البريدي: يمكن أن تنتقل عدوى الإنفلونزا بين أبنائنا بسهولة
السليطي: الأعلى للتعليم يتحدى رغبة أولياء الأمور المبنية على خوفهم على سلامة الأطفال
أثار قرار الأعلى للتعليم استمرار الدراسة يوم الخميس الموافق 26 نوفمبر 2015 استياء الكثير من المواطنين، الذين أكدوا أن الأجواء لا تسمح بنقل أبنائهم، خاصة أن بعض الشوارع ما زالت غارقة في مياه الأمطار، ناهيك عن ما يمكن أن يتسبب فيه ذهاب الطلاب في هذه الأجواء من خطورة عليهم، سواء من ناحية تعرضهم للإصابة بالإنفلونزا وانتشار العدوى فيما بينهم بسهولة، أو تأذي بعضهم مع تأثر بعض المدارس بالأمطار.
وشددوا في حديثهم لـ "العرب" على أن الأعلى للتعليم وقع في خطأ جسيم بعدم إلغاء الدراسة يوم الأربعاء 25 نوفمبر على الرغم من التحذيرات المتكررة الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية، الأمر الذي دفع المدارس للتواصل مع أولياء الأمور بعد قرابة ساعتين من اليوم الدراسي للعودة لتسلم أبنائهم حرصاً على سلامتهم، مطالبين بضرورة محاسبة المجلس على خطأ استمرار الدراسة وتجاهل تحذيرات الأرصاد.
ونوهوا إلى أن الكثير من أولياء الأمور عانوا في رحلة ذهاب وعودة أطفالهم للمدارس، فمن الاستيقاظ مبكراً، والسير في خضم أمطار غزيرة، ثم غرق بعض الشوارع ما صعب من حركة السيارات، وانتهاءً بوصول الصغار لمدارسهم وأولياء الأمور لأعمالهم، ثم يأتي الاعتراف بالخطأ عن طريق الدعوة لتسلم الطلاب قرابة العاشرة صباحاً، أي بعد وقت وجيز من بداية اليوم الدراسي.
 
معاناة الأربعاء
 ويقول جابر البريدي: لم يكن متخيلاً من الأعلى للتعليم أن يصدر تعميماً بحضور الطلاب للمدارس الخميس، ألم يستشعر مسؤولو المجلس الخطأ الجسيم الذي وقعوا فيه الأربعاء،
فقد تحول عشرات الآلاف من أولياء الأمور لسائقين في شوارع قطر طوال يومهم، فمن رحلة تستغرق قرابة الساعتين لكي أصل بأبنائي وأبناء أخي بين عدة مدارس مختلفة، إلى رحلة أخرى للعودة إلى عملي، وما لبثت أن وصلت إليه حتى عدت لاستلام الأبناء.
وأضاف:
لم يكن يوما دراسيا، بل معاناة لأولياء الأمور والطلاب، مكثنا ساعات في السيارة من مكان لآخر لعدم استجابة الأعلى للتعليم لتحذيرات الأرصاد الجوية، الأمر الذي توقع معه أولياء الأمور أن المجلس سيستجيب لصوت العقل ويعلق الدراسة الخميس، ولكن الأمر كان مفاجئا للجميع.
وتابع البريدي: أيأمن الأعلى للتعليم عدم حدوث أي مشكلات للأطفال، عشرات الآلاف من أطفالنا يتجمعون في المدارس، وإصابة أحدهم بنوبة برد يمكن أن تنقل للعشرات من أقرانه، خاصة أن الصغار لا يجيدون الابتعاد عن المصابين أو التعامل معهم، أيأمن الأعلى للتعليم ألا يتضرر الأبناء من الأمطار الغزيرة، فقد وجدنا سقف أحد المدارس يسقط كميات كبيرة من الأمطار، ومدارس غرقت في المياه.
وأكد أنه كان الأحرى بالأعلى للتعليم أن يتعاون مع المدارس في ملاحقة المقاولين الذين
ثبت بصورة أساسية أنهم سبب في غرق مدارس بعينها، وأن يعلن المجلس عن قائمة لهم
بحيث لا يتعاون معهم أي شخص يقبل على افتتاح مدرسة جديدة.
ولفت البريدي على أن بيان الأعلى للتعليم عن استمرار الدراسة يوم الخميس أكد أن بعض المدارس تضررت، وأن الدراسة ستلغى بها، ولكن هل يضمن مسؤول المجلس عدم تضرر مدارس أخرى غداً، وماذا يمكن أن تكون الأضرار في حال وقعت مشكلة في مدرسة كالتي وقعت الأربعاء في مدرسة عمر بن الخطاب، والتي غرقت في مياه الأمطار، وصولاً لمكاتبها.
 
