السيسي يطيح بـ 1500 ضابط من مواقعهم بالجيش
حول العالم
25 يناير 2016 , 10:46ص
وكالات
أطاح رئيس النظام المصري الحالي عبدالفتاح السيسي بأكثر من 1500 ضابط من مواقعهم في الجيش خلال عامين، في سبيل فرض سيطرته على المؤسسة العسكرية وضمان ولاء القادة والضباط له، وخوفا من دعم بعضهم لثورة جديدة أو انقلاب على ممارساته القمعية.
وكشفت مصادر عسكرية مصرية أن تلك المحاولات تتم بشكل سري دون الإفصاح عنها بأي شكل من الأشكال، وأن بعضها تمثل في عزل بعض ضباط الجيش والإطاحة بهم خارج المؤسسة العسكرية، من خلال إقالتهم المباشرة أو إحالتهم للتقاعد، لافتة إلى أن عدد هؤلاء تجاوز 250 ضابطا.. بحسب موقع "عربي21".
وفي سبتمبر 2012، أعلنت جريدة "الشروق" عن إطاحة السيسي بعدد كبير من اللواءات داخل الجيش، وصل عددهم إلى 70 لواء، من بينهم أعضاء في المجلس العسكري، أبرزهم ممدوح عبد الحق وإسماعيل عتمان ومحسن الفنجري وسامي دياب وعادل عمارة ومختار الملا، مؤكدة أن رئيس النظام المصري أجرى تغييرات جذرية بالقوات المسلحة، وأنه أعد قائمة بأعضاء المجلس العسكري الجديد.
وبحسب المصادر، تمت محاكمة ما يقرب من 200 ضابط "عسكريا"، وأن أغلب هؤلاء الضباط صدرت ضدهم أحكام بالسجن لفترات مختلفة، فضلا عن اعتقال العشرات من الضباط بالسجون العسكرية، بعد أن وجه لهم القضاء العسكري العديد من الاتهامات من بينها التخطيط للانقلاب العسكري وتغيير الدستور، والسيطرة على مؤسسات الدولة، والخروج عن طاعة رئيس الجمهورية، والترويج داخل الجيش للخروج عن طاعة رئيس الجمهورية، وإفشاء الأسرار العسكرية، والانضمام لجماعة الإخوان المسلمين.
وأشارت المصادر التي رفضت الكشف عن نفسها، إلى أن بعض الضباط المحالين للمحاكمات العسكرية استطاعوا الهروب للخارج، وأن عددا قليلا منهم انضم للجماعات الجهادية في سيناء (أقل من 15 ضابطا)، مضيفة أن هناك عددا قليلا من الضباط تقدموا باستقالات من الخدمة العسكرية، احتجاجا بشكل ضمني على ما يقوم به قادة الجيش، وآخرين خوفا على حياتهم بسبب تصاعد أعمال العنف، خاصة في سيناء.
ولم يستطع الإعلام المصري الحصول على تفاصيل أي قضية عسكرية يحاكم فيها بعض ضباط الجيش، سوى القضية رقم "3" عسكرية المتهم فيها 26 ضابطا من القوات المسلحة برتب مختلفة، وكذلك قياديين في جماعة الإخوان المسلمين، أمين عام حزب "الحرية والعدالة" في محافظة الجيزة حلمي الجزار، وعضو مكتب الإرشاد في الجماعة الدكتور محمد عبد الرحمن، التي تم الحكم فيها بأحكام تراوحت بين 10 و15 و25 سنة سجنا.
وأكد الإعلامي والناشط الحقوقي، هيثم أبو خليل، أن هذه القضية ملفقة تماما، بهدف تصفية معارضي الانقلاب داخل الجيش، وأنها بمثابة رسالة تخويف ومعاقبة لمن وصفهم بالضباط الشرفاء الذين أيدوا ثورة 25 يناير، خاصة أن هؤلاء الضباط جمعهم حبهم لثورة يناير ورفضهم للانقلاب العسكري.
وأشارت المصادر إلى أن أكبر وأوسع إجراء قام به السيسي في إطار محاولاته تلك، هو قيامه بالإطاحة ببعض ضباط الجيش بشكل غير مباشر، وذلك من خلال حركة تنقلات داخلية تقضي بنقل هؤلاء الضباط من مواقعهم الإستراتيجية أو الهامة أو الميدانية إلى مواقع أخرى لا شأن أو تأثير لها، سواء كانت أعمالا فنية أو إدارية، أو الإطاحة بهم في مناطق نائية على الحدود مع ليبيا أو السودان، بعيدة تماما عن صناعة القرار سواء العسكري أو السياسي، مؤكدة أن عدد هؤلاء تجاوز 750 ضابطا.
وأوضحت المصادر أن حركة تنقلات الجيش لا تعلن على الإطلاق بخلاف حركة تنقلات وزارة الداخلية السنوية، لأن الأولى بطبيعتها "سرية"، وتخضع لوزير الدفاع ولرئاسة أركان القوات المسلحة بالكامل.
واستطردت قائلة "السيسي سرع تغيير قيادات الجيش من مواقعهم من الشمال للجنوب، ومن الشرق للغرب، ومن الجيش الثاني إلى الجيش الثالث، حتى لا يتمكن لواء أو عميد أو قائد فرقة أو أي ضابط من البقاء في منصبه لفترة طويلة، فيستطيع أن يساهم في تغيير الأمور ويصبح له نفوذ ما بشكل أو بآخر".
وفي سبتمبر 2015، أطاح السيسي بشكل غير مباشر باللواء محمد العصار من منصبه مساعدا لوزير الدفاع لشؤون التسليح وقام بتعيينه في منصب حكومي غير مؤثر على الإطلاق داخل الجيش ليكون وزيرا للإنتاج الحربي.
وأكدت وسائل إعلام تابعة للنظام الحالي أن "العصار" تولى الملفات الإستراتيجية عقب ثورة 25 يناير، وأنه كان مهندس صفقات الجيش، ومن أكثر الشخصيات قربا لأمريكا داخل الجيش.
وأكدت المصادر أن التغييرات الداخلية التي شهدها الجيش المصري تعدّ هي الأكبر في تاريخه، مقارنة بأي مراحل أخرى، خلال فترة لا تتجاوز العامين ونصف العام.
وذكرت المصادر أن السيسي يقوم بمحاولات مماثلة لتلك التي يقوم بها داخل الجيش في جهاز المخابرات (الحربية والعامة)، وفي وزارة الداخلية، وفي القلب منها جهاز أمن الدولة، أو ما يعرف حاليا بالأمن الوطني.
وعقب انقلاب الثالث من يوليو، كان جهاز المخابرات العامة المصرية على رأس أولويات قادة الانقلاب، من حيث أولوية إحداث تغيير سريع في قيادته، فقد أطاح السيسي في أول قراراته باللواء محمد رأفت شحاته رئيس الجهاز المعين من قبل الرئيس مرسي.
وأحال السيسي الخميس 31 ديسمبر 2015، 13 مسؤولا استخباراتيا رفيعا للتقاعد، حيث نشرت الجريدة الرسمية، نص القرار، ضمن تصفيته لجهاز المخابرات على خلفية إقالته بشكل معلن لـ 67 ضابطا في الجهاز منذ الإطاحة بالرئيس الشرعي محمد مرسي.
وفي ديسمبر 2015، أصدر وزير الداخلية، مجدي عبد الغفار، قرارا بتعيين رئيس جهاز الأمن الوطني، اللواء محمود الجميلي، مديرا لأمن الإسكندرية، بديلاً عن اللواء أحمد حجازي، وتعيين اللواء محمود يسري، مساعدا أول لوزير الداخلية لقطاع الأمن الوطني، إلا أن الخبير الأمني، ووكيل جهاز أمن الدولة سابقا، اللواء فؤاد علام أكد أن قرار نقل رئيس جهاز الأمن الوطني، لا يتم إلا بأمر مباشر من رئيس الجمهورية، لأن وزير الداخلية لا يمتلك أن يصدر مثل هذا القرار "منفردا".
ووصفت المصادر العسكرية ما يقوم به السيسي بتغييرات جذرية داخل الجيش بأنه شبيه بالمحاولات التي اتبعها سلفه الرئيس الراحل أنور السادات، في إطار ما كان يسميه بـ"ثورة التصحيح"، لمحاولته القضاء على نفوذ ما عرف بمراكز القوى، غير أن المصادر قالت إن السيسي "تجاوز ما كان يقوم به السادات بمراحل".
وكشفت المصادر أن السيسي وجه تعليمات للمخابرات الحربية، التي قام بتوسيع وزيادة صلاحياتها وسلطاتها داخل الجيش وخارجه، بتشديد مراقبة اتصالات وتحركات الضباط، وجمع كافة المعلومات الممكنة عنهم، وإعداد تقارير دورية عنهم، حيث إن من بين مهامها المعلنة هي مراقبة مستوى الأمن في المنشآت العسكرية والأمن بما في ذلك أمن الوثائق والأفراد والأسلحة وغيره، والتأكد من "حسن انضباط وولاء الضباط والأفراد".
م.ب