أصدر قائد شرطة محافظة ذي قار (350 كلم جنوب بغداد)، اللواء حسن سلمان الزيدي، أمرا بنقل شرطي منسوب لمديرية النجدة إلى مركز مستشفى الحسين التعليمي، لرغبته بالتبرع بدمه للملدوغين بسم الأفعى التي اشتهرت باسم أفعى سيد دخيل، بعد أن أثبتت الفحوص المختبرية أن دمه يصلح أن يكون "مصلا شافيا" لهم.
وتقول الحكاية إن الشرطي "فهد صاحب نايف" بعد أن لدغته "أفعى سيد دخيل" المميتة، المعروفة بشدّة سميتها، في أثناء أحد الواجبات، نُقل على إثرها إلى المستشفى للمعالجة، وبسبب مضاعفات صحية، قام بمراجعة أحد مستشفيات العاصمة بغداد، وبعد إجراء عدد من الفحوص اكتشف الطبيب المعالج أن دمه أصبح حالة فريدة، وبالإمكان الإفادة منه مصلاً لمعالجة لدغات الأفعى المنتشرة في قضاء سيد دخيل (25 كلم شرق مدينة الناصرية)، والمفارقة أن الأفعى التي لدغته ماتت مباشرة، بينما عاش هو وتحوّل لقبه في مدينته إلى "فهد أبو حيّة".
واستجابة لرغبته في إنقاذ أرواح المواطنين - بصفة ذلك جزءا من واجب إنساني يقدمه لأهل ذي قار، وخدمة لأبناء شعبه، لاسيما أنه أنقذ فعلا 11 حالة، منها تسع نساء، وثلاثة رجال في مستشفى الحسين التعليمي بعدما استخدم المستشفى دمه "مصلا مضادا" - وافق قائد الشرطة على نقله لمركز شرطة المستشفى، ليكون "تحت الطلب". ويشار إلى أن الأفعى ذات الحراشف المنشارية Echis
carrinatus - التي تعرف محلياً باسم "أفعى سيد دخيل" - تعدّ من الأفاعي ذات السمية الشديدة، برغم صغر حجمها، إذ تتراوح أطوالها بين 30 و80 سم، ورأسها يكون مثلث الشكل، وجوانبها صفراء، ويكون طرف ذنبها مدببا ومعقوفا، وتتميز بخفتها وسرعة زحفها، وعادة ما تنشط في الظلام.