لوك تويمانز: قطر في تطور دائم واستثنائي ومتاحفها عالمية

alarab
حوارات 24 أكتوبر 2015 , 01:35ص
عبد الغني بوضره
هو واحد من الفنانين الذين سخّروا موهبتهم وتبرعوا بأوقاتهم وأعمالهم الفنية دعماً لحملة كانت ترنو لمساعدة مجموعة من أكثر الأطفال تهميشاً وعرضةً للخطر في العالم، وذلك في إطار دعم أهداف حملة «1/11» العالمية التي جرى إطلاقها مطلع هذا العام بالتعاون بين مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا «روتا» ومؤسسة نادي برشلونة لكرة القدم ومنظمة يونيسيف لتوفير التعليم أمام الأطفال المهمشين في بنجلاديش وإندونيسيا ونيبال.

فإلى جانب الفنان البلجيكي لوك تويمانز، نجد الفنانين: تاكاشي موراكامي ودميان هيرست وجيف كونز وريتشارد سيرا، فضلاً عن الفنانين المنتمين للشرق الأوسط كإيتيل عدنان وشيرين نشأت واِلْسيد ووائل شوقي وجميعهم تربطهم علاقات تعاون مع متاحف قطر. ويعتبر الفنان البلجيكي لوك تويمانز، المولود عام 1958، أحد أهم أسماء جيل جديد من الرسامين التشخيصيين، ويُشهد له بالمساهمة في إحياء فن الرسم خلال تسعينيات القرن الماضي.

 وعُرضت أعماله في متاحف مختلفة في أنحاء العالم منها: معهد الفن في شيكاغو، ومركز جورج بومبيدو بباريس، ومتحف الفن بلوس أنجليس، ومتحف الفن الحديث بنيويورك، ومتحف بيناكوتيك مودرن بميونيخ، ومتحف سولمون جوجنهايم في نيويورك، وتيت جاليري في لندن.

ومن بين أبرز معارضه الفردية تلك التي أقيمت في مينيل كولكشن بهوستن عام 2013 تحت عنوان «لوك تويمانز نايس» والتي قدم فيها لوحاته الخاصة برسم البورتريه. ومن بين معارضه السابقة الأخرى تلك التي استضافها المتحف الحديث بالسويد في عام 2009 وتات مودرن في لندن 2004.

وفي 2001، مثّل الفنان بلده بلجيكا في النسخة التاسعة والأربعين من بينالي فينيسيا.. يقدم حاليا معرض «التعصب» بالدوحة، حيث كان لـ«العرب» لقاء معه حوله وحول نظرته إلى الفن التشكيلي عموما فكان هذا الحوار...

معرضك الموسوم بـ «التعصب» هو الأضخم والأول لك في منطقة الخليج وفي العالم العربي. بداية كيف وجدتَ الدوحة؟

- هي بلد صغير مثل بلجيكا، لكنها في تطور دائم واستثنائي، فإذا عقدنا استثناء، فقبل سنوات، كانت البناية الشاهقة والوحيدة هي فندق الشيراتون، لكن بعد تسعة عشر عاما، هناك نهضة عمرانية كبيرة.
فقطر من الدول التي وضعت النقط على الحروف في مجال تطوير الوعي والعلوم وبخاصة في المجال الثقافي مما أعطاها غنى وتأثيرا على محيطها في الخليج. ومن هنا آثرت أن أعرض في هذا البلد.

ثم إن متاحف قطر تنضوي تحتها متاحف متخصصة تضاهي المتاحف العالمية كمتحف الفن الإسلامي ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث. وخلاصة القول فإن دولة قطر في وقت قصير ستسهم بشكل لافت في بناء جيل جديد من الفنانين والمبدعين في مختلف المجالات وستكون لهم كلمتهم في المستقبل القريب على الصعيد العالمي.

الأسبوع الماضي، كان افتتاح كبير لمعرضك الشخصي. هل ترى أن العالم العربي أمسك البوصلة الحقيقية لفن راق وبناء؟

- بالفن والحوار يمكن أن نبني عالما جميلا، ونحن نعيش في عصر العولمة. فأنا عرضت في أوروبا وأميركا واليابان، فالفن لغته عالمية وليس له حدود إقليمية. كما أن هناك فنانا مصريا أقام معرضا رائعا في متحف «وائل شوقي». والمهم أن الفطرة السليمة هي الأهم.

