استراتيجية قطرية لاستضافة ونيل حقوق بث أهم البطولات الرياضية العالمية

alarab
رياضة 24 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة – أ.ف.ب
تتسع رقعة الامتداد القطري في ميادين الرياضة العالمية مع ارتفاع سقف الطموحات التي بلغت ذروتها في نيل هذا البلد الغني بالنفط والغاز شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، واحتكار قنوات «الجزيرة الرياضية» القطرية حقوق نقل أهم البطولات العالمية في الشرق الأوسط، وأخيرا الدخول في استثمارات مباشرة في الأندية الأوروبية. ويعد أحدث الإنجازات القطرية في هذا المجال دخول «الجزيرة الرياضية» أمس الخميس شريكا لـ «قنال بلوس» الفرنسية في بث مباريات الدوري الفرنسي لكرة القدم في السوق المحلية بين عامي 2012 و2016 مقابل 510 ملايين يورو نصيب القناة القطرية منها 90 مليونا (علما بأنها حصلت مؤخرا أيضاً على حقوق النقل خارجيا اعتبار من 2012/2013). سبق ذلك بأيام قليلة فقط حصول شركة استثمارية قطرية على %70 من أسهم نادي باريس سان جرمان، مع احتفاظ شركة «كولوني كابيتال» الأميركية المالك السابق للنادي بحصة %30. ومن المعروف أن سان جرمان أنهى منافسات الدوري الفرنسي هذا الموسم في المركز الرابع خلف ليل البطل ومرسيليا وليون، وسيشارك بالتالي في مسابقة يوروبا ليغ في الموسم المقبل. وسيوكل إلى مدير عام قنوات «الجزيرة الرياضية» ناصر الخليفي منصب رئيس مجلس المراقبة في نادي العاصمة الفرنسية. وكشف الخليفي بعد اجتماعه مع أعضاء مجلس الإدارة الأربعاء الماضي أن رئيس النادي روبين لوبرو سيحتفظ بمنصبه، والأمر عينه ينطبق على المدرب أنطوان كومبواريه. ويبدو أن انتقال أكثرية أسهم النادي الفرنسي إلى شركة استثمارية قطرية لم تعجب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشال بلاتيني، الذي دافع عن «هوية الأندية». وقال بلاتيني: «أفهم أنني أدافع عن شيء لا يمكن الدفاع عنه، لكنني من أنصار الحفاظ على هوية الأندية وليس شراء الناس يمنة ويسرة». وأضاف: «لست من مشجعي تملك الأجانب للأندية، وقلت هذا الأمر للإنجليز (شراء بعض الأندية من مستثمرين أجانب وعلى سبيل المثال نادي مانشستر سيتي)، إلا أن قوانين الأنظمة الفرنسية والإنجليزية تسمح بذلك، ولا أستطيع القيام بشيء حيال ذلك». وتابع بلاتيني: «قد نرى مالكا قطريا ومديرا رياضيا برازيليا ومدربا إيطاليا ولاعبين من جنسيات أخرى. لكني لا أرى الرابط مع باريس سان جرمان». ولا تقتصر الاستثمارات القطرية الرياضة على فرنسا، إذ باتت مؤسسة «قطر فاونديشن» الراعي الرسمي لبرشلونة بطل إسبانيا وأوروبا في عقد يمتد حتى 2016. وسيحل شعار مؤسسة قطر مكان شعار الـ «يونيسيف» التابعة للأمم المتحدة والتي تعنى بحماية الأطفال. استراتيجية قطرية سجلت قطر في الآونة الأخيرة نجاحات كبيرة على الصعيد الرياضي وضعتها في صلب خارطة الأحداث العالمية في مختلف الألعاب والبطولات. أهم إنجاز رياضي في تاريخ قطر كان حصولها على حق استضافة مونديال 2022 عقب تفوق واضح على الولايات المتحدة في الجولة الأخيرة من تصويت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي (فيفا) في زيورخ في الثاني من ديسمبر الماضي. وتكرر المشهد بفوز قطر بتنظيم بطولة العالم لكرة اليد بعد نحو شهرين، والتي بقيت حكرا على الدول الأوروبية في غالبية دوراتها، لتصبح أول دولة خليجية وشرق أوسطية تحصل على شرف تنظيم هذه البطولة، وثالث دولة عربية بعد مصر عام 1999، وتونس عام 2005. أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني أكد لـ «فرانس برس» في حينها الأهداف الاستراتيجية وراء هذه النقلة النوعية في استضافة البطولات العالمية. وقