

                            خلص مؤتمر بحثي نظَّمه عن بُعد مركز الجزيرة للدراسات، مؤخراً تحت عنوان «المشكلات النظرية والتطبيقية لمناهج البحث في علوم الإعلام والاتصال»، وشارك فيه نخبة واسعة من أساتذة الإعلام وباحثيه من عدة بلدان عربية، إلى أن مناهج البحث في علوم الإعلام والاتصال ضمن المجال البحثي والدرس الأكاديمي العربي تعترضها مجموعة من العوائق الإبستمولوجية؛ الأمر الذي تسبب في حالة من الجمود ليس في هذا الحقل المعرفي فحسب، بل وفي محتوى المعرفة الإعلامية ذاتها. 
وأكد المشاركون في المؤتمر، الذي اشتمل على جلسات أربع، أن النشاط البحثي العربي لا يزال يُكرِّس مقاربات منهجية كلاسيكية يغلب عليها الطابع الوصفي والكمي، ومداخل نظرية اختزالية في دراسة الظواهر والقضايا الإعلامية عبر تدوير واستعادة تصورات فكرية موروثة، وأُطُر نظرية تقليدية، مما أدى إلى تعميق الفجوة بين نتائج البحث والشروط العلمية المُؤَسِّسَة لفهم الظاهرة الإعلامية ودراستها في سياقاتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية. 
وخصَّ المتحدثون مناهج البحث المتعلقة بالبيئة الإعلامية الرقمية التي أصبحت،أداة وموضوعًا ثم مجالًا بحثيًّا، وأوضحوا في هذا الصدد أن تلك المناهج بحاجة إلى تطوير في النمط الفكري (البراديغم) وهو ما لم يتوافر في الأبحاث العربية بعد. 
وفي ختام المؤتمر، دعا المشاركون إلى تطوير المعرفة الإعلامية عبر مداخل مختلفة؛ تكوينية ومنهجية وهيكلية، تشمل تطوير البنية التحتية للمؤسسات الجامعية.