لماذا «التعصب» كعنوان لمعرضك؟

- التعصب يعني التعصب، فكما قمت في السابق خلال معرض شخصي لي، ورسمت بورتريه لكوندليزا رايس، وهذا العمل موجود في هذا المعرض، وعملية الهدم في شيكاغو عام 1995، كما أن هناك فيلما لـ «دابليو جريفلد» يعود لبدايات القرن العشرين (ما بين 1913 و1914)، ويناقش مسألة الاستشراق.

بالنسبة لك، هل الفن والرسم يمكن لهما أن يرسما لنا ملامح حل مشكلة التعصب؟

- أعتقد أن الثقافة عموما تعطينا شيئا لا يمكن لشيء آخر أن يقدمه لنا وهو «الاستعارة»، وفي هذا المعنى، فإنه بالفن نستعير أشياء ما نعبر عنه بـ «فن الوقت»، وأجد هنا أنه ليس الفن الذي لا يغيّر، بل العالم هو الذي لا يريد هذا التغيير، كما أن السياسيين لا يريدون هذا.

في ستينيات القرن الماضي إلى حدود التسعينيات، يمكن القول إن فن البورتريه بدأ يتلاشى، وإنك أسهمت في عودة بريقه في أوروبا وأعطيته معنى آخر.

- عندما عدت إلى فن البورتريه، لم أركز على وجوه الأشخاص الحقيقية. وليس بورتريهات «نفسية»، والتقيت عالم نفس وأمدني بصور تحليلية، وما قمت به، أخذت هذه الصور، وقمت بتغيير بعض التأثيرات، ليس من أجل إفراغها، وإنما بقيت محافظة على قوتها. بالإضافة إلى الألوان التي استخدمتها ثم تقنية الإخفاء. وبما أنني أنحدر من الغرب، فإن الصورة التي اشتغلت عليها من الغرب. بالإضافة إلى أن الرسم كان أول أشكال الفن المفاهيمي، ويعد أقوى إبداعات الإنسان تأثيرا، إذ يمتلك القدرة على التمكين ويحمل قيمة رمزية حقيقية.

عودة إلى بورتريه «كوندليزا رايس» المتواجد في المعرض. ما الذي يمثله بالنسبة لك؟

- يعني الكثير، وعندما اشتغلت عليه، كانت رايس سكرتيرة الولايات المتحدة، كما أن العديد كان معجبا بهذه الشخصية، وهي امرأة تهتم بالمضمون، وكانت ضد العنصرية، واختارت الحزب الجمهوري الذي ألغى العبودية وفي كل هذه العناصر، أردت إنجاز هذا البورتريه، كما أن مدير متحف بتيكساس هنأني على هذا العمل، وهو الآن في ملكية متحف الفن الحديث في نيويورك. كما أنه وجه عمومي. وعندما سُئلت هل رأت هذا البورتريه، أجابت على الفور: نعم.

مسألة أخرى أود أن أشير إليها، وهي أنني عمدت خلال مسيرتي الفنية إلى ابتكار أعمال فنية تعالج مواضيع السياسة المتغيرة بشكل سريع في عالم اليوم. وأدركت في بداياتي أن الرسم بشكل خاص والفنون بشكل عام، تعتبر أداة قوية تعكس القضايا والأحداث التاريخية والسياسية والاجتماعية وتناقش مواضيع الهوية وكل ما يتعلق بالإنسان، بل إنها تساهم كذلك في معالجة هذه القضايا والتأثير عليها إما سلبا أو إيجابا.

بالمقابل، هناك أربع بورتريهات لمساجين ورسمتهم بضبابية، بينما جاء بورتريه رايس واضحا، ما السبب؟

- هي ضبابية الخطر، ومرور الزمن عليهم، وعندما رأيتهم في حرب الخليج الأولى، كنت خائفا جدا. وملامحهم غير واضحة، مثل ما هو في ألعاب الفيديو.

وهم ربابنة طائرات حربية أسرتهم القوات العراقية، وهي الصورة الحقيقية لتلك الحرب.

ونجد لوحة لزهرة الأوركيديا الخضراء. هل يفسر هذا أن لك ميولا لحب الطبيعة الخالية من المشاكل؟
- الورود والزهور هي رمز للجمال وحب الحياة، وعندما رسمت هذه اللوحة، كتب مقالات عنها، ومفادها أن النباتات كلها يتم تغيير جيناتها على نطاق واسع وطبيعتها الأصلية.