فوز حزب سيريزا اليوناني يقلق المستشارة الألمانية

alarab
حول العالم 26 يناير 2015 , 06:42م
أ.ف.ب
أعربت ألمانيا، اليوم الاثنين، عن قلقها حيال فوز حزب سيريزا اليساري في اليونان، ما قد يؤدي إلى إعادة النظر في السياسة الأوروبية التي دعت إليها ألمانيا والمبنية على الإصلاحات البنيوية والتقشف المالي.

وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية في مؤتمره الصحافي الدوري: إن أنجيلا ميركل تنتظر من رئيس الوزراء اليوناني الجديد الذي ستهنئه "لدى تعيينه"، أن "يحترم الالتزامات" التي اتخذتها الحكومات السابقة.

وكرر زايبرت القول بأن ألمانيا تريد بقاء اليونان في منطقة اليورو، مشددا على أن "هدف الحكومة الألمانية منذ بدء الأزمة هو الحفاظ على الاستقرار في منطقة اليورو" مع مجمل دول المنطقة. ورفض الإدلاء بأي تعليق على "نتائج انتخابات سيادية".

وكان نائب رئيس الكتلة المحافظة بزعامة ميركل في البوندشتاج هانس-بيتر فريدريش أكثر حدة بقوله في تحذير لصحيفة بيلد الأكثر انتشارا في ألمانيا: "يحق لليونانيين أن ينتخبوا من يريدون. ومن حقنا أن نوقف تمويل ديونهم".

وانتقدت الصحيفة زعيم سيريزا "الخطر" أليكسيس تسيبراس، وعددت مطالبه من "وقف الإصلاحات في اليونان" إلى الحصول على "مساعدات جديدة" أو تعويضات من برلين "عن الحرب العالمية الثانية".

وأضافت صحيفة "بيلد"، أن "منطقة اليورو ليست ملهى يستطيع كل شخص اللعب فيه كما يشاء، الاتفاق يبقى اتفاقا"، مذكرة بأن "أوروبا التزمت" بتعهداتها منذ 2010، ومنحت اليونان "أكثر من 200 مليار يورو".

ويحاول حاكم البنك المركزي الألماني ينس فيدمان منذ الأحد ردع سيريزا من تقديم "وعود فارغة" إلى مواطنيه. وقال ماركوس كربر رئيس الاتحاد الألماني للصناعة، اليوم الاثنين: إن "اليونان أحرزت تقدما على طريق الإصلاحات، والتوقف في منتصف الطريق سيكون كارثيا".

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال جوليان رابولد الباحث في المعهد الألماني للسياسة الخارجية، وهو مركز أبحاث في برلين: إن "التجزئة مسألة حساسة لبرلين التي كانت بالتأكيد تأمل في نتيجة أخرى" لكنها لا تستطيع "دفع اليونان إلى الهوة".

وأضاف أن "ميركل ترى بالتأكيد الخطر الكامن في تغيير الاتجاه على الصعيد الأوروبي"، معتبرا أن "المؤشر" الذي قدمه سيريزا "إلى أحزاب شعبوية أخرى مثل بوديموس في إسبانيا" من شأنه أن يؤدي إلى إعادة النظر في السياسات المطبقة.

من جهة أخرى، دعا حزب دي لينكي اليساري المتطرف إلى "ربيع أحمر أوروبي" عبر رئيسته كاتيا كيبينج، فيما وضعت نقابة فيردي الألمانية "برنامج استثمار لإعادة بناء" اليونان.

وقد حصلت انتخابات اليونان في إطار مضطرب لألمانيا، لأن "المحور الفرنسي-الإيطالي الجديد بذل العام الماضي جهودا جبارة من أجل مزيد من النمو في أوروبا وتخفيف لميثاق الاستقرار"، كما ذكر رابولد.

واعتبر رابولد، أن برلين المضطرة إلى اعتماد سياسة "متساهلة"، سترسم الحد "الضيق" بين المواضيع القابلة للتفاوض وتلك غير القابلة للتفاوض. وقال: إن "خفضا جديدا لديون" اليونان غير مطروح "في الوقت الراهن".

وقد استبعدته الاثنين المتحدثة باسم وزارة المال الألمانية ماريان كوتي، موضحة في المقابل أن تمديد برنامج المساعدة لليونان يمكن مناقشته على المستوى الأوروبي إذا "قدمت أثينا طلبا لذلك".

وباستثناء "بيلد"، تدعو الصحافة الألمانية إلى إعطاء تسيبراس "فرصته"، مشيرة إلى التناقض بين "الثقة" التي يتمتع بها وفقدان الثقة المحيط بالأحزاب اليونانية.

حتى صحيفة دي "فيلت" اليومية المحافظة ترفض تصديق السيناريو الكارثي لـ "غرق منطقة اليورو"، معتبرة أن خطورة الوضع المالي اليوناني يجعل من زعيم سيريزا "مصلحا غير منتظر".

واعتبرت مجلة "شبيجل" أيضا، أن تسيبراس "لا يتمتع بالذكاء الكافي" "للبحث عن حل تفاوضي" مع البلدان الدائنة لليونان، رغم أن ملامح إعادة جدولة الديون -مستوى الفائدة؟ ومواعيد الاستحقاق؟ وحجم الديون؟- ما زالت غامضة.

ولم يأخذ المعلقون على محمل الجد سيناريو خروج اليونان من منطقة اليورو. ففي برلين، رأى عدد كبير من الأشخاص الذين سئلوا آراءهم في الشارع، على غرار المتقاعدة جيرد (64 عاما) أن مخرجا كهذا سيكون "سيئا جدا لأوروبا كلها".