50 منظمة إنسانية وإغاثية دولية تجتمع بالدوحة الأربعاء
محليات
24 أكتوبر 2015 , 01:51ص
الدوحة - العرب
تنظم جمعية قطر الخيرية يوم الأربعاء المقبل مؤتمرا دوليا بعنوان: «مؤتمر الأزمة الإنسانية السورية.. واقع المعاناة وحجم الاستجابة»، ولمدة يوم واحد، تشارك فيه 50 منظمة إنسانية وإغاثية دولية وإقليمية ومحلية، بحضور ممثلين عن الأمانة العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والبنك الإسلامي للتنمية ووزارة الخارجية القطرية وهيئة تنظيم الأعمال الخيرية بقطر.
ويبحث المشاركون بالمؤتمر تنسيقا أفضل وشراكة فعالة في التعامل مع الأزمة الإنسانية في سوريا، ومواجهة متطلبات فصل الشتاء الوشيك.
وستكون الجلسة الافتتاحية الساعة الثامنة والنصف صباحا، بقاعة القصر، فندق ويندام – ريجينسي
وذكرت الجمعية أن تنظيم المؤتمر يأتي انطلاقا من واجبها الإنساني، وخبرتها الدولية التي تمتد لربع قرن.
وأشارت إلى تفاقم المعاناة الإنسانية للشعب السوري بوتيرة متسارعة، وارتفاع أعداد المتضررين منها بشكل كبير، وامتداد الأزمة التي توشك أن تنهي عامها الخامس، ووجود خلل واضح في الاستجابة الدولية لها، وينتظر أن تزداد معاناة النازحين واللاجئين قسوة وبؤسا مع حلول فصل الشتاء الذي بات على الأبواب.
وتولي قطر الخيرية الأشقاء السوريين أهمية خاصة ، وشملت المشاريع التي تم نفذتها لصالح الشعب السوري منذ بداية الأزمة، مجالات التعليم والصحة والغذاء والمأوى، وتم توجيه %67 من هذه المساعدات إلى الداخل السوري بتكلفة زادت على 213 مليون ريال، فيما تم توجيه النسبة الباقية إلى اللاجئين في دول الجوار.
وبلغت مجمل المساعدات التي قدمتها قطر الخيرية للشعب السوري منذ بداية الأزمة وحتى نهاية شهر سبتمبر الماضي حوالي 322 مليون ريال، واستفاد منها 6.083.517 شخصاً.
تشييد 4 قرى للنازحين
وانتهت قطر الخيرية قبل أيام من تشييد 4 قرى للنازحين السوريين تشتمل على 400 وحدة سكنية مسبقة الصنع، وستنتهي في شهر نوفمبر القادم من تشييد مدينة الريان السكنية التي تعد أكبر مدينة سكنية نموذجية للنازحين السوريين بقيمة 40 مليون ريال، ليكون إجمالي هذه الوحدات السكنية 1400 وحدة مع المرافق الخدمية اللازمة لها.
وزار وفد من قطر الخيرية إحدى القرى الجديدة، وضم الوفد محمد عبدالله اليافعي المدير التنفيذي لإدارة الشؤون المساندة، وإبراهيم زينل المدير التنفيذي لإدارة التنمية الدولية بالإنابة.
بدأ السيد «طالب سراج» في غاية الارتياح والطمأنينة وهو يحدّث وفد قطر الخيرية عن النقلة التي أحدثتها الوحدة السكنية مسبقة الصنع في حياته وحياة أسرته منذ أن سكنها قبل ثمانية أشهر.
وتعد هذه الوحدة السكنية واحدة من ضمن 100 وحدة مماثلة، منحتها قطر الخيرية له ولأمثاله من النازحين السوريين الذين اضطرتهم ظروفهم لترك ديارهم وبيوتهم طلبا للأمان، في إطار قرية نفذتها بدعم من محسني دولة قطر في ضاحية سجّو على الحدود السورية التركية، وأطلقت عليها اسم « قرية المتنافسون2».
وتتكون «قرية المتنافسون2» للنازحين السوريين التي بدأ الانتفاع بها منذ بداية العام الحالي من 100 وحدة سكنية تستوعب 600 شخص، وتبلغ مساحة كل منها 17.5 متر مربع، وتتضمن غرفتين، إضافة إلى مسجد ومدرسة وعيادة طبية، ونقاط لتوزيع المياه وأخرى لتجميع النفايات، وحمامات، ومغاسل، وملاعب للأطفال، وتعتبر القرية صديقة للبيئة لاستخدامها الطاقة الشمسية، وقد تم تزويد كل أسرة بثلاجة ومروحة وموقد غاز وراديو و6 فرش و6 بطانيات وستائر وسجاد للأرضية، وخزانة ملابس وحافظة للماء، وقد بلغت تكلفة القرية حوالي 2.6 مليون ريال وأنجزت نهاية العام الماضي.
