"سعود بن عبدالرحمن": فخورون بحصول المنشآت الرياضية على درع الاستدامة

alarab
رياضة 26 يناير 2015 , 09:13م
الدوحة - قنا
حصلت منشآت اللجنة الأولمبية المتمثلة في صالة لوسيل الرياضية وصالة علي بن حمد العطية على درع الاستدامة (جي ساس – مستوى أربع نجوم) ليمثل ذلك علامة فارقة في تاريخ تصميم وإنشاء الملاعب الرياضية في منطقة الخليج والشرق الأوسط وحتى على المستوى العالمي.


أعلن عن ذلك اليوم بالمؤتمر الصحافي الذي عقد بصالة لوسيل لكل من اللجنة الأولمبية القطرية والمنظمة الخليجية للبحث والتطوير التي قامت بتقييم التصاميم التفصيلية للمنشات، كما أشرفت على عمليات التشييد للتأكد من مطابقتها والتزامها بتطبيق معايير منظومة (جي ساس بمستوى أربع نجوم)..


وفي بداية المؤتمر أعرب سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية عن فخره بهذا الإنجاز وقال: "نحن فخورون بهذا الإنجاز الذي يعتبر فريدا من نوعه كونه يتحقق لأول مرة في منشآت رياضية على مستوى الشرق الأوسط، وهذا بدوره يعزز رؤية قطر 2030 التي تعتبر الحفاظ على البيئة من مرتكزاتها الأساسية، كما أنه يرسل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن دولة قطر تسعى لتسخير كافة الإمكانات لتعزيز الرياضة وفق منظور حماية البيئة".


وأضاف سعادته أن هذا الإنجاز الكبير لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير من جانب سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة العليا المنظمة لمونديال قطر 2015. ووجه الشكر لجميع المهندسين والمصممين الذين قاموا بالإشراف على تنفيذ وبناء الصالات الرياضية.


وأشار الشيخ سعود بن عبدالرحمن إلى أن صالة علي بن حمد العطية وصالة لوسيل تعدان بمثابة فخر للجنة الأوليمبية القطرية التي تعمل تحت مظلة اللجنة الأولمبية الدولية منذ خمس سنوات وحتى الآن، حيث كان هناك حرص من جانبنا على أن تكون المنشآت الرياضية صديقة للبيئة. ووجه سعادته الشكر لشركة كهرماء التي قامت بجهد كبير في طريقة استخدام الطاقة بصورة صديقة للبيئة.


وقال: إن اهتمام دولة قطر بالرياضة يأتي كونها أحد أكثر الأشياء التي تنال اهتمام ومتابعة الناس بمختلف أعمارهم وجنسياتهم فلا يكاد يخلو بيت في العالم ممن يتابع البطولات الرياضية أو يمارس أحد أفراده الرياضة.


وأضاف أنه من المنتظر أن يتم تنفيذ مشروع مشترك بين اللجنة الأولمبية ووزارة البيئة هدفه إرسال رسالة مفادها الحفاظ على البيئة حيث سينطلق المشروع باسم مشروع شجرة بلادي والهدف منه زرع عشرين ألف شجرة خلال خمس سنوات في مختلف المناطق بقطر.


من جهته قال الدكتور يوسف الحر رئيس المنظمة الخليجية للبحث والتطوير: "إن حصول منشآت اللجنة الأولمبية على شهادة الاستدامة (جي ساس بمستوى أربع نجوم) كان تحديا كبيرا للجميع لأنه يتطلب تنفيذ معايير كثيرة وفي غاية الصرامة بدءا من توفير استهلاك الطاقة والمياه، ومرورا بتقليل استنزاف المواد الطبيعية والارتقاء بالجودة الداخلية للمباني وانتهاء بوضع برامج متكاملة للإدارة والتشغيل للمباني، وبتضافر جهود كل الأطراف المشاركة بقيادة اللجنة الأولمبية القطرية وكذلك تعاون الشركات المصممة والشركات المنفذة والمنظمة الخليجية تم تحقيق هذا الإنجاز الذي نهديه للمجتمع الرياضي المحلي والدولي على حد سواء".


وجاء إنجاز تشييد صالتي لوسيل وعلي بن حمد العطية في زمن قياسي ومستوى عالٍ من الجودة نتيجة لتضافر كل الأطراف المشاركة التي عملت منذ بداية المشروع ضمن هدف رئيسي وهو إنشاء مبان مستدامة تكون نموذجا رياديا على المستوى العالمي يعكس التزام اللجنة الأولمبية بتطبيق معايير الأبنية الخضراء بشكل متكامل وفي الوقت نفسه مبني على أسس علمية وضعتها المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة.


