حلقة نقاشية بمتاحف قطر تستعرض علاقة الفن العام بالتراث الثقافي

alarab
ثقافة وفنون 25 مارس 2019 , 11:44م
الدوحة - قنا
أقامت متاحف قطر مساء اليوم، حلقة نقاشية بعنوان "الفن العام والتراث الثقافي"، في مطافئ مقر الفنانين وذلك ضمن سلسلة "جلسات قطر تبدع" التي تنظمها المتاحف على هامش افتتاح متحف قطر الوطني المرتقب بعد غد الأربعاء. 

وشارك في الحلقة النقاشية كل من السيد عبدالرحمن آل إسحاق، رئيس قسم الفن العام بمتاحف قطر، والفنان الفرنسي جان ميشيل اوثينيل مصمم أحد الأعمال الفنية الجديدة في ساحة متحف قطر الوطني الجديد، وصاحب العمل الفني "كون" في مطار حمد الدولي، والفنان البريطاني ليام جيليك صاحب العمل الفني الجديد "مطوية مقتبسة تفاعلية" الذي دشن مؤخرا في حديقة متحف الفن الإسلامي، والفنان الهندي وشودباتا سنجوبتا، عضو "مجموعة رقص ميديا" الهندية، حيث استعرض المشاركون أهم التجارب الفنية التي قدمها فنانون في ساحات مفتوحة سواء في متاحف عامة أو حدائق عامة أو غيرها، مؤكدين أن برامج الفن العام تضفي رونقا وجمالية على الأماكن العامة وتلعب دورا هاما في إدخال الفن إلى الحياة اليومية لأفراد المجتمع. 

وقال السيد عبدالرحمن آل إسحاق، رئيس قسم الفن العام بمتاحف قطر في الحلقة النقاشية ، إن متاحف قطر تسعى عبر استراتيجيتها لإرساء الفن وتعزيزه في المجتمع من خلال تقديم أشكال متنوعة من الفنون في الأماكن العامة لإلهام المواهب الفنية في دولة قطر وأن ننشئ ترابطا طبيعيا بين الفن والمجتمع، مؤكدا أن متاحف قطر تأمل أن توفر من خلال هذه الأعمال للفنانين المحليين الفرص ليكون نمو الفن العام في الدوحة من الجذور وإعطائهم الثقة للإبداع والنمو الفني.

واوضح أن أهداف متاحف قطر في الفن العام بعيدة المدى، فخلال الشهور القليلة الماضية تم تدشين ما يقرب من عشرة أعمال فنية وهذا كبير ومازال لدينا طموح كبير في هذا الجانب، مشيرا إلى أهمية برامج التبادل الثقافي بين قطر والعديد من دول العالم تعزز التواجد الفني القطري محليا وعالميا.

وفي رده على سؤال لوكالة الأنباء القطرية "قنا" حول مدى استلهام التراث القطري في الأعمال الفنية العامة التي تقدمها متاحف قطر، قال آل إسحاق إن التراث القطري بالفعل مستلهم في الأعمال الفنية المعروضة للجمهور فمثلا العمل الفني "كون" في مطار حمد الدولي هو مستوحى من الإسطرلاب من متحف الفن الإسلامي ومن الأشكال الهندسية الإسلامية لكن بطريقة تجريدية، لكن هناك من يرى صعوبة في استقراء هذه الأعمال.

من جانبه استعرض الفنان الفرنسي جان اوثينيل مصمم أحد الأعمال الفنية الجديدة في ساحة متحف قطر الوطني العمل الفني الذي صممه في بحيرة محيطة بهذا المتحف بأنه مستوحى من الخط العربي وفي ذات الوقت أعد بطريقة معبرة عن كونه أعشابا وحشائش صحراوية لتتناغم مع الشكل العام للمتحف.. منوها بأن من يقترب من العمل يقرأه حروفا عربية، وحين يبتعد تبدوا كأعشاب طبيعية، متناولا بالشرح والتفصيل مراحل إنتاج هذا العمل الفني منذ تصميمه رسما وحتى تجريبه منذ أيام قبل افتتاح متحف قطر الوطني كعمل فني ونوافير أخاذة تحيط بالمتحف في بحيرة كبيرة وتتماهى مع روعة تصميم المتحف، لافتا إلى أهمية أن يبعث العمل الفني البهجة في نفوس الزائرين.

أما الفنان البريطاني ليام جيليك صاحب العمل الفني الجديد "مطوية مقتبسة تفاعلية" الذي دشن مؤخرا في حديقة متحف الفن الإسلامي فتحدث خلال الجلسة النقاشية عن تفاصيل هذا العمل، موضحا أنه عبارة عن 10 قطع فنية غير منتظمة الشكل، كل واحدة منها مسطحة ومطوية بشكل متعرج، تعكس صورا مستوحاة من الأعمال الموجودة في متحف الفن الإسلامي ومتحف قطر الوطني، من بينها رسوم عراقية ترجع للقرن الثاني عشر الميلادي، ودروع تركية تعود للفترة الزمنية 1475-1525م، وأخرى تعكس فن التصوير الإيراني من أوائل القرن التاسع عشر، إلى جانب بعض مجوهرات اللؤلؤ ، ويبلغ طول القطعة الواحدة 4ر2 متر، ويعكس كل منها صورتين، وتوجد بها ثقوب دائرية يمكن للناس النظر من خلالها لبث الحيوية في تلك اللوحات.

كما تناول كذلك عددا من نماذج الأعمال الفنية العامة في باريس وعددا من العواصم التي كان لها أثر كبير في إثراء الثقافة المحلية والعالمية.

بدوره تحدث الفنان الهندي وشودباتا سنجوبتا، عن تأثير أعمال الفن العام في استلهام الثقافات المحلية وكذلك العالمية مستعرضا نماذج أعمال فنية عامة مثل كوريشن بارك في مدينة بومباي الهندية وسجادة فنية في أحد المتاحف الكندية.

جدير بالذكر أن سلسلة جلسات قطر تبدع التي تنظمها المتاحف على هامش افتتاح متحف قطر الوطني تتضمن برنامجا متكاملا من الورش والجلسات النقاشية وتستمر حتى 29 مارس الجاري بمشاركة نخبة من أبرز الشخصيات الثقافية المرموقة في قطر والعالم وتناقش العديد من الموضوعات الفنية والثقافية.