وتم تسمية القرية بـ «المتنافسون2» لأن من قام بتمويلها هم مجموعة شباب من نجوم المجتمع القطري في إطار مسابقة «المتنافسون» التي أقيمت تحت مظلة قطر الخيرية، بهدف إشراك المجتمع بطريقة فريدة في العمل الخيري، واستثمار نجومية هذه الشريحة في خدمة العمل الإنساني. وقد تمكن المشاركون فيها خلال 45 يوما، في النصف الأول من عام 2014، من جمع 12 مليون ريال لصالح المتضررين من أبناء الشعب السوري.
توزيع 9 آلاف طرد
ووزعت قطر الخيرية مؤخرا 9 آلاف طرد غذائي بالداخل السوري لدعم عائلات الأيتام والأرامل، ضمن حملة «سند أهل الشام» في عدد من المحافظات.
ويأتي هذا المشروع في إطار سعي قطر الخيرية الدؤوب إلى توفير الغذاء وتأمينه للشعب السوري، خاصة النازحين بالداخل السوري، الذين تم استهدافهم بهذا المشروع، حيث استفادت منه المناطق التالية: «حلب وريفها، وإدلب وريفها، وحماة وريفها، وحمص، ودمشق ومخيمات النازحين».
وقد تمثل المشروع الإغاثي في تقديم سلال غذائية على النازحين العائلات المحاصرة في مدن الداخل السوري، وقد احتوت السلال المقدمة على «الأرز والسكر والزيت والشعرية والشاي» وغير ذلك من المواد التموينية الضرورية.
و استفاد 7 آلاف شخص من السلال المذكورة من سكان «حلب وريفها وريف حماة وإدلب وريفها وريف اللاذقية» فيما استفاد سكان المناطق المحاصرة في ريف حمص وريف دمشق من 2000 سلة أخرى، وقد تم تخصيص نسبة جيدة من هذه السلال لعائلات الأيتام والأرامل.
وتهدف قطر الخيرية من وراء هذا المشروع إلى تخفيف معاناة النازحين السوريين في الداخل من خلال توزيع المواد الغذائية الأساسية للحد من معاناة الشعب السوري عموما، والاعتناء بالأيتام والأرامل وغيرهم من الأسر التي فقدت معيلها.
وتمنح قطر الخيرية أولوية خاصة لمجال الغذاء، وذلك بسبب الحاجة الماسة إليه، حيث يستحيل أن يعيش النازح السوري دون غذاء، وبناء عليه استحوذ مجال الغذاء على نسبة كبيرة من إجمالي مشاريع قطر الخيرية الخاصة بالشعب السوري.
وقال د محمد السليطي، المشرف على حملة «سند أهل الشام»: «إن الجمعية أثبتت دائما التزامها المطلق والمستمر في تقديم المساعدات الإغاثية للنازحين السوريين، مشيراً إلى ما تبذله قطر الخيرية في سبيل التخفيف من معاناتهم وتوفير كل الوسائل الضرورية لهم من أجل حياة أفضل.
وأكد إعطاء قطر الخيرية مزيدا من الأولوية في مشاريعها الإغاثية للداخل السوري، نظرا للحاجة الأكبر هناك، منوها بأن مشاريع الداخل تشكل %67 من إجمالي مشاريع قطر الخيرية الخاصة بالمتضررين السوريين.
وأضاف أن قطر الخيرية ستبذل مزيدا من الجهد مستقبلا للاستجابة للاحتياجات الإغاثية والإنسانية الأكثر إلحاحا بالتعاون مع كل الشركاء وكل المعنيين بشؤون النازحين بالداخل السوري حتى يتمكنوا من الحصول على كل وسائل العيش الكريم.
وقد سبق لقطر الخيرية أن نفذت مشروعا زراعيا لصالح السكان في كل من «ريف حلب - ريف إدلب - الساحل» وتم عن طريقه استثمار 50 هكتارا لزراعة القمح والبطاطا، وتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع جمعية الأيادي البيضاء بتكلفة بلغت 900 ألف ريال. وقد مكَّن هذا المشروع من المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للمتضررين في الداخل السوري من خلال توفير مخزون من المواد الغذائية الأساسية وبأسعار وكميات مناسبة خصوصا مع طول أمد الأزمة السورية، وتأمين فرص عمل لعدد معتبر من العاملين في المجال الزراعي لسد احتياجات ومتطلبات الحياة اليومية لهم ولعائلاتهم، واستغلال المساحات الزراعية بشكل جيد ومفيد.
س.ص