400 ألف ريال تكلفة تسوير روضة النعمان.. والإغلاق يجب ألا يحرم المترجلين
مبارك الكعبي: تسوير بجهود ومبادرات فردية.. ونؤيد الإجراء دون مبالغة
حظي التحقيق الذي نشرته «العرب» أمس بعنوان «نباتاتنا صامدة أمام المناخ – ميتة تحت إطارات السيارات» بتفاعل كبير من قبل المواطنين بمواقع التواصل الاجتماعي وعبر اتصالات تلقتها الصحيفة.
وأعرب المواطنون خلالها عن استيائهم الشديد من اعتزام وزارة البيئة والتغير المناخي تسوير الروض بالشباك «الشبك» التي تمنع مرور المركبات والزوار المترجلين على حد سواء.
ووصفوا في ردود متعددة تسوير الروض الذي يعتبر بمثابة إغلاق لها بشكل تام أمام الزوار بأنه «استسلام» للمستهترين وحرمان لمحبي الحياة الفطرية الذين يحرصون على حماية هذه الثروة البيئية أكثر من ممتلكاتهم الشخصية، وأشاروا إلى أنه يمكن إغلاق الروض بشكل يمنع دخول المركبات التي تتسبب بالخراب والدمار للأعشاب والشجيرات ويتيح دخول الزوار المترجلين.
وقال عدد من المواطنين: يجب اعتماد التوعية كآلية أساسية للحد من المخالفات، وتطبيق القانون على المخالفين حتى وان طال الزمن لتحقيق نتيجة مرضية، مشيرين إلى أن اللجوء لإغلاق الروض وتسويرها بالشباك مظهر غير حضاري، ويحرم الأغلبية من أهالي البلاد الذين يحترمون ويقدرون جهود الوزارة لتنمية البيئة والتغير المناخي، ويحرصون على المساهمة في تنمية البر من خلال المبادرات الشخصية لزراعة الأشجار أو تنظيف الروض.
وأضافوا: المخالفات تقتصر على فئة معينة وممارسات فردية، وليس من الحكمة حرمان المجتمع بأكمله من الاستمتاع ببيئتهم، بسبب بعض السلوكيات الفردية التي ينكرونها، وأكدوا ضرورة تواجد وحدات الحماية عند الروض أثناء هطول المطر وبعده، حيث تكثر الزيارات إلى تلك المواقع في مثل هذه الأوقات، ويمكن للمفتشين رصد المخالفات من خلال تواجدهم، كما أن العديد من الجماهير يسهم في الإبلاغ عن المخالفات من خلال تصويرها وإرسالها للجهات المعنية بوزارة البيئة والتغير المناخي.
تطبيق القانون
في البداية قال السيد حمد علي المحري في أحد الردود على تسوير الروض: توجد طرق أفضل من استخدام الشباك لتسوير الروض، وأضاف: تم تطبيقها بجهود شخصية من بعض المواطنين المهتمين بالبيئة والحياة الفطرية، موضحا أن عددا من المواطنين قاموا من خلال مبادرات شخصية بتسوير الروض باستخدام الحجارة أو الطوب، التي أخذت الشكل التكعيبي، وتسويتها بالبلاستر أو الأنابيب، مع لمسات جمالية باستخدام الطلاء لإضفاء صورة جمالية على السور والروضة، وقال بالرغم من أنها فكرة تقليدية وبسيطة إلا أنها نجحت في منع دخول المركبات إلى الروضة، مع إمكانية دخول الزائر المترجل.
في سياق متصل أيد عبدالله المهندي الفكرة، وقال إلى جانب التشريعات الرادعة فهي الحل، وهناك ضرورة لتشديد الرقابة للحد من المخالفات البيئية، وحدات المفتشين إلى جانب نيابة البيئة القائمة حالياً يعزز الدور الرقابي ويفعل التشريعات الخاصة بحماية البيئة، وبوجود الرقابة الدائمة يرتدع من لا تردعه أخلاقه عن العبث بالغطاء النباتي والشجيرات في بيئتنا الغنية.
واقترح السيد سعد المهندي إدخال التصاميم الفنية في تشكيل أسوار الروض، بطريقة تتماشى مع الإطار العام للبيئة، بحيث لا يكون مظهره مؤثراً على جمال الروضة، وكذلك لا تترك مفتوحة أمام المركبات وبما لا يحرم الزوار من الدخول إليها.
