موائد رمضان والعيد تزيد الطلب على مجلات الطبخ

alarab
تحقيقات 24 أغسطس 2011 , 12:00ص
الدوحة - رانيا غانم
بين مجموعة من كتب مشاهير الطهاة العرب، وقفت لولوة وعذاري تنتقيان بعضا منها لمساعدتهما في تحضير ولائم رمضان والعيد، قبل أن تلقيا نظرة على إحدى المجلات المتخصصة في فن الطهي، لتكون المجلة وكتاب آخر لطاهية خليجية شهيرة هما اختيارهما النهائي. تقول لولوة وهي عروس لم تكمل عامها الأول في الزواج بعد: «أجيد الطهي بشكل كبير، سواء للأصناف الخليجية التقليدية أو الأكلات العربية المشهورة، لكنني مع ذلك أحب التنويع في أصناف الطعام التي أقدمها لزوجي على المائدة، وكذا لضيوفنا، خاصة أنني مطالبة بإعداد الكثير من الولائم لأهل زوجي وبعض الأقارب والأصدقاء، وبما أنها التجربة الأولى لي ببيتي الخاص في استقبال الضيوف وإعداد الولائم، كان لا بد من إثبات جدارتي». وتابعت: «إلى جانب أكلاتنا القطرية والخليجية المعروفة، التي نحبها جميعا أقوم بإعداد أكلات أخرى سواء من المطابخ العربية أو الأجنبية، فانا أحب كثيرا المطبخ الإيطالي وأعد أنواعا كثيرة من المعكرونة بأصنافها المختلفة والمعجنات، وكل من تذوقوا طعامي أشادوا بما صنعته». وتقول السيدة إنها فضلت شراء تلك المجلة؛ لأنها تحتوي على عشرات الوصفات الطيبة من مطابخ مختلفة، فيما قامت صديقتها بشراء كتاب الطاهية الخليجية، ولها أسبابها في هذا الاختيار «أتابع برامج هذه الطاهية على الفضائيات، وأنا معجبة جدا بأسلوبها فهي تبسط الوصفات ومتطلباتها، ولا تشترط مكونات بعينها قد لا يمكن إيجادها بسهولة في الأسواق كما يفعل غيرها غالبا، كما أنها تعد الوصفات المختلفة من المطابخ العالمية لكن بما يتناسب مع ذوقنا العربي والخليجي، فليس كل شيء يمكن أن يكون مستساغ لنا، كما أنها تضفي النكهة الخليجية على أكلات كثيرة ومنها أكلات أوروبية خالصة». وتتابع عذاري: «برغم أنني أتابع برنامج هذه الطاهية التلفزيوني، بيد أنني أحببت أن أحتفظ بكتب الطبخ الخاصة بها، فمن كثرة الوصفات والأكلات أنسى المكونات والطريقة، وحتى لو كتبت وراءها، فأحيانا قد تسقط مني بعض الخطوات أو لا تكون المقادير دقيقة، لذا يكون الكتاب هو الحل الأفضل». حلويات وأشياء أخرى وفي المكتبة ذاتها التقينا أم سليمان التي حضرت لشراء كتاب للحلويات فقط -كما قالت لنا- بيد أن سلتها امتلأت بمجموعة كبيرة من الكتب والكتيبات الصغيرة، تقول: «أعشق الحلوى، وتحبها أسرتي كلها خصوصا زوجي، فعقب الإفطار مباشرة لا بد أن أقدم الحلويات للجميع مع القهوة أو الشاي بالحليب، وكذا في السحور، كما نتناولها في الفترة الممتدة من السحور إلى الإفطار، وبشكل عام أفضل صنعها في البيت على شرائها من الخارج، لذا رغبت في التنويع فيها، فخلال الأيام الماضية من رمضان استنفذت كل الأنواع التي أعرفها أو التي أتذكرها، لذا فكرت في شراء كتاب عن الحلويات لأصنع المزيد منها لأقدمها لأسرتي