شارك سعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة الأمين العام للمجلس الوطني للتخطيط الاستعراض الوطني الطوعي لدولة قطر لعام 2025 أمام المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وتناول سعادته من خلال عرض تقديمي تفاصيل الاستعراض الوطني الطوعي لدولة قطر لعام 2025، مسلطاً الضوء على التقدم المحرز في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، ومستعرضاً الأولويات الوطنية والتحديات.
وقال سعادته: «نجحت دولة قطر من خلال دمج أهداف التنمية المستدامة في استراتيجياتها الوطنية في إرساء دعائم الابتكار والشمول، واستشراف المستقبل، مستثمرة بوعي استراتيجي في ميادين التعليم والرعاية الصحية، وتأهيل القوى العاملة، والاقتصاد الأخضر. ويزداد هذا التوجه رسوخاً مع الدور الريادي التي تضطلع به دولة قطر بصفتها دولة فاعلة في الحوار العالمي حول الاستدامة، ويتجلى ذلك أيضاً في تنظيمنا واستضافتنا منتديات دولية مرموقة كمنتدى الدوحة، ومنتدى قطر الاقتصادي، وقمة الويب».
وأضاف سعادته: «شمل الاستعراض الوطني الطوعي الرابع لدولة قطر نهجاً جامعاً يشمل المجتمع بأسره، مستقطباً مختلف الكيانات من المنظمات غير الربحية، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمية، والقطاعين العام والخاص، إلى جانب المنظمات الدولية والإقليمية. ومن خلال ثلاث ورش عمل وطنية، بادر المجلس الوطني للتخطيط بتيسير عملية تشاركية غنية، تضمنت أدواراً وأدوات تفاعلية، ومنتديات مفتوحة، وجلسات صياغة جماعية».
مشاركة الشباب
وحول مشاركة الشباب في إعداد الاستعراض، قال سعادته: «كانت مشاركة الشباب إحدى السمات البارزة لهذا الاستعراض، إذ انخرطوا بفاعلية في جلسات حوارية متخصصة وحلقات العصف الذهني لمناقشة التقدم المحرز نحو أهداف التنمية المستدامة».
واختتم سعادته بقوله: «أعيد تأكيد ما أشار إليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله»، بأن دولة قطر لن تدخر وسعاً في العمل مع شركائها الدوليين ومنظمة الأمم المتحدة لتوطيد أركان السلم والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان وسيادة القانون على جميع المستويات، والتصدي للتحديات العالمية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للجميع. وهذا يؤكد رؤية دولة قطر أن التنمية العادلة والشاملة والمتوازنة هي جوهر رحلتنا العالمية المشتركة ويتم ذلك من خلال موازنة النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة».
درب التنمية المستدامة
وألقى سعادته يوم الاثنين 21 يوليو الجاري بيان دولة قطر أمام المنتدى والذي أكد أن دولة قطر تؤمن بأن درب التنمية المستدامة لا يمكن أن تسلكه الدولة منفردة وفي عزلة عن العالم، بل هو مسار يستوجب تعاوناً دولياً وثيقاً. ومن هذا المنطلق، تواصل دولة قطر توطيد تعاونها مع منظومة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، حيث نفخر باحتضان «بيت الأمم المتحدة» في الدوحة ونعتز بشراكاتنا المثمرة مع وكالات رائدة كبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة الهجرة الدولية.
كما شارك سعادته في جلسة حوارية جانبية بعنوان «المرونة الديموغرافية والتنمية المستدامة» أشار فيها إلى أهمية الاستعداد للتحولات الديموغرافية بشكل استشرافي شامل وعبر استراتيجيات قائمة على البيانات.
السياسات الإسكانية المتكاملة
وشارك سعادته كذلك في الجلسة الرفيعة المستوى حول الإسكان الملائم للجميع، حيث ألقى كلمة ختامية سلط فيها الضوء على السياسات الإسكانية المتكاملة لدولة قطر ودورها المحوري في التحضير للقمة العالمية للتنمية الاجتماعية التي تستضيفها الدوحة في شهر نوفمبر المقبل، إلى جانب المشاركة في مناقشات رفيعة المستوى حول الفرص الاقتصادية المرتبطة بالتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
وشارك سعادته في عدد من الاجتماعات الثنائية بهدف بحث سبل التعاون في مجالات التنمية المستدامة، حيث التقى بسعادة الدكتور محمد علي تميم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط في جمهورية العراق، وبسعادة السيد دراغ أوبراين وزير المناخ والطاقة والبيئة ووزير النقل في جمهورية أيرلندا.
وكان سعادة الأمين العام للمجلس الوطني للتخطيط قد ترأس وفد دولة قطر المشارك في المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة الذي عُقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك من 14 إلى 23 يوليو الجاري تحت عنوان «النهوض بحلول مستدامة وشاملة ومرتكزة على العلم والأدلة لأجندة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهدافها لضمان عدم ترك أحد يتخلف عن الركب». ويُعدّ هذا المنتدى المنبر الأساسي في الأمم المتحدة لمتابعة التقدم المحرز على الصعيد العالمي في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، حيث يجمع تحت مظلّته قادة الدول الأعضاء، وممثلي المنظمات الدولية، وأطياف المجتمع المدني، لتقييم الأداء وتسريع وتيرة الإنجاز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.