وقال «يمكن الاستعانة بالفنانين والمصممين من الكوادر الوطنية لتصميم أشكال الأسوار بطريقة تزيد جمال الروضة ولا تحجبه».
مشروع مبالغ فيه
من جانبه أشاد السيد مبارك الكعبي بجهود وزارة البيئة والتغير المناخي لتنمية البيئة وحماية إرث الأجداد من أعمال التخريب، وقال أرى أن مشروع التسوير القائم حالياً لدى الإدارات المختصة بالوزارة مبالغ به ومكلف، وعلمت أن تكلفة تسوير روضة النعمان بلغت 400 ألف ريال.
وأضاف: قد يكون هذا النهج يشكل عائقا بشكل أو بآخر لتسوير جميع الروض في البلاد لاسيما وأن التكلفة باهظة، واقترح الكعبي أن تُعتمد آلية للتسوير غير مكلفة ولا تمنع الزوار المترجلين من الدخول إلى الروض، إضافة إلى أن التسوير بالشباك مظهر غير حضاري يغطي على جمال الروضة خصوصا في مثل هذا الوقت من العام، لاسيما وأن الأعشاب ذات عمر محدود، فهي تنبت في الربيع ويحرقها لهيب الصيف فتموت، واردف: نحن نؤيد قرار الوزارة بتسوير الروض ولكن ليس بالطريقة المبالغ بها، إنما بطريقة مبسطة تحافظ على الشجيرات والغطاء النباتي وتسمح بدخول الزوار والحلال إليها وليست مكلفة مادياً، فهنا يتم تحقيق الغاية من التسوير ولا يحرم المجتمع من بيئتهم.
وختم الكعبي حديثه بتمنياته للسماح لأصحاب العزب الجوالة بتسوير الروض القريبة من العزب الخاصة بهم. وذلك تحت الإشراف التام لوزارة البيئة والتغير المناخي، مشيراً إلى أن الكثير منهم يرغب في تسوير الروض القريبة منهم للحفاظ عليها من جور المركبات.
تساؤلات حول تخريب الروض
وكانت العرب قد نشرت أمس ملفا خاصا بالاعتداءات على الروض تناولت فيه تساؤلات يطرحها مواطنون وخبراء بيئيون حول تخريب الروض بدهسها بالمركبات، وقالوا إنهم يرون في تسوير الروض وإغلاقها امام المركبات الحل المثالي لمنع التصرفات غير المسؤولة والتي غالباً ما تغفل عنها عين الرقيب. مبدين رفضهم لممارسات بعض الأفراد الضارة بالبيئة مثل التفحيط ودخول الروض بالمركبات مسببين أضرارا جسيمة للنباتات والأشجار التي تكيفت مع المناخ في البلاد. ولم يقتلها شح الماء أو حر الصيف، فيقتلها متهوراً بقصد الاستمتاع بالأجواء الجميلة عقب هطول الأمطار.، غير عابئين بما يسببه ذلك من أضرار للنباتات والحياة الفطرية الهشة، فضلاً عن تدمير الروض المفترض أن تزدهر عقب موسم الأمطار.
على الجانب الآخر تناول الملف عددا من الشخصيات المهتمة بالبيئة التي تحرص على إطلاق مبادرات لتنظيف الروض وزراعة الأشجار وغيرها، يعكس اهتمام الأفراد بالبيئة وأسفهم على مثل هذه السلوكيات الخاطئة والتي يجّرمها القانون ومدى الوعي حول قضايا البيئة واثرها على الوطن والمواطن. فحرص المواطن وغيرته على بيئة بلاده تعكس وعيه، مما يمكن ان تتسبب به التصرفات الخاطئة من مضار للغطاء النباتي الذي يعد جزءاً من أرث مرابع الأجداد ومن حق الأجيال القادمة.
مبادرات فردية
ولا يقتصر الاهتمام على انتقاد السلوكيات الخاطئة بل ذهب إلى أبعد من ذلك إلى القيام بمبادرات فردية لزراعة الأشجار والعناية بها كتلك التي أطلقتها رابطة الشهبانة والتي يديرها مواطنون مهتمون بالبيئة، حيث وزعوا آلاف الشتلات على الأفراد ليزرعوها ويتكفلوا بعنايتها حتى تكبر وتصبح قادرة على امتصاص حاجياتها من المياه والأملاح المعدنية من التربة.