العرب ترصد: «العودة إلى المدارس».. ضغوط مالية تثقل كاهل الأسر

alarab
تحقيقات 24 أغسطس 2025 , 01:24ص
يوسف بوزية

أكد مواطنون ومقيمون أن الأسر تواجه ضغوطاً مالية كبيرة بسبب تزامن مناسبات عديدة تتطلب نفقات استثنائية، بدءاً من تكاليف الإجازة الصيفية والسفر، وصولاً إلى موسم العودة إلى المدارس الذي يستلزم رسومًا ومستلزمات متنوعة.   
وشهدت محلات القرطاسية واللوازم المدرسية إقبالاً كبيرًا مع استعداد العائلات والطلاب لبدء العام الدراسي واقتراب انتهاء الإجازة الصيفية، فيما استعدت المكتبات ومتاجر القرطاسية مبكرًا هذا العام بتوفير تشكيلات واسعة من المنتجات تناسب جميع الفئات العمرية.
وفي حين تحرص العائلات على تجهيز أبنائها بكل ما يحتاجون إليه خلال هذه الفترة، شكا أولياء الأمور من ارتفاع أسعار الحقائب والقرطاسية وتفاوت الأسعار بين المحلات تزامنًا مع موسم العودة إلى المدارس، مطالبين بتشديد الرقابة على المكتبات ومتاجر المستلزمات المدرسية التي تتعمد رفع أسعارها.  وعبّر أولياء الأمور عن استيائهم من التكلفة المرتفعة للمستلزمات وانخفاض جودتها، مما يتطلب رقابة صارمة لوقف استنزافهم المالي، خاصة مع إضافة أقساط المدارس الخاصة ورسوم الزي المدرسي والنقل. 
في المقابل، أشاد آخرون بفعالية حملة «العودة إلى المدارس» التي تنظمها شركة الريل للسنة الثانية بالتعاون مع مكتبات عدة لتقديم عروض حصرية على المستلزمات الدراسية.

عبدالله علي المولوي: فعاليات «الرّيل» تقدم عروضاً متنوعة للمستلزمات

أصبحت فعالية «العودة إلى المدارس» التي تنظمها شركة سكك الحديد القطرية (الرّيل)، حدثا سنويا يترقبه أولياء الأمور والطلاب ضمن رزنامة الفعاليات السنوية لـ «الريل».
وأوضح السيد عبدالله علي المولوي، مدير شؤون إدارة الاتصال والعلاقات العامة في شركة الرّيل، أن الفعالية لا تقتصر على تقديم عروض تسوق بل توفر مساحة مجتمعية تفاعلية تعزز من دور محطات المترو كنقاط جذب حيوية في شتى المناسبات على مدار العام. منوهاً بالتعاون مع المكتبات والمتاجر المشاركة كخطوة إضافية نحو ترسيخ مكانة المترو كجزء لا يتجزأ من حياة المجتمع اليومية، لاسيما وأن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة فعاليات المترو التي تحرص الشركة على تنظيمها بشكل دوري في محطات المترو ضمن التزامنا بتحويل المحطات إلى وجهات مجتمعية نابضة بالحياة، وتعزيز أواصر التعاون والشراكة مع مختلف الجهات من القطاعين العام والخاص.
وتشهد النسخة الثانية التي يشارك فيها عدد من المكتبات والمتاجر المتخصصة في بيع المستلزمات والأدوات المدرسية، إقبالاً كبيراً من الأسر لما توفره من عروض حصرية تقدمها المكتبات والمتاجر المتخصصة ببيع مستلزمات المدارس بمناسبة قرب انطلاق الموسم الدراسي الجديد.
وتستمر الفعالية، التي تنظمها (الرّيل) بالتعاون مع مجموعة من مزودي المستلزمات المدرسية في دولة قطر، حتى 2 سبتمبر 2025، وتأتي ضمن سلسلة «فعاليات المترو»، التي تنظمها الشركة للجمهور في محطات المترو على مدار العام، في إطار خطتها الرامية إلى تحويل محطات المترو إلى نقاط جذب ووجهات حيوية تقصدها مختلف شرائح المجتمع، فضلا عن تعزيز الشراكات والتعاون مع القطاعين العام والخاص.
 وإلى جانب العروض الحصرية على المستلزمات الدراسية، توفر العديد من الأجنحة للزوار متيحة فرصة المشاركة في أنشطة ترفيهية وتفاعلية للأطفال والعائلات تبدأ من الساعة 4 إلى 8 مساء في أيام الأسبوع ومن الساعة 4 إلى 9 مساء خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتضم الفعالية التي تستضيفها محطة المدينة الرياضية الواقعة بالخط الذهبي للمترو، عددا من المكتبات التي تعرض مختلف منتجاتها، كما تجمع الفعالية تحت مظلتها مجموعة من المحلات والسلاسل التجارية الأخرى المتخصصة في بيع المستلزمات والأدوات المدرسية وغيرها.

