«الجزيرة للدراسات» يحتفل بـ10 أعوام من التميّز
محليات
25 ديسمبر 2016 , 01:48ص
اسماعيل طلاي
يحتفل مركز الجزيرة للدراسات يوم 8 يناير المقبل بمرور 10 سنوات على تأسيسه، في احتفال ضخم، تحضره أزيد من 100 شخصية دولية، تضم أكاديميين وسياسيين وإعلاميين ودبلوماسيين من داخل قطر وخارجها، بينهم باحثون وخبراء من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة.
كما سيتم تكريم العديد من الجهات والشخصيات والمؤسسات التي قدمت للمركز طيلة مسيرته، وتنظيم معرض كتاب يضم 100 إصدار للمركز منذ تأسيسه.
وكشف محمد عبدالعاطي، مدير العلاقات بمركز الجزيرة للدراسات في تصريح لـ «العرب» عن أبرز فقرات البرنامج الاحتفالي للمركز للاحتفال بمرور 10 سنوات من تأسيسه، يوم 8 يناير المقبل، بفندق روتانا سيتي سنتر.
وقال عبدالعاطي: إن مركز الجزيرة للدراسات سيدشن اليوم برنامجه الاحتفالي بالذكرى العاشرة، عبر تنظيم طاولة حوار مستديرة، يديرها الدكتور صلاح الدين الزين، مدير المركز، بحضور ممثلين عن وسائل الإعلام، للحديث عن مسيرة المركز وإنجازاته منذ تأسيسه قبل 10 أعوام.
وصرح قائلاً: «سيتطرق الدكتور صلاح الدين بالحديث عن حصيلة إنجازات المركز بعد مرور عشرة أعوام، من خلال تقديم عرض عن تجربة المركز وما ميّزه عن غيره من المراكز وانعكاس ارتباطه بشبكة إعلامية على عمله من جهة وعمل القنوات التي يقدم لها الدعم البحثي من جهة ثانية. كما سيتطرق النقاش إلى تأثير المركز في مجال البحوث والدراسات الجيوسياسية، وإسهامه عن طريق التحليلات والأنشطة والفعاليات البحثية في فهم المشكلات وإقامة جسور لتبادل الحوار بين الأطراف الفاعلة والمؤثرة في المشكلات والقضايا التي تواجه منطقة الخليج ومحيطها الإقليمي والدولي، والذي كان لهذا الأثر في جعل المركز ضمن أكبر مراكز الدراسات تأثيرًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفق التصنيف العالمي لمراكز البحوث».
مؤتمر يتوجّ 3 أعوام من البحوثمع «كامبريدج»
وأفاد عبدالعاطي أن البرنامج الاحتفالي لمركز الجزيرة للدراسات، بمناسبة مرور 10 أعوام، يتضمن سلسلة الفعاليات، تختتم يوم 8 يناير المقبل باحتفال كبير، بالموازاة مع اختتام مؤتمر ضخم يعقده المركز مع جامعة كامبريدج البريطانية، حول «دور الإعلام في مراحل الانتقال السياسي.. حالة تركيا وتونس والمغرب».
وفي اليوم الثاني من المؤتمر، سيتم تخصيص ساعتين للاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس مركز الجزيرة للدراسات، بحضور 100 باحث وأكاديمي وشخصيات من قطر، والمملكة المتحدثة، ودول أخرى، لافتاً إلى أن المؤتمر يأتي تتويجاً لمشروع بحث استمر 3 سنوات كاملة، بالتعاون بين مركز الجزيرة للدراسات وجامعة كامبريدج.
كما يتضمن البرنامج الاحتفالي، بث «برومو» حول الاحتفال بالذكرى العاشرة عبر قنوات الجزيرة الإخبارية، وبث فيلم توثيقي، يؤرخ لمسيرة المركز منذ تأسيسه العام 2006، يتحدث فيه الدكتور مصطفى سواق، أول مدير لمركز الجزيرة للدراسات، والمدير العام بالإنابة لشبكة الجزيرة حاليا، إلى جانب وضاح خنفر، مؤسس المركز، والمدير العام السابق لشبكة الجزيرة، والدكتور مصطفى المرابط، المدير السابق للمركز، وصولا إلى الدكتور صلاح الدين الزين، المدير الحالي لمركز الجزيرة للدراسات.
كما سيتم تكريم أبرز الشخصيات التي قدمت دعما للمركز، من داخل قطر وخارجها، بما في ذلك: إعلاميون وصحافيون، ومحللون، وخبراء، ومؤسسات، وجامعات.
