

دعا إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية جميع الدول الأعضاء إلى الاستثمار في النظم الصحية والوظائف الأساسية للصحة العامة، والتأهب لحالات الطوارئ لتحقيق رؤية الإقليم وهي «الصحة للجميع وبالجميع». جاء ذلك في بيان ألقته، أمس، سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، باسم دول الإقليم، أمام جمعية الصحة العالمية في دورتها الرابعة والسبعين، وقالت في هذا الصدد: «لقد حان الوقت لتنحية السياسة جانباً من أجل الصالح العام، وسنهزم معاً جائحة كورونا «كوفيد - 19»، ولكن علينا أيضاً أن نستعد للجائحة التالية».
وأوضح البيان الذي جاء تحت عنوان إنهاء هذه الجائحة، والوقاية من الجوائح في المستقبل: نبني معاً عالماً أوفر صحة وأكثر أماناً وعدلاً، أن الجائحة تسببت في عرقلة الخدمات الصحية الأساسية، وهو ما أثر في إتاحة الرعاية المنقذة للحياة.
ونوه بأنه في أكثر من ثلثي بلدان الإقليم، أغلقت العيادات الخارجية لعلاج الأمراض غير السارية، أو جرى تقليصها، أو استخدامها في أغراض أخرى، كما حدثت اضطرابات شديدة في خدمات صحة الأمهات والأطفال، ومنها التمنيع، وكذلك توقفت مؤقتاً أنشطة استئصال شلل الأطفال، بينما تواجه البلدان تحديات ضخمة، ولكنها تبذل جهوداً في استمرار تقديم الرعاية، وتعمل على توسيع نطاق التغطية بالتطعيم ضد «كوفيد - 19».
وأكدت دول إقليم شرق المتوسط في بيانها أن جائحة «كوفيد - 19»، تجتاح الصحة والعافية والاقتصادات في شتى أنحاء إقليم شرق المتوسط،، وأنه لا يمكن للقطاع الصحي وحده أن يتغلب على تهديدات الجائحة، بل من الضروري أن تشارك الحكومات والمجتمعات المحلية مشاركة كاملة في هذا الأمر.
وأضاف بيان إقليم شرق المتوسط: «كثيراً ما كان التعاون والتضامن غائبين على الصعيد الدولي على مدى الأشهر السبعة عشر الماضية، ولكن التعاون الاستثنائي أدى إلى تطوير لقاحات آمنة وفعالة في وقت قياسي؛ إذ نجح مرفق «كوفاكس» في توصيل اللقاحات إلى 72 بلداً واقتصاداً من البلدان والاقتصادات ذات الدخل المنخفض والمتوسط في جميع أنحاء العالم، ومنها جميع البلدان الإحدى عشر المشاركة في المرفق من إقليم شرق المتوسط، وعلينا الآن أن نعمل على زيادة إنتاج اللقاحات وطرحها، وأن نضمن الحصول المنصف عليها».
وأوضحت دول إقليم شرق المتوسط، أن الجائحة، أبرزت نقاط ضعف ومشاكل عديدة في شتى أنحاء العالم، ولكنها لا تزال تقدم أيضاً دروساً تساعد على التصدي لمخاطر الجائحة وغيرها من تحديات الصحة العامة.
وقالت إن الاستجابات الفعالة كانت تستند إلى تدابير أساسية في مجال الصحة العامة، هي: الكشف المبكر، والترصد القوي، والتشخيص المختبري في الوقت المناسب، وعزل الحالات وعلاجها، والحجر الصحي للمخالطين، وحماية العاملين في الرعاية الصحية، لافتة إلى أن رفع مستوى هذه القدرات والحفاظ عليها لا سيما على المستوى دون الوطني، يتطلب استدامة القيادة السياسية والموارد المالية.. وفي الوقت نفسه، يمكن لتعزيز عنصر اللقاحات في الاستجابة أن يساعد على زيادة القدرة الإنتاجية على مواجهة تحديات الأمراض المعدية في المستقبل، والانطلاق نحو التمنيع في جميع المراحل العمرية وفقاً لخطة 2030».
وأشار البيان إلى أن «الالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية لن يتحقق إلا بمشاركة متسقة ومبكرة من جانب المجتمعات، يصحبها تبادل المعلومات بشفافية وفي الوقت المناسب، والتصحيح الفوري للمعلومات المغلوطة أو المضللة؛ لذلك، كانت ثقة المجتمع المحلي إحدى السمات المميزة لمكافحة «كوفيد-19» بفعالية. وفضلاً عن ذلك، يجب ألا نغفل عن إدماج الفئات السكانية المستضعفة في الاستجابة، لما يشكله هذا الإدماج من أهمية بالغة، كما أن التطعيم والترصد يجب أن يشمل السكان النازحين داخلياً واللاجئين».
يذكر أن اجتماعات جمعية الصحة العالمية بدأت أعمالها، أمس، وتستمر حتى الأول من يونيو المقبل عبر تقنيات الاتصال عن بُعد.