شرع الهلال الأحمر القطري مؤخراً في تنفيذ مشروع إنساني جديد لتوفير خدمات المياه والإصحاح في المناطق النائية والمحرومة بأفغانستان على مدار عام كامل، وذلك بالشراكة مع مؤسسة الأفغان التعليمية والخيرية. ويقدر عدد المستفيدين من هذا المشروع بإجمالي 25,930 نسمة من سكان 28 منطقة موزعة على 7 مديريات تابعة لولايات قندهار وهلمند وفراه وكابول ونيمروز.

تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 720,000 دولار أمريكي (2,628,000 ريال قطري) ممولة بالكامل من الهلال الأحمر القطري، وهو يتضمن سلسلة من الأنشطة منها حفر 16 بئراً مزودة بمضخات تعمل بالطاقة الشمسية في 16 مدرسة بولايات قندهار وهلمند وكابول، لتزويد 16,000 شخص من الطلاب والمعلمين باحتياجاتهم اليومية من المياه النقية، مع تنفيذ أنشطة وبرامج توعوية لهم في مجال المياه والإصحاح.

أيضاً سيتم تشييد 15 مبني كلٌّ منها يتکون من 6 حمامات ومواضئ وأنظمة صرف صحي في 15 مدرسة ذات کثافة طلابية عالية في ولايتي قندهار وهلمند جنوبي أفغانستان، وتشييد مبني مکون من 20 حماماً و40 مكاناً للوضوء داخل دار العلوم في مديرية بجرامي بالعاصمة کابول، لتوفير أنظمة الصرف الصحي لخدمة 3,000 فرد من طلاب ومعلمي الدار، وأخيراً حفر 66 بئراً مزودة بمضخات يدوية، لتوفير مياه الشرب النقية لأكثر من 990 أسرة بولايتي فراه ونيمروز غربي أفغانستان.

ويجري التنفيذ بالتعاون مع مؤسسة الأفغان التعليمة والخيرية كشريك تنفيذي بموجب اتفاقية موقعة مع الهلال الأحمر القطري، وبالتنسيق مع وزارة تطوير وتأهيل المناطق الريفية ومكاتبها في الولايات المستهدفة لتحديد آليات العمل واختيار المواقع المستهدفة وفقاً لمعايير الأولوية والاحتياجات، والسلطات المحلية بالولايات المستهدفة ممثلةً في الولاة ومدراء المديريات وأعضاء مجالس الشورى، وقيادات وأعضاء المجتمع المحلي.

وعن الأهداف العامة للمشروع، قال سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري: "يهدف هذا المشروع إلى تحسين الوضع الصحي ونمط حياة السكان، والحد من انتشار الأمراض والمشكلات الصحية الناجمة عن استخدام المياه الملوثة وانعدام خدمات الإصحاح في المناطق النائية، وتوفير آبار السقيا للمحتاجين في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها".

وأضاف: "نرجو أن يساهم هذا المشروع في تحسين فرص حصول السكان على المياه النقية للشرب والاستخدام اليومي في المناطق النائية والمحتاجة، وتعزيز خدمات المياه والإصحاح في المناطق المستهدفة، وتكريس الوعي والسلوك والممارسات السليمة المتعلقة بالمياه والإصحاح لدى أفراد المجتمع وخصوصاً طلاب المدارس، وتوفير الجهد والوقت المهدر في البحث عن المياه النقية، مما يساعد الطلاب والطالبات في التفرغ لدراستهم".

تأتي أهمية هذا المشروع في ضوء التقارير الدولية التي توثق جوانب الأزمة الإنسانية في أفغانستان، فبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2017، فإن أكثر من نصف سكان أفغانستان لا يزالون بحاجة لمياه الشرب النظيفة وخدمات الإصحاح، وتزداد هذه الحاجة مع تزايد حالات النزوح بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية، علاوة على تدفق آلاف الأسر العائدة من اللجوء في دول الجوار وخاصةً باكستان.

ومن نماذج المستفيدين في مديرية أرغنداب بولاية قندهار، قال عبد الملك: "الشكر الجزيل للهلال الأحمر القطري. وجودكم اليوم هنا دليل على أن الهلال الأحمر القطري يقدم خدماته لكافة الشعب الأفغاني. نحن ممتنون لكم ولهذه الخدمة الجليلة التي قدمتموها لنا، والتي تساهم في حل مشكلة المياه بالنسبة لآلاف الناس في المديرية".

وقال فضل محمد فيضان مدير مؤسسة الأفغان التعليمية والخيرية: "كل الشكر والتقدير للهلال الأحمر القطري، شريكنا في تنفيذ هذه المشاريع. نحن نثمن علاقتنا بالهلال الأحمر القطري، واستطعنا عبره أن نصل إلى الكثير من المحتاجين في أفغانستان، ولدينا شراكة معه في تنفيذ مشروع الآبار من العام السابق. ويأتي هذا المشروع لتعزيز هذه الشراكة وتقديم يد العون للمتأثرين من النزاعات في أفغانستان. نحن نشكر إدارة الهلال الأحمر القطري في قطر، ونشكر إدارة المكتب في كابول على تعاونها ومشاركتها في تدشين هذا المشروع الحيوي، الذي سيستفيد منه آلاف المحتاجين في الولايات المختارة".