3 إنجازات تميّز «المركز» عربياً وعالمياً
ردّاً عن سؤال حول أهم ما يمّز مركز الجزيرة للدراسات عن غيره من المراكز البحثية عربيّا ودوليّا، صرّح محمد عبد العاطي، مدير العلاقات بمركز الجزيرة للدراسات لـ»العرب»، قائلاً: «إن أهم ما يميّز مركز الجزيرة للدراسات عن غيره من مراكز البحثية عربيّا، وعالمياً، أنه المركز الوحيد المرتبط بشبكة إعلامية عالمياً، الأمر الذي ساهم في تقديم تغطية إعلامية أكثر عمقاً لشبكة الجزيرة، عبر إمداد القنوات الإخبارية بتحاليل إخبارية، ودراسات عميقة، كما أن المركز قدم طيلة مسيرته عشرات الندوات والمؤتمرات الدولية، ويضم شبكة واسعة من الخبراء، تضم 200 خبير عالمي من مختلف التخصصات».
وعن إسهامات المركز خليجياً وعربيّا، أشار عبد العاطي إلى أن «المركز له ارتباط بمنطقة الخليج الحيوية، حيث نجح في تقديم دراسات نقدية وتحاليل حول مختلف القضايا المعقدة التي شهدتها المنطقة، وما تزال، وعربيا، فإن المركز قدم إسهامات بارزة في تغطية أهم الأحداث التي عرفتها المنطقة العربية، من قبيل إسهاماته في تحليل تطورات ثورات «الربيع العربي»، وما تلاها من «ثورات مضادة»، وغيرها من الأحداث».
الخامس عالمياً.. تأثيراً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
قبل 10 أعوام (2006)، بدأت شبكة الجزيرة في تنفيذ استراتيجية جديدة انتقلت بمقتضاها من قناة إخبارية ناطقة باللغة العربية إلى شبكة إعلامية لها عديد القنوات بعديد اللغات، فأطلقت قنوات: الجزيرة الإنجليزية، والجزيرة بلقان، والجزيرة أميركا، والجزيرة ترك، وأنشأت بالتوازي مع ذلك مراكز متخصصة مثل: مركز الجزيرة للدراسات، ومركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير، ومركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان.
اليوم، تقدَّم تصنيف مركز الجزيرة للدراسات إلى المرتبة الخامسة بين أكثر مراكز الفكر والدراسات تأثيراً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2015، وفق «المؤشِّر العالمي لمراكز البحوث لسنة 2015» الصادر عن برنامج المؤسسات البحثية ومنظمات المجتمع المدني في جامعة بنسلفانيا الأميركية والذي أُعلنت نتائجه الأربعاء 27 يناير 2016 في مقر الأمم المتحدة والبنك الدولي.
ويأتي هذا التقدم لمركز الجزيرة للدراسات بعد 3 أعوام متتالية احتلَّ فيها المرتبة السادسة ضمن قائمة تنافسية مع مراكز الدراسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تضم أكثر من 500 مركز.
ويُرجع مركز الجزيرة للدراسات أسباب تقدمه على مقياس المؤشر العالمي لتصنيف مراكز الدراسات إلى جملة من الأسباب، أبرزها: مواكبة دراساته وأبحاثه لإيقاع التغيرات السياسية المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط مع التزام باحثيه في الوقت نفسه بالمعايير البحثية والأكاديمية الرصينة. كما يُرجعها إلى تنوُّع فعالياته وأنشطته البحثية التي أسهمت في تعميق الفهم للمُعَقَّد والمتشابِك من صراعات المنطقة، واستطاع المركز، بالتعاون مع قنوات شبكة الجزيرة الناطقة بالعربية والإنجليزية والتركية والبلقانية ومنصاتها الرقمية، الوصول بتلك الفعاليات والأنشطة البحثية إلى ملايين المشاهدين عبر العالم.
يُذكر أن برنامج المؤسسات البحثية ومنظمات المجتمع المدني في جامعة بنسلفانيا الأميركية يقوم منذ العام 2006 بتصنيف مراكز الفكر الرائدة في العالم وذلك بهدف الوصول إلى فهم أفضل للدور الذي تؤديه على مستوى الحكومات والمجتمعات المدنية، ويُصدر سنوياً مؤشراً بأهم مراكز الدراسات المؤثِّرة على المستويين الإقليمي والعالمي.
ولتحقيق هذا الهدف أعدَّ برنامج المجتمع المدني بجامعة بنسلفانيا قاعدة بيانات لمراكز الفكر حول العالم بلغت 6828 مركزاً، ويطلب من شبكة محكِّمين تضم 25000 صحفي وصانع سياسات وجهات مانحة عامة وخاصة ومتخصصين تقييم هذه المراكز لمعرفة الأكثر تأثيراً منها.
ويُعدُّ المؤشر العالمي لمراكز البحوث إحدى الأدوات المهمة لقياس أداء تلك المراكز، ويعتمد في ذلك عدة معايير، من أبرزها: الإدارة الفعَّالة للبرامج البحثية، وحشد الموارد المالية والبشرية اللازمة لتنفيذ هذه البرامج، وتأثير مخرجاتها البحثية على المجتمع وصُنَّاع السياسات، فضلاً عن كمِّ الإنتاج البحثي وجودته، وعدد زوار منصاتها الرقمية على شبكة الإنترنت.