فيما تبقى من أيام شهر رمضان المبارك، وفي عيد الفطر أيضا». وتتابع: «أعجبني هنا أكثر من كتاب عن الحلويات، كما وجدت بعض الكتيبات الصغيرة التي يتناول كل واحد منا نوع معين من الأكلات ويعد الكثير من أصنافه، فهذا كتاب عن إعداد المعكرونة بطرق كثيرة، وآخر عن السلطات فقط بكل أنواعها وباستخدام مكونات جديدة، وهذا كتيب مخصص لأنواع الكباب فقط كالعربي والتركي والشامي والمصري والمغربي، وأعجبني جدا هذا الكتاب الذي يمكن من خلاله صنع الكنافة بأكثر من عشرين طريقة، فهو مناسب جدا لرمضان، وحتى لحلويات العديد». مسؤولة الابتكار ولأن أم صالح تمضي رمضان مع أسرة زوجها وتساعدهم في إعداد مائدة الإفطار، فكرت في الاستعانة ببعض الكتب المتخصصة في الطبخ لمساعدتها في تقديم أطباق جديدة ومبتكرة تضيف للمائدة: «اعتدنا قضاء شهر رمضان بكامله، وكذا أيام العيد في منزل أسرة زوجي، ونجتمع سويا مع أسر باقي أشقائه، وبالتالي تحب كل واحدة من الزوجات أن تضع بصمتها المميزة على المائدة، وعودتهم أن أكون أنا مسؤولة التجديد والابتكار في المطبخ، فكل يوم أعد صنفا جديدا تماما، فأنا أحب برامج الطبخ وأتابع القنوات المتخصصة فيه، وكذا أقوم بشراء كل كتب الطهي التي تتنزل إلى الأسواق، وهذا هو السر وراء أطباقي المبتكرة تلك». وتضيف ضاحكة: «أنا نفسي أصبحت خبيرة في الطبخ، فأنا الآن أضيف إلى الأطباق أو أغير فيها بعض الشيء، وأصنع أصنافا جديدة تماما غير تلك الموجودة في الكتب أو برامج التلفزيون». لكن السيدة ترى أن أسعار كتب الطبخ يكون: «مبالغ فيها بالنسبة لأسعار الكتب الأخرى الموجودة بجوارها على الأرفف». إصدارات متنوعة وتتنوع الكتب والمجلات المتخصصة في الطهي بكافة أشكاله، فكل مشاهير الطهاة في الوطن العربي يحرصون على إصدار الكتب التي تتضمن وصفات الطعام التي يقومون بتنفيذها، لكن أرفف المكتبات لا تكتفي بكتب الطهاة العرب وإنما تحمل أيضا الكتب التي أصدرها الطهاة الأجانب سواء باللغة الإنجليزية واللغات الأخرى أو المترجمة إلى العربية، وتقتصر هذه الترجمة على الإصدارات الأكثر شعبية عربيا. كما تقوم القنوات العربية والأجنبية المتخصصة في فنون الطبخ بإصدار مجلات دورية تتضمن الكثير من الوصفات لطهاة يقدمون برامجهم ووصفاتهم عبر تلك المحطات. شركات المنتجات الغذائية هي الأخرى دخلت على الخط وأصدرت مطبوعات خاصة بها، كالشركات المنتجة لمرقة الدجاج والشوربات حيث تقدم في كتبها وصفات تستخدم فيها منتجاتها، وحتى مطاحن الدقيق لم تترك تلك الفرصة الترويجية الكبيرة، فقدمت هي الأخرى كتب تحتوي على وصفات كلها باستخدام الدقيق الذي تنتجه. وهكذا تتنوع كتب الطهي وتختلف لتتيح للقراء وهواة الطهي كل أنواع الوصفات التي تناسب كافة الأذواق. وللرجال نصيب محمد البائع بإحدى المكتبات أكد لـ «العرب» أن الإقبال على شراء كتب الطبخ ازداد بشكل ملحوظ في شهر رمضان، وكذا الأسابيع التي سبقته «استعدادا من الزوجات والفتيات للشهر لإعداد أصناف جديدة على موائد الإفطار للأسرة أو للضيوف، حيث تكثر العزائم والولائم طوال الشهر، كما زاد الإقبال على كتب الحلويات أيضا خاصة الشرقية منها؛ لأنها تكون مناسبة أكثر لشهر رمضان، وبشكل عام فغالبية المبيعات طوال رمضان وقبله بأيام تكون لكتب الطبخ جنبا إلى جانب الكتب الدينية، خاصة كتب التفاسير والعبادات والكتب التي تتناول الصيام والقيام وفضل العشر الأواخر من رمضان. وعن زبائن كتب الطهي يقول محمد: «بالطبع الغالبية من السيدات والفتيات، لكن أحيانا يشتريها الرجال لزوجاتهم، أو يكونون هم أنفسهم من هواة الطبخ، فمنذ أسبوع جاءني زبون وطلب مني أن أرشح له كتاباً ليشتريه هدية لزوجته، فقلت له إن عليه أن يحدد هو نوع الأكلات التي يفضلها، لكنه أصر على طلبه بأن أحدد له أنا الكتاب، وكأني متخصص في الطبخ ولست مجرد بائع في هذا القسم بالمكتبة، وفي النهاية رشحت له أحد الكتب بناء على كثرة الإقبال الذي وجدته من الزبائن عليه، فاشتراه في الحال». محتفظة برونقها وترى خبيرة الطهي عائشة التميمي أنه رغم وجود برامج الطبخ على التلفزيون والوصفات المتوفرة بكثرة على الإنترنت «فإن كتب الطهي ما زالت تحتفظ برونقها، ولاحظ في المكتبات والمعرض أن أكثر شيء يكون عليه الإقبال هو كتب الطبخ والكتب الدينية وكتب تفسير الأحلام والأبراج». ومن الكتاب المطبوع كنت بداية نجومية الطاهية القطرية الشهيرة، حيث اقتحمت هذا المجال بعد إصدار كتابها الأول عام 2005، تلاه ظهورها تلفزيونيا من خلال برنامج متخصص يحمل نفس الاسم «موائد» على تلفزيون قطر، تقول التميمي: «الكتب هي الأساس، وكتابي (موائد) الذي أصدرت منه عدة طبعات يجد نجاحا كبيرا جدا وإقبالا واسعا، فالكتاب ما زال أفضل من كل شيء، حتى من الكمبيوتر والإنترنت، فكثير من الناس يسألونني لماذا لا أقدم (CD) مع الكتاب، لكني لا أرى له تلك الأهمية، فأنا كربة منزل عندما ادخل المطبخ، لن يوجد لدى الوقت لفتح الكمبيوتر والاطلاع على الوصفات وتسجيلها وكتابتها، لكن الكتاب الموجود لدى يكون مكتوب فيه كل شيء، وما علي إلا فتح الصفحة التي أريدها ثم أحضر المقادير وانظر للطريقة وأقوم بإعدادها، وهذا أسهل بكثير». سألنا خبيرة الطهي وصاحبة سلسلة «موائد» عن أسباب ارتفاع أسعار كتب الطهي، فأكدت أنها لا تجد أسعارها مرتفعة مقارنة بخاماتها وفائدتها: «أنا لا أراها مرتفعة، فمثلا كتابي فيه 440 صفحة أبيعه بـ150 ريالا، وهذا المبلغ لا شيء مقابل فائدته، فعندما تتناولين وجبة واحدة في مطعم انظري كم تكلفك، بينما كم أكلة في الكتاب يمكن إعدادها بنفسك في البيت، وكل طبق لا يكلف شيء، وأتحدى أن يقول أحدهم إن الطبق يكلفه أكثر من 30 ريالا، لكن إذا تناولته في الخارج لا يقل عن 150 إلى 200 ريال، فلو أخذتي الكتاب وقمتي كل يوم بتنفيذ طبقين أو ثلاثة فانظري كم توفرين من المال، ولا أعتقد أن كتب الطبخ غالية».