وتتسع صالة لوسيل التي تحتضن بطولة العالم لكرة اليد لـ 15.800متفرج والمشروع قائم على مساحة 395.000 متر مربع بمساحة بناء إجمالية تعادل 126000 متر مربع. أما صالة علي بن حمد العطية فتتسع لـ 7.700 شخص على مساحة 44.000 متر مربع بمساحة بناء إجمالية تعادل 40.000 متر مربع. وتعتبر هذه المنشآت صالات متعددة الأغراض بحيث تم تصميم الصالة الرئيسية في كل منشأة بشكل يسمح باستخدامها للعديد من الرياضات مثل كرة اليد والسلة والطائرة والجمباز وتنس الريشة (ولعبة هوكي الثلج في صالة علي بن حمد العطية فقط).


الجدير بالذكر أن منظومة "جي ساس" هي المنظومة الوحيدة عالميا التي تم تطويرها خصيصا بالتعاون مع اللجنة الأولمبية القطرية لتتقيّم مختلف أنواع المنشآت الرياضية خلال كافة مراحل المشروع بدءاً من التصميم ومروراً بالإنشاء وانتهاء بالتشغيل وذلك لضمان موافقة المشروع لمعايير الاستدامة البيئية في كافة المراحل. والمنظومة تم تصميمها أيضاً بحيث تكون قادرة على تقييم كل مكونات المشروع المخصص لاستضافة المسابقات الرياضية كحلبات التنافس وأماكن الطواقم المساندة والمدرجات المخصصة للمشجعين وصالات التدريب وغير ذلك من المساحات المخصصة للدعم اللوجيستي.


وتراعي منظومة "جي ساس" خصوصية المنشآت الرياضية من حيث الطبيعة التشغيلية التي تختلف وفقا للمناسبات الرياضية، فهناك فترات تشهد فيها تلك المنشآت زخما في التشغيل نتيجة لتنظيم حدث محلي أو دولي معين وتعرف هذه الفترة بفترة الذروة، حيث يكون هناك استهلاك عال للموارد وضغط كبير على الخدمات. وعلى العكس من ذلك توجد فترات تخلو فيها تلك المنشآت من أي أنشطة، كما توجد فترات تشهد استخداماً جزئيا. ناهيك عن أن بعض المنشآت تبنى لاستضافة حدث عالمي مرة واحدة طيلة عمرها كتنظيم بطولة كأس العالم أو المنافسات الدولية الأولمبية مما يستدعي إيجاد صيغة لاستخدام المنشأة بعد انتهاء ذلك الحدث. كل ذلك يجعل من استخدامات المنشآت الرياضية ذات طبيعة خاصة تختلف عن باقي الاستخدامات المعهودة في المنشآت المدنية. وعليه فإن منظومة "جي ساس" تم تصميمها بشكل علمي ومدروس آخذة بعين الاعتبار جميع المتطلبات المتعلقة بطبيعة الاستخدامات والاعتبارات التشغيلية والأمور المرتبطة بالحجم والسعة وغير ذلك من المتطلبات.


وتم استخدام المصابيح الموفرة للطاقة ومصابيح LED وبالإضافة إلى تزويد مبنى (صالة علي بن حمد العطية) بأجهزة استشعار للحركة، كما أن طاقة استهلاك الإنارة للكهرباء تم تقليلها بنسبة %36 مقارنة بالمباني العادية.


كما تم تصميم الصالة الرياضية الرئيسية لكل مبنى بشكل يسمح باستخدامها للعديد من الرياضات مثل كرة اليد والسلة والطائرة والجمباز وتنس الريشة) ولعبة هوكي الثلج.. كما تم استبدال الأجهزة الموفرة للطاقة بمثيلاتها العادية كالتكييف والمعدات الميكانيكية الأخرى كالمضخات والمراوح وتم تزويد صالة علي بن حمد العطية بخلايا شمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة بواقع 45.000 كيلو وات ساعة في السنة وبمساحة إجمالية للخلايا تساوي 515 مترا مربعا. كما تم تركيب سخانات المياه الشمسية فوق مواقف السيارات لتوفر المياه الساخنة لاستخدامها داخل الصالة.