

أطلقت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، أمس الأربعاء، إستراتيجيتها الشاملة للصحّة 2025 – 2027، بحضور سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ورئيس الاتحاد القطري للرياضة الجامعية، وسعادة الدكتور سالم بن ناصر النعيمي رئيس الجامعة، إلى جانب نخبة من ممثلي الجهات الحكومية والأكاديمية.
وأكدت الجامعة أن الإستراتيجية ستساهم في رفع مستوى الوعي وتوسيع آفاق التعاون مع الشركاء داخل الجامعة وخارجها، مؤكدة أنها ستعتمد رزنامة شهرية تُبرز كل بُعد من أبعاد الصحّة الثمانية: الجسدية، النفسية، الاجتماعية، المهنية، البيئية، المالية، الروحية، والثقافية، لتقود مسيرتها نحو مبادرات وفعاليات وفرص متنوعة تشجع على المشاركة وتكرّس ثقافة عافية شاملة.
ومن خلال الربط بين إطلاق الإستراتيجية وتنظيم فعاليات رياضية مميزة، أكدت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا مكانتها كحرم جامعي نشط وملتزم بدعم صحة وعافية مجتمعه، ومساهم رئيسي في تعزيز أسلوب حياة متوازن ومستدام في قطر.
د. إبراهيم النعيمي: محطة مهمة في مسيرة التعليم العالي
أكد سعادة الدكتور إبراهيم النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن تدشين استراتيجية الصحة 2025-2027 بجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا يمثل محطة مهمة في مسيرة التعليم العالي بالدولة، وخطوة استباقية نحو بناء مجتمع قطري صحي، منتج ومستدام.
وأوضح النعيمي خلال كلمته أن الاستراتيجية تعكس رؤية وطنية متكاملة تتجاوز المفهوم التقليدي للصحة، لتشمل أبعادا نفسية واجتماعية وبيئية ومهنية وثقافية وروحية، مؤكدا أن الجامعة تدرك أن الطالب هو كيان متكامل يحتاج إلى بيئة داعمة ومتوازنة تمكنه من تحقيق طموحاته الأكاديمية والمهنية.
وأضاف: «إن غرس الوعي الصحي لدى طلابنا منذ المراحل المبكرة من تعليمهم الجامعي سيمكنهم من اتخاذ قرارات صحية واعية مدى الحياة، ويجعلهم سفراء للصحة في مجتمعاتهم.»
وشدد وكيل الوزارة على الدور المحوري للرياضة الجامعية في تعزيز الصحة العامة وجودة الحياة الجامعية، معتبرا أنها ليست نشاطا بدنيا فقط، بل ركيزة لبناء الشخصية المتوازنة، وغرس قيم الانضباط وروح الفريق، والإسهام في ترسيخ مجتمع جامعي أكثر تماسكا وإنتاجية وسعادة.
كما أشار النعيمي إلى أهمية الشراكات الاستراتيجية بين الجامعة والمؤسسات الصحية والجهات الحكومية والخاصة، لما لها من دور في تبادل الخبرات وتوفير أفضل الخدمات الصحية، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 في مجال الصحة.
وفي تصريح صحفي، أكد وكيل الوزارة أنه يجب استثمار تجربة جامعة الدوحة في تهيئة حرم جامعي صحي بأعلى المعايير العالمية ونقلها إلى المدارس الحكومية بالدولة، معتبرا أن الاستراتيجية تؤكد على ضرورة اهتمام الجامعات كافة في الدولة بصحة طلابها.

د. سالم النعيمي: ثقافة تعكس التزامنا بدعم صحة المجتمع
قال الدكتور سالم بن ناصر النعيمي، رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، إن إطلاق إستراتيجية الصحّة يمثل محطة محورية في مسيرة الجامعة، فهي ليست مجرد مبادرات منفصلة، بل ثقافة مؤسسية متكاملة تعكس التزامنا بدعم صحة وعافية مجتمعنا. ونحن ندعو الطلبة والموظفين للمشاركة الفاعلة والتعلم والانخراط في هذه المبادرات».
