خلال افتتاح معرض «حوار الحروف بين قطر والصين».. د. السليطي: «الحرف» جسر للتواصل الثقافي

alarab
المزيد 25 أبريل 2025 , 01:24ص
محمد عابد

افتتح سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، معرض «حوار الحروف بين قطر والصين» في مبنى 19 بكتارا. حضر الافتتاح سعادة السيد تساو شياولين سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، وعدد من المسؤولين في كتارا والسفارة الصينية وعدد من الخطاطين القطريين والصينيين حيث يقام بالتعاون مع جمعية الخطاطين الصينيين.

 ويجمع المعرض الذي يستمر حتى 27 ابريل الجاري بين روعة الخط العربي وجماليات الخط الصيني في إبداعات الأنامل الخطاطين القطريين والصينيين، ويضم عشرات اللوحات الفنية لـ 37 خطاطا من قطر والصين، منهم 9 قطريين وهم: راشد مبارك المهندي، شيخة المحمود، صالح العبيدلي، ناصر الخلاقي، موزة الكواري، فاطمة الشرشني فاضل الحداد، عيسى الفخرو، عبدالله الفخرو.

تلاقٍ إبداعي
وأكد الدكتور خالد السليطي مدير عام كتارا في كلمته، أن معرض “حوار الحروف بين قطر والصين» يمثل حدثا فنيا فريدا يجمع نخبة من الخطاطين القطريين وأعضاء جمعية الخطاطين الصينيين، مشيدا بهذا التلاقي الإبداعي الذي يحتفي بجماليات الحرف العربي والصيني، كما يسلط الضوء على القيم الفنية والثقافية العميقة التي تختزنها لغاتنا وهوياتنا.
وقال إن الحرف، وإن اختلفت أشكاله، يبقى وعاء للروح، وجسرا للتواصل، ورسالة تتجاوز حدود اللغة المنطوقة، مؤكدا أن المعرض يعد منصة للتفاهم الثقافي، وفرصة لتعزيز التعاون بين فناني البلدين، وتعزيز آفاق التعاون الثقافي المتنامي بين قطر والصين، فضلا عن معرفة أوجه التشابه والاختلاف بين مدرستين عريقتين في التعبير الجمالي، والتقنيات والرموز والدلالات.
من جهته أكد سعادة السيد تساو شياولين، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، أن المعرض يعكس عمق التبادل الثقافي والتفاهم المتزايد بين البلدين، ويجسد نموذجا معاصرا للتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية.  وقال إن فن الخط العربي والكتابة الصينية يمثلان إرثا حضاريا زاخرا، يحمل في طياته الحكمة والروح الإنسانية للشعبين، مؤكدا أن العلاقات الاستراتيجية بين الصين وقطر شهدت في السنوات الأخيرة نموا متسارعا، لا سيما في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة والتكنولوجيا، مؤكدا أن المعرض يمثل خطوة إضافية نحو تعزيز هذه الروابط، ويسلط الضوء على إبداعات الفنانين والمبدعين في كلا البلدين.
وقال السيد لي شين نائب رئيس جمعية الخطاطين الصينية، يُعد الخط وسيلة راقية للتعبير، ويجسد الخط الصيني تراثاً يمتد لآلاف السنين، وقد أُدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي عام 2009، وأن الخط الصيني له مكانة في الثقافة الصينية، مشيرا إلى أن الخطاطين الصينيين المشاركين في المعرض اختاروا تقديم الحكم والأشعار الصينية.

كتابة البسملة
«العرب « التقت عددا من الفنانين القطريين المشاركين في المعرض، للتعرف على إبداعاتهم.
قال الخطاط القطري راشد مبارك المهندي، قدمت عملين في المعرض، كلاهما يتمحور حول كتابة البسملة، منوها إلى أنه اعتمد في الكتابة على نفس أسلوب وحجم الخط الذي استخدمه في كتابة المصحف، لتكون هذه الأعمال امتدادًا لتلك التجربة الروحية والفنية، وزيّنت البسملة بزخارف مستوحاة من الفنون التركية.
كشف المهندي وهو الذي يكتب حاليا مصحف كتارا في حوار مع « العرب» سيتم نشر تفاصيله لاحقا، “اعتمدت في الكتابة على نفس أسلوب وحجم الخط الذي أستخدمه في كتابة المصحف، لتكون هذه الأعمال امتدادًا لتلك التجربة الروحية والفنية”.
وكشف المهندي أن العمل في كتابة المصحف الشريف يسير بوتيرة متقدمة، وقال: “أنجزنا حتى الآن ما يقارب 25 جزءًا، وبإذن الله سيُكمل المشروع قريبًا وسيرى النور في صورته الكاملة بمشيئة الله تعالى.
بدوره قال الفنان والخطاط عيسى الفخرو، إننا سعداء بهذا الحوار الفني بين الخطاطين في البلدين خاصة أن الأعمال راقية ومبدعة، مشيرا إلى أنه يشارك بلوحتين بخط الاجازة الأولى عبارة عن جزء من آية « اهدنا الصراط المستقيم « وقد كتبت بطريقة فيها امتداد واضح ليدل على ان الاستقامة مطلوبة منا دائما، أما اللوحة الثانية ففيها أسماء الله الحسنى.

كسر القوالب النمطية
وبدوره قال الفنان والخطاط القطري عبدالله الفخرو: «أشارك في معرض حوار الحروف بين قطر والصين بعملين فنيين، الأول بعنوان حب نهائي، والثاني تضمن أبياتًا للشاعر الكبير المتنبي، وقد حرصت على أن أبتعد عن اللوحة الكلاسيكية ذات الإطار والورق، واتجهت إلى تصميم يُنفّذ على سجادة، باعتبارها وسيطًا مختلفًا، لكسر تلك القوالب النمطية، وإبراز الخط العربي كفن قابل للتجدد والتفاعل مع الخامات المعاصرة.
وأشار الفخرو إلى أن هذه التجربة تمثّل محاولة لكسر القوالب النمطية، وإبراز الخط العربي كفن قابل للتجدد والتفاعل مع الخامات المعاصرة، مؤكدًا أن هذا التوجه يسهم في إبراز الحرف العربي في سياقات تشكيلية مبتكرة.
وأعربت الفنانة القطرية فاطمة الشرشني عن سعادتها بالمشاركة في معرض “حوار الحروف بين قطر والصين”، مؤكدة أن هذا المعرض يفتح آفاقًا جديدة للتعبير عن القيم الروحية والإنسانية عبر جماليات الحرف.
وقالت الشرشني إنها تشارك في المعرض بعملين فنيين اختارت أن تكتب فيهما بيتًا شعريًا صوفيًا للشاعر جلال الدين الرومي يقول فيه: “لخوفي مني أسرع إليك”، مشيرة إلى أن هذا البيت يمثّل حالة وجدانية عميقة تُجسّد حوار الإنسان مع الذات العليا.
وأضافت أن اختيارها للكتابة بطريقة رأسية، تحاكي أسلوب الخط الصيني، يأتي انطلاقًا من رغبتها في التأكيد على الرابط الروحي بين الثقافتين، وعلى أن الحرف - رغم اختلاف أشكاله - يظل وعاءً للمعنى، منوهة بأن المعرض يفتح آفاقًا جديدة للتعبير عن القيم الروحية والإنسانية عبر جماليات الحرف بشكل عام.