تحدي رغبة الآباء
ومن جانبه، قال عيسى السليطي: ما عساها أن تكون الفائدة الكبيرة من استمرارية الدراسة
غداً وتحدي الأعلى للتعليم لرغبة الآلاف من أولياء الأمور، المبنية على أسباب منطقية، وإن قارنا الفائدة بما يمكن أن يحدث من مشكلات للطلاب، حتى وإن كان احتمالها ضئيلا، فهل يستحق الأمر المغامرة.
وأضاف: بين الإصابة بالإنفلونزا أو تأذي أحد الأطفال في المدارس الغارقة أو غيرها من المشكلات التي يمكن أن تقع لولي الأمر في رحلة الذهاب والعودة من المدرسة، هل يستحق الأمر المخاطرة، ولمَ يصر الأعلى للتعليم على قراره بالرغم من ثبوت خطئه يوم الأربعاء، بعدم الاستجابة المسبقة لتحذيرات الأرصاد.
وشدد السليطي على أنه بالرغم من المطالبات الكثيرة التي نادت بتعاون مشترك بين الأعلى
للتعليم وهيئة الأرصاد الجوية، بعد العاصفة الترابية التي ضربت البلاد، وغيرها من الأحداث التي كانت توجب على المجلس أن ينظر بصورة أفضل لما يمكن أن يحدث من ضرر للطلاب وأولياء الأمور، إلا أن الأعلى للتعليم لم يلق بالاً لهذه المطالبات، ولم تلق عنده أي صدى، منوهاً إلى ضرورة محاسبة المجلس عما وقع من أخطاء يوم الأربعاء، والذي استمرت فيه الدراسة على الرغم من التحذيرات المسبقة، فلم تطل عن ساعتين إلى ثلاث ساعات.
 
محاسبة المجلس
 ومن جانبه، قال أحمد المهندي: الذهاب للمدارس أحد مسببات الأزمات المرورية بصورة يومية
تضاعفت في الأمطار، وهذا ما توقعنا من الأعلى للتعليم أن يعيه بصورة أفضل، وأن يصدر قراراً بوقف الدراسة بكافة المدارس، ولكن المجلس تحدى طلب أولياء الأمور بقرار لا ارتباط له بواقع الأمطار التي تسببت في شلل مروري تام في بعض المناطق.
وأكد المهندي على أهمية محاسبة الأعلى للتعليم على عدم تعليقه للدراسة يوم الأربعاء،
لما حدث من أضرار جسيمة لعدد من أولياء الأمور، فبعضهم ظل لساعات في رحلة انتقاله
من المدرسة للعمل ثم المدرسة في قرابة الساعتين، والمجلس أيضاً يتحمل أي أضرار
يمكن أن تقع للطلاب أو أولياء الأمور يوم الخميس مع إصراره على استمرار الدراسة.
 
بيان الأعلى للتعليم
 وكان الأعلى للتعليم قد أكد في صفحته الرسمية على تويتر استمرار الدراسة ليوم الخميس
دون توقف على الرغم من غرق بعض المدارس في مياه الأمطار، ما أثار استياء الكثير من
أولياء الأمور والمغردين، وجاء في بيان الأعلى للتعليم على تويتر عدة تغريدات منها: يعلن المجلس الأعلى للتعليم أن غدا الخميس الموافق السادس والعشرين من نوفمبر الجاري سيكون يوما دراسيا معتادا، ولن يكون هناك تعليق للدراسة في المدارس المستقلة والخاصة، ويؤكد الأعلى للتعليم أن فرق العمل لديه من هيئة التعليم وإدارة الخدمات المشتركة وبالتعاون مع الجهات الأخرى مثل الدفاع المدني، وكهرماء وأشغال وغيرها وقفت على الأضرار التي حدثت في المدارس من جراء هطول أمطار الخير على البلاد اليوم الأربعاء، ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه إصلاح الأضرار البسيطة
وإعادة تأهيل المدارس لاستقبال الطلبة بشكل اعتيادي، كما أوضح المجلس أن عددا
محدودا فقط من المدارس لن تتمكن من استقبال الطلبة غدا، وسيتم تعطيل الدراسة فيها
حتى تتاح الفرصة أمام فرق العمل، المختصة لإجراء الإصلاحات الضرورية ومعالجة الأضرار التي حدثت فيها جراء الأمطار، كما يهيب بالجمهور الكريم إلى عدم الالتفات إلى الشائعات والأخبار المغلوطة بشأن تعطيل الدراسة غدا.