مطالب بـ «مبادرات» لتخفيف الأعباء المادية

دعت «هبة ناظم عبدالرحمن» وهي أم لطالبين في الصف السادس والرابع، إلى إيجاد مبادرات لتخفيف الضغوط المادية على الأسر مع بدء الموسم الدراسي، على غرار مبادرة شركة (الرّيل) لتوفير العروض على المستلزمات الدراسية.
وأكدت أن التجار يوفرون مستلزمات دراسية مستوحاة من الشخصيات الكرتونية، وأبطال المصارعة، بأسعار مرتفعة وبجودة منخفضة، مشيرة إلى أن سعر الحقيبة المدرسية يصل في بعض المحال والمكتبات إلى 300 ريال، مستغلة أن الفئة المنتفعة منها هي من صغار السن الذين يسهل جذبهم.
وأوضحت أن الأسواق تشهد إقبالاً كبيرا لتوفير متطلبات عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة من أحذية وقرطاسية وحقائب حيث يتفنن في عرضها وترويجها أصحاب المحلات للتربح من هذا الموسم، لافتة إلى أن بعض الأهالي يضطرون إلى شراء حقائب متدنية الجودة نسبيا بسبب ارتفاع الأسعار لأن الشركات المصنعة للحقائب ولوازم المدرسة تعمد بشكل سنوي إلى ابتكار أشكال جديدة تحمل صورا لشخصيات مشهورة سواء كانت كرتونية أو لأبطال في كرة القدم والمصارعة بنظام ثلاثي الأبعاد 3D.
ودعت حماية المستهلك والجهات المعنية لتشديد الرقابة في موسم العودة إلى المدارس وسن قوانين وفرض غرامات على المحلات التجارية التي تتلاعب في الأسعار، لاسيما وأن هذه المشكلة تمس شريحة كبيرة من المجتمع.
ووافقتها الرأي في هذا الإطار السيدة عفاف «أم إبراهيم» مبينة أن الجهات المعنية مطالبة بخفض أسعار القرطاسية والحقائب المدرسة والمستلزمات التي لا يقل مجموعها عن 600 ريال للطفل الواحد، مشيرة إلى أن سعر الحقيبة المدرسية لطالب في مرحلة الابتدائي يقدر بنحو 200 ريال هذا إلى جانب المستلزمات المدرسية الأخرى التي تشمل الأقلام، الدفاتر، المقلمة، وعبوات المياه ومستلزمات حفظ الطعام وغيرها.

