السادة: ذكر الله أفضل الطاعات
            
          
 
           
          
            
                 محليات 
                 25  سبتمبر  2015 , 03:14م  
            
            
           
          
            
              الدوحة - العرب
            
           
            
          
            أكد الشيخ عبد الله بن إبراهيم السادة، الفضل وثواب المداومة على ذكر الله عز وجل، داعيا للإكثار منه في كل الأوقات، طمعا في الحسنات وأملا في محو السيئات. ووصفه بأنه "أفضل الطاعات وأجل القربات". 
 
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها - اليوم - بجامع مريم بنت عبد الله بالدفنة: عِنْدَمَا نَقْرَأُ القُرآنَ الكَرِيمَ نَجِدُ عِنَايَةً كَبِيرةً بِذِكْرِ اللهِ، وَحَثًّا وَاضِحًا لِلْمُسلِمِينَ أَينَمَا كَانُوا عَلى أَنْ تَكُونَ لُغَتُهُمْ فِي كُلِّ حَرَكَةٍ وَسُكُونٍ هِيَ ذِكْرَ اللهِ، إِنَّ النَّهَارَ الوَاسِعَ المُمتَدَّ مُنْذُ شُروقِ الشَّمْسِ إِلَى غُرُوبِهَا يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ أَنْ يَبْدَأُوا فيهِ بِذِكْرِهِ، وَأَنْ يَخْتِمُوهُ بِذِكْرِهِ، فَيَقُولُ سُبْحَانَه: ((فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا))، وَعِنْدَمَا تَلْبَسُ الأَرْضُ ثَوبَهَا الأَسْوَدَ وَيُخَيِّمُ اللَّيْلُ عَلَى أَرْجَائِهَا المُمتَدَّةِ وَتَبْدُو الحَيَاةُ هَادِئَةً سَاكِنَةً يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ أَنْ يَعْمُرُوا اللَّيلَ بِالذِّكْرِ وَالتَّسْبِيحِ، فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ: ((وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى)).
وأوضح أن َّ ذِكْرَ اللهِ تَدفَعُ إِلَيْهِ الفِطْرَةُ السَّـلِيمَةُ وَالعَقلُ النَّظِيفُ؛ لأَنَّ كُلَّ مَا فِي هَذَا الكَونِ وَكُلَّ مَا فِي الإِنْسَانِ مِنْ خَلْقٍ وَتَكْوِينٍ وَمَا سُخِّرَ لَهُ فِي الأَرضِ مِنْ مَخلُوقَاتٍ دَافِعٌ إِلَى ذِكْرِ اللهِ. أَلاَ مَا أَحَرَانَا أَنْ نَستَعْرِضَ بَعْضَ صُوَرِ الذِّكْرِ وَآثَارِهِ فِي حَيَاتِنَا؛ حَتَّى تَصفُوَ النُّفُوسُ وَتَحْيَا الضَّمَائِرُ بِالعَيشِ مَعَ ذِكْرِ اللهِ.
 
وأشار الشيخ عبد الله السادة إلى أن هَذِهِ الكَلِمَاتِ الطَّيِّبَةَ تَشْرَحُ النَّفْسَ، وَتَطْبَعُ عَلَى القَلْبِ طُمَأْنِينَةً كَبِيرَةً؛ فَيَعُودُ إِلَى الإِنْسَانِ النَّشَاطُ وَالحَيَوِيَّةُ، لِيُصْبِحَ َكَأَنَّهُ قَدْ خَرَجَ مِنْ تَمْرِينٍ رِيَاضِيٍّ صَحِيحٍ، وَالعَجِيبُ أَنَّ قُوى الطَّبِيعَةِ قَدْ سُخِّرَتْ لِتُكْسِبَ هَذَا الإِنْسَانَ النَّشِيطَ مَزِيدًا مِنَ القُوَّةِ وَالحَيَوِيَّةِ، فَقَدْ ذَكَرَ الأَطِبَّاءُ أَنَّ مَسَامَاتِ جِسْمِ الإِنْسَانِ وَقْتَ الفَجْرِ تَبْدَأُ فِي التَّفَتُّحِ؛ لِتَلْتَقِطَ فِي تِلْكَ اللَّحَظَاتِ الجَمِيلَةِ غَازَ الأُوزُونِ، وَهُوَ غَازٌ مُنَشِّطٌ لِلْجِسْمِ ومُقَوٍّ لِلْعَضَلاتِ وَشَارِحٌ لِلنَّفْسِ، وَلا يَكُونُ إِلاَّ فِي وَقْتِ الفَجْرِ، وَلا يَتَحَقَّقُ إِلاَّ لإِنْسَانٍ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّحَظَاتِ بِهِمَّةٍ وَانْشِرَاحٍ دَاخِلِيٍّ، وَذَلِكَ هُوَ مَا يُحَقِّقُهُ ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)).
س.ص /أ.ع