتفاع أسعار الذهب الأسود طويلا.
فبعد تصريحات رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، الذي تحدث عن إجراءات جديدة على غرار المصرف المركزي الياباني، عاد المستثمرون بسرعة إلى الواقع.
لذلك فتحت بورصات أوروبا على انخفاض واضح، متأثرة بأسواق المال في آسيا وبورصة نيويورك وول ستريت.
وحوالي الساعة التاسعة بتوقيت جرينتش، خسرت بورصة باريس 1,69%، وبورصة فرانكفورت 1,33%، وبورصة لندن 1,54 %.
فالمعادلة نفسها ما زالت قائمة: رفْض دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) الحد من إنتاجها يواصل تعزيز عرض مفرط، في مواجهة اقتصاد عالمي أضعفه تباطؤ في الصين يقلل من الطلب. والنتيجة الحتمية هي انخفاض الأسعار.
وقال المحللون في مجموعة "أوري بي.جي.سي": "طالما لا تلوح في الأفق احتمالات متعلقة بالعرض، بينما يواصل الطلب تراجعه، فإن سعر برميل النفط سيواصل انخفاضه".
وقد واصلت أسعار النفط في آسيا تراجعها في المبادلات الإلكترونية في آسيا اليوم، الثلاثاء، لتصل إلى أقل من ثلاثين دولارا. وخسر سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم مارس 58 سنتا، ليصل إلى 29,76 دولارا. أما سعر برميل برنت النفط المرجعي الأوروبي تسليم مارس أيضا فقد ارتفع 50 سنتا ليصل إلى ثلاثين دولارا.
وكان سعر النفط الخفيف انخفض الأربعاء إلى 26,19 دولارا، قبل أن يغلق على 26,55 دولارا، أي أدنى مستوى له منذ مايو 2003.
وقال دانيال آنج، المحلل في مجموعة فيليب فيتشرز، في سنغافورة، إن "هذا التراجع ليس مفاجئا نظرا للضعف المستمر في أساسيات السوق".
ويؤثر ارتفاع سعر الدولار بانتظار اجتماع للاحتياطي الفيدرالي الأميركي على الطلب على الذهب الأسود؛ إذ إنه يجعل هذه المادة أقل إغراء للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى. وقال أنج إن "الأسواق تريد أن تعرف متى سيتقرر ارتفاع جديد لمعدلات الفائدة".
وأكد محللو "أوريل بي.جي.سي" أن "انخفاض أسواق الصين اليوم، من جهة ثانية، يدل على أن المستثمرين المحليين ما زالوا متوترين جدا".
وشهدت بورصة شنغهاي الصينية، التي خسرت أكثر من 17% منذ بداية العام، عمليات بيع كثيفة على الرغم من ضخ مبالغ كبيرة من قبل المصرف المركزي. وقد انخفضت 6% بينما تراجعت بورصة شينزين أكثر من 7%.
وأغلقت بورصة طوكيو على تراجع نسبته 2,35%، وهونج كونج 2,48%. كما فتحت بورصة موسكو على انخفاض تجاوزت نسبته 3% وتراجع سعر عملتها بشكل كبير.
والنتيجة المنطقية لذلك هي أن سوق الدين أصبحت ملاذا كالعادة، عندما تحدث تقلبات وتتراجع معدلات فوائد الإقراض في دول منطقة اليورو، وعلى رأسها ألمانيا بشكل واضح.
أما اليورو فقد حافظ على استقراره في مواجهة الدولار اليوم، الثلاثاء، في سوق تنتظر بَدْء اجتماع يستمر يومين للجنة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
وقال مايكل هيوسن، المحلل في مجموعة "سي.أم.سي ماركيتس"، إن المستثمرين يترقبون بيان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي ومساعي رئيسه ماريو دراغي "إقناع المستثمرين بأنه سيكون قادرا على التحرك عند الحاجة".
//إ.م /أ.ع