محمد الدرويش: متطلبات المدارس الخاصة مُبالغ فيها

أكد السيد محمد الدرويش أنه بالرغم من أن الأسواق تشهد إقبالا من الجمهور للشراء خاصة الأقسام التي تعرض الملابس والأحذية والمستلزمات الدراسية والقرطاسية استعدادا لانطلاق العام الدراسي الجديد، إلا أن الأسعار لم تتغير. وقال: «لا يوجد أي فروق بين ما كانت عليه الأسعار وقت الخصومات والعروض وما عليه الآن، نظرا لأن كافة العروض في حقيقتها هدفها فقط تحميل المستهلك أعباء إضافية على استهلاكه الفعلي، بما فيها عروض المستلزمات المدرسية، مؤكدا أن ما يسمى العروض الموسمية هدفها جذب الزبائن وليس التخفيف عليهم».
ودعا وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي إلى التصدي لظاهرة تحويل المستلزمات المدرسية إلى تجارة موسمية، تتربح منها المدارس الخاصة إلى جانب المصروفات الدراسية المبالغ فيها. 
ولفت إلى أن ضغوط المدارس الخاصة، ومتطلباتها المبالغ فيها لا تقتصر على الزي المدرسي فحسب، بل تمتد إلى تحديد عدد الأقلام والكراسات وألوانها، مشيراً إلى أن كثيراً منها مبالغ فيه بصورة كبيرة، الأمر الذي يضيف عبئاً كبيراً على أولياء الأمور. وأكد أن هناك تفاوتاً كبيراً في أسعار القرطاسية بين المحال التجارية، وهو ما يستلزم من إدارة حماية المستهلك تفعيل الرقابة على المحال ومحاسبة المنافذ التي تقوم بزيادة الأسعار مقارنة بباقي الأسواق.
ولفت إلى أن رسوم المدارس الخاصة مع تكاليف شراء المستلزمات المدرسية باتت تؤرق بعض الأسر والعائلات، خصوصاً الأسر التي لديها أكثر من طالبين وبالتالي عليها توفير هذه المستلزمات مهما كانت مكلفة نظراً لحاجتها من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى لا يشعر الطفل بأنه أقل من زملائه.

محمد العقلة: ارتفاع الطلب مع بداية العودة من الإجازات

قال السيد محمد العقلة، مدير فرع إحدى المكتبات إن موسم العودة إلى المدارس يعد أحد أهم المواسم على مدار العام، حيث يتجه الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين إلى شراء اللوازم المدرسية الجديدة لبدء العام الدراسي، بأسعار أقل من السوق في مختلف فروعنا المنتشرة في 6 مناطق في مدينة الدوحة، مؤكدا ارتفاع الطلب على المنتجات الخاصة بالموسم من الحقائب المدرسية والقرطاسية بجميع أنواعها، إلى جانب المنتجات الحرفية والسلع المنزلية التي تمتاز بسمعة استثنائية في قطر. وأكد العقلة أن منافذ البيع بالتجزئة في مختلف مناطق الدوحة تشهد حركة نشطة بفضل موسم العودة إلى المدارس وبدء عودة معظم المواطنين والمقيمين من إجازاتهم الصيفية، ما ساعد في زيادة الطلب على المستلزمات المدرسية والسلع المختلفة، ورفع نسبة المبيعات بشكل ملحوظ. 
وأشار إلى أن المكتبات ومحال القرطاسية تنتهز حلول موسم العودة للمدارس لتزويد فروعها بالمنتجات الخاصة بهذا الموسم وطرح مجموعة كبيرة من المنتجات التي يحتاجها المعلمون والطلاب على حد سواء، من حقائب ودفاتر وكراسات وأقلام وجميع المستلزمات المدرسية، والمكتبية، والألعاب، والمستلزمات الفنية والوسائل التعليمية بأسعار قد تتفاوت من مكتبة إلى أخرى ومن متجر إلى آخر، وهو ما يستدعي من أولياء الأمور المقارنة بين المحلات وحسن اختيار منفذ البيع الصحيح. وأكد أن كل القطع المعروضة مصممة بعناية وتشهد اقبالا كبيرا ولذلك ندعو جميع أولياء الأمور والطلاب ونحثهم على الاستعداد المبكر لموسم العودة إلى المدارس.