"الهلال الأحمر" يواصل تقديم خدماته للنازحين في الداخل السوري
            
          
 
           
          
            
                 محليات 
                 24  أغسطس  2015 , 03:40م  
            
            
           
          
            
              الدوحة - قنا
            
           
            
          
            يواصل الهلال الأحمر القطري تنفيذ مشروع "حياة كريمة"، الذي أطلقه بهدف توفير المأوى الملائم للأسر السورية النازحة في الداخل السوري، مُفِيدا في ذلك من صفته القانونية منظمة إنسانية دولية، تتمتع شارتها ومركباتها وكوادرها بحماية خاصة بموجب القوانين والأعراف الدولية، مما يمنحه القدرة على الوصول إلى مناطق النزاعات ونجدة المتضررين منها.
وأوضح الهلال الأحمر - في بيانٍ - أن المشروع يستهدف بناء 2,200 بيت مبني بقوالب طينية مستمدة من البيئة الطبيعية في الداخل السوري، وتتضمن المرحلة الأولى - التي تنتهي في نوفمبر المقبل، بميزانية قدرها 238,161 دولارا أمريكيا (866,739 ريالا قطريا) - بناء 100 بيت دفعة أولى، لإيواء 100 أسرة نازحة، تضم في المتوسط 600 شخص، في قرية آفيس التابعة لمدينة سراقب بمحافظة إدلب، وتبلغ مساحة البيت الواحد 36 مترا مربعا، مقسمة إلى غرفتين ومطبخ وحمام، بتكلفة قدرها 6,100 ريال قطري، بخلاف تكاليف الأعمال الأخرى مثل تهيئة الأرض وإقامة البنية التحتية.
وقد تضمنت آليات تنفيذ المشروع الحصول على موافقة المجلس المحلي؛ بتخصيص قطعة الأرض اللازمة للمشروع بمساحة 3 هكتارات، واستصدار تصريح استخدامها في المشروع، ثم تم إنجاز نموذج إنشائي للبيت الطيني، وبعد اعتماده تم التعاقد مع الجهة المنفذة للأعمال المدنية والإنشائية، وهي جمعية القدرة الخيرية وبناء الهندسية في مدينة غازي عنتاب التركية، والتعاقد مع جهة هندسية استشارية للإشراف على تنفيذ الأعمال المدنية والإنشائية، وهي شركة CRAterre الفرنسية للاستشارات الإنشائية.
وواجه المشروع بعض المعوقات التي نجحت فرق الهلال الأحمر القطري في تذليلها، ومن هذه المشكلات ارتفاع درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية خلال الصيف الحالي، وتوقف ورش العمل لمدة وصلت إلى أسبوعين، بسبب ارتفاع أسعار الوقود، وتدهور الحالة الأمنية لبضعة أيام في المناطق المجاورة، وشح المياه في المنطقة.
ولعلاج هذه المشكلات، قامت فرق الهلال بتوفير مظلات للعمل تحتها، وتجنب آثار ارتفاع الحرارة، وتوفير الوقود عبر الحدود التركية، وتأمين العاملين ومواد البناء للحفاظ عليهم من المخاطر الأمنية المحتملة، وحفر بئر لسد النقص في المياه.
 
وقد كان لهذا المشروع الاستراتيجي أثر إيجابي على مستوى الاقتصاد المحلي، من خلال تشغيل الورش الخاصة، وتحسين دخل العاملين في المشروع خلال فترة التنفيذ، كما يقوم المشروع حاليا بتشغيل خدمات النقل المحلية، وتحريك السوق عن طريق ضخ مواد الأعمال المدنية اللازمة، وكل ما يترتب على ذلك من عمالة للتحميل والتنزيل.
أما على الصعيد الاجتماعي، فسوف يكون للمشروع دور فعال في تغيير حياة المُفِيدين، من خلال الانتقال إلى السكن الطيني بديلا عن الخيام المعرضة للتلف والحوادث والتأثر بالظروف الجوية، ناهيك عن انعدام الخصوصية اللازمة للعائلة والفرد داخل الخيمة، إذ يمتاز السكن الطيني بعوامل خاصة تؤمن للعائلة النازحة حياة كريمة بمستوى أعلى من الخصوصية، وبأقل احتمالية للتعرض للحوادث والوعكات الصحية الناتجة عن انخفاض درجات الحرارة في الشتاء أو ارتفاعها في الصيف.
ويقوم الهلال الأحمر القطري حاليا بالتحضير لمشروع مشابه على مستوى أوسع، يتضمن بناء 500 وحدة سكنية في ريف حلب الشمالي الغربي، بناء على الدروس المُفادة من المشروع الحالي في كل نواحيه ومراحله، مع إدخال أساليب جديدة في التصميم والتنفيذ، تشمل استغلال مميزات الموقع وموارده والخدمات المتوافرة بقربه، ونوع مكابس الطين وطاقتها الإنتاجية، وتكوين البيت الطيني في حد ذاته.
يذكر أن هذا المشروع الاستراتيجي غير المسبوق سوف تليه سلسلة من المشاريع الأخرى المكملة له، وهو مفتوح أمام جميع الهيئات والمنظمات الخيرية المحلية والدولية لدراسته ودعمه، وإقامة مشاريع أخرى على غراره، إذ يسهم في تحقيق جملة من الأهداف الكبرى على المستويين المتوسط والبعيد، مثل إعادة النازحين السوريين إلى البيئة السكنية التي اعتادوا عليها في مناطقهم القديمة، وتخفيف الضغط على دول الجوار، بسبب تزايد حركة اللجوء وتدفق السوريين الفارين بحياتهم، والانتقال من مرحلة الإغاثة والإيواء الطارئ إلى مرحلة التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي وعدم الحاجة إلى المخيمات.