شهد سوق العقارات في مدينة الدوحة نقلة نوعية بارزة في أعقاب استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، حيث مثل هذا الحدث منصة دولية كبرى أسهمت في ترسيخ المكانة العالمية للمدينة وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية على الصعيد الدولي، الأمر الذي انعكس إيجابا على ثقة المستثمرين.
وذكرت الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري «عقارات» في بيان بحسابها الرسمي بمنصة «إكس» أن المؤشرات الرسمية تؤكد هذا المسار، إذ سجلت معاملات البيع في مدينة الدوحة خلال النصف الأول من عام 2025 ارتفاعا بنسبة 34.3 % مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، وبقيمة إجمالية قاربت سبعة مليارات ريال.
كما أشارت «عقارات» إلى ارتفاع عدد المعاملات العقارية بما يفوق الضعف منذ ختام بطولة كأس العالم أيضا، في دلالة واضحة على استمرار الزخم الاستثماري واستدامة النمو في هذا القطاع الحيوي.
أهم الركائز الاقتصادية
وفي سياق متصل قال تقرير لشركة الأصمخ للمشاريع العقارية إن القطاع العقاري في قطر يشكل في الوقت الراهن أحد أهم الركائز الاقتصادية، باعتباره وجهة آمنة للاستثمار، حيث يحرص العديد من المستثمرين على توجيه سيولتهم نحو هذا القطاع.
وذكر التقرير أن السوق العقاري القطري يعد من أبرز القطاعات القادرة على تحقيق عوائد مجزية للمستثمرين، إذ يستحوذ على نسبة كبيرة من النشاط الاقتصادي في مختلف مناطق الدولة.
وأضاف أن شريحة واسعة من المستثمرين ورجال الأعمال تسعى إلى استثمار أموالها في مشاريع عقارية تضمن حماية رؤوس أموالهم وتنميتها، مع تحقيق عوائد تفوق ما توفره الاستثمارات التقليدية الأخرى.
نمو ملحوظ في البناء والتشييد
وأشار التقرير إلى أن القطاع العقاري في قطر يواصل تسجيل نمو ملحوظ في مجالات البناء والتشييد بمختلف المناطق، مستفيدًا من وفرة السيولة المحلية، ليحتل المرتبة الثانية بعد قطاع الطاقة وفقاً للتقارير الرسمية.
كما لفت إلى أن شريحة من المستثمرين تركز على قطاع التأجير عبر إنشاء المجمعات التجارية والمكاتب الإدارية، خصوصاً في مناطق الأعمال الحيوية، متوقعًا أن تشهد السوق مزيدًا من الصفقات خلال الربع الأخير من العام الجاري.
وبيّن التقرير أن القطاع العقاري يعد اليوم من أسرع الأنشطة الاقتصادية نمواً في الدولة، بفضل الدعم والتسهيلات التي تقدمها الجهات المعنية، ما ساعد الشركات العقارية على تعزيز أنشطتها خلال الفترة الماضية.
كما شدد على أن هذا القطاع يمثل خيارًا استثماريًا آمناً في ظل السياسات التنموية التي تنتهجها الدولة والعوائد الجاذبة التي يوفرها للمستثمرين.
طفرة عمرانية متسارعة
وأضاف التقرير أن قطر شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة عمرانية متسارعة، في إطار نهضة اقتصادية شاملة انعكست على مختلف قطاعات السوق. ويرى أن التطوير العمراني الذي شهدته الدولة عزّز مكانتها الإقليمية وأسهم في ترسيخ موقعها كوجهة عقارية بارزة في المنطقة.
وقال التقرير إن استضافة قطر لعدد من الفعاليات الكبرى في الأعوام المقبلة، دفعت الشركات العقارية إلى التوسع في إنشاء الفنادق والشقق الفندقية، بالتوازي مع خطط الدولة الرامية لتطوير البنية التحتية وإقامة المدن الصناعية في ضواحي البلاد.
وشهدت قيم الصفقات العقارية أداء مرتفع وفق بيانات آخر نشرة صادرة عن إدارة التسجيل العقاري في وزارة العدل للأسبوع الممتد من «10 إلى 14 أغسطس الحالي»، حيث سجلت عدد الصفقات العقارية «66» صفقة، بينما وصلت قيم تداولات العقارات إلى نحو 292.4 مليون ريال، واستحوذت بلديتا الريان والدوحة على النشاطات الكبيرة في التعاملات من حيث عدد الصفقات المنفذة واحتلتا المرتبة الأولى والثانية على التوالي، مشيراً إلى أن متوسط عدد الصفقات المنفذة في اليوم الواحد بلغ «13» صفقة تقريبا، فيما بلغت قيم التعاملات على الوحدات السكنية أكثر من 32.4 مليون ريال، تم تنفيذها خلال ذات الفترة في اللؤلؤة ولوسيل والخرايج.