وأضاف النعيمي في كلمته بمناسبة إطلاق الإستراتيجية: «نفخر بكوننا الحرم الجامعي الوحيد الحاصل على الجائزة البلاتينية كحرم جامعي صحي من الاتحاد الدولي للرياضات الجامعية، وأوّل جامعة في قطر تحصل على اعتماد مكان رائع للعمل للسنة الثالثة على التوالي. وتدفعنا هذه الاعتمادات لمواصلة الاستثمار في بيئة تعليمية وصحية متكاملة تدعم التفوق الأكاديمي والبحثي».
ردا على أسئلة «العرب»، قال النعيمي إن الهدف الرئيسي للإستراتيجية هو جعل الطلاب والكوادر الإدارية والأكاديمية يتبعون نهجا صحيا ورياضيا، مما ينعكس على دوره بأن يكون عضوا نافعا للمجتمع، مؤكدا أن الإستراتيجية مهمة جدا في تحسين مكانة الجامعة في التصنيف العالمي للجامعات الذي يركز على ما تقدمه الجامعة للحرم الجامعي وللمجتمع المحلي، مشيرا إلى أن الجامعة تسقبل أعدادا كبيرة من خارجها سنويا لاستخدام منشآتها الرياضية.
حول سؤالنا بشأن إمكانية التوسع في البنية التحتية الرياضية لمواءمة الإستراتيجية الجديدة، أكد أن الجامعة تمتلك منشآت رياضية عالية جدا والكثير من الأكاديميات الرياضية لتشجيع المجتمعين الجامعي والمحلي على ممارسة الرياضة، مضيفا أن هناك خطة عشرية لزيادة المنشآت الأكاديمية والرياضية حسب الاحتياج.
نور حسن: 7 أهداف للإستراتيجية أبرزها ترسيخ استدامة الصحة
استعرضت نور حسن أستاذة الصحة البيئية وعضو لجنة الصحة بجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، الإستراتيجية، مؤكدة أنها تمثل رؤية شاملة لدعم الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، وتعزيز مجتمع جامعي صحي ومستدام.
وذكرت حسن أن هناك 7 أهداف محورية تشمل تعزيز الخدمات الموجهة للطلبة والموظفين، ودعم البحث التطبيقي في مجالات الصحّة، ورفع الوعي عبر الحملات التثقيفية، وضمان استدامة المبادرات وتوسيع دائرة المشاركة فيها، وترسيخ استدامة الصحة في الحرم الجامعي، وتحقيق حوكمة فعّالة وتحسين مستمر، مضيفة أن الإستراتيجية تسعى إلى جعل الصحّة عنصرًا مميزًا في تجربة التعليم الجامعي، بما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ويعزز مكانة الجامعة كمرجع إقليمي في هذا المجال.
وشكّل إطلاق الإستراتيجية محطة بارزة ضمن فعاليات الأسبوع العالمي للرياضة الجامعية الذي نظمته الجامعة وجمع المئات من الطلبة وأعضاء الهيئة التعليميّة والإدارية. وتزامنت هذه الفعاليات مع اليوم العالمي للرياضة الجامعية الذي تحتفل به اليونسكو والاتحاد الدولي للرياضات الجامعية.
وقدّم البرنامج مزيجًا غنيًا من الأنشطة الرياضية والترفيهية التي شجّعت على المشاركة الفعالة وروح الفريق، وشملت: حصص لياقة وتمارين ذهنيّة، مباراة كرة القدم الجامعية ضمن دوري قطر المجتمعي، «لعبة الشهر» في الكرة الطائرة للسيدات، بطولات مصغّرة لكرة الصالات للذكور والإناث، منافسات كرة السلة 3x3، و»أولمبياد المرح» الذي أضفى أجواء مليئة بالطاقة عبر تحديات ومنافسات متميّزة.