مفتي السعودية يدعو للوفاء بالعهود والبعد عن الضالين

alarab
الصفحات المتخصصة 25 مارس 2016 , 08:03م
واس
أوصى مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بتقوى الله عز وجل، والوفاء بالحقوق والعهود التي أمر الله بها قال تعالى ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا )، وقال ( وافوا بعهد الله إذا عاهدتم ).

وأبان سماحته في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، أن للوفاء بالعهد فوائد عظيمة ومزايا كثيرة، وهو من صفات الرب جل وعلا حيث قال ( ومن أوفى بعهده من الله ) ، وقال سبحانه ( أوفوا بعهدي أوفي بعهدكم )، كما أنه من أخلاق الأنبياء عليهم السلام، قال الله تعالى عن إبراهيم الخليل ( وإبراهيم الذي وفى)، أي وفى ما أمر الله به من الكلمات التي أمره الله بإبلاغها فأبلغها، ويقول الله عن إسماعيل عليه السلام ( وأذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً) .

وقال فضيلته كان الوفاء بعهد الله تعالى من أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم، يقول ابن عباس أخبرني أبو سفيان فقال، بما يأمر به محمد صلى الله عليه وسلم قال يأمرنا بالصلاة والصدق والوفاء وأداء الأمانة، قال تلك أخلاق الأنبياء، وهو من أخلاق المتقين ، قال تعالى ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)، وقال تعالى :( إنما يتذكر أولوا الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق).

وأشار إلى أن من فضل هذا الوفاء أنه من أسباب دخول الجنة، يقول صلى الله عليه وسلم “اضمنوا لي ست أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا اؤتمنتم واحفظوا فروجكم و غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم “، مؤكدا أن الوفاء عام للمسلم في شؤون حياته كلها سواء في علاقته مع ربه أو علاقته مع نفسه ومع أهله وجيرانه ومع مجتمعه المسلم على اختلاف طبقاتهم، فأول الوفاء أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين، قال الله تعالى :( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لاتعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن أعبدوني هذا صراط مستقيم )، ويجب الوفاء بعبادة الله وحده لا شريك له ، قال تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ).

وأوضح فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن من الوفاء وفاء للحرف والصناعات بما ينسجون ويصنعون، يقول صلى الله عليه وسلم ” إن الله يحب العبد إذا عمل عملاً أن يتقنه “، وأن على أرباب الصناعات والحرف التحلي بالصدق والوفاء وعدم الغش والخديعة، منوها بأهمية إعطاء العمل حقه والعمال حقهم وافياً كاملاً من غير نقص، لقوله صلى الله عليه وسلم ” أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه “، وقال صلى الله عليه وسلم ” قال الله : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره “.

وأضاف فضيلته أن من الوفاء الوفاء بالشروط في الإجارات والعقود ، قال الله جل وعلا ( يا أيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود)، كذلك وفاء الأبناء والبنات لحقوق الآباء والأمهات، فللأبوين حق عظيم وفضل كبير فهما السبب في وجودك بعد الله ولا أحد أعظم إحسان إليك بعد إحسان الله إلا الأبوين، لذلك يجب الوفاء ببرهما والإحسان إليهما وخدمتهما وطاعتهما بالمعروف والإنفاق عليهما، يقول الله جل وعلا ( فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً).

وأوضح سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن من المصائب أن بعض الناس يجهل هذا كله وينسى الفضل كله ، والله تعالى يقول : (( ولاتنسوا الفضل بينكم)) ، فإذا كبر سن المرأة وعمرها تجاهلها وأهانها و بعد عنها أما طلقها و أما أعرض عنها وتركها ونسيها ونسي تلك الأيام والشهور والليالي والاعوام، ما كأنها مرت نسياناً وجحداناً للمعروف، ومحمد صلى الله عليه وسلم يذكر خديجة وقد ماتت وما نسي فضائلها ومناقبها ومحاسنها ، والدفاع عنها في غيبتها، تذكر عائشة عنها هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم قولها : حسبك من صفية بنت حيي إلى إنها قصيرة ، فقال : لقد قلت قولا لو مزج بماء البحر لأنتنه” ، مضيفا أن للمرأة مكانة عظيمة فأعرف لها حقها وأكرمها وإياك وأهانتها والبعد عنها لاتنسى فضلها ولاتنسى أيامك ولياليك معها.

وقال سماحته : إن الوطن الإسلامي له حق علينا وعلينا أن نوفي له بحقه فمن وفاءنا للعالم الإسلامي الذي عشنا فوق أرضه وتحت سماءه أن نكون حريصين على أمنه واستقراره وطمأنينته والبعد عن كل من تسبب في الفوضى والبلبلة وان نبعد عن آراء المتشيعين الكاذبين وأهل الإشاعات الباطلة والآراء الضالة في قنواتهم الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعية وان لانسمح لهم أن يقدحوا فينا ويفرقوا وحدتنا أو ينشروا عنا أكاذيب وأباطيل لاحقيقة لها كلها من أعداء الإسلام لان هذه الأقاويل والافتراءات تعد مخالفة للإسلام لان المسلم لايليق به أن يقدح في المسلمين أو يفرق بينهم بل يجب عليه أن يسعى لوحدة الكلمة والصدق وتآلف القلوب واجتماع كلمتهم والسمع والطاعة بالمعروف لمن يوليه الله أمرنا ، مشيرا إلى أن على المسلم أن يكون فطنا وألا يكون مصدر للبلاء بمد اليد للمخربين والمجرمين والإخلال بأمن البلد الذي هو أمانة في عنق كل مسلم كل على قدر استطاعته .

شاهد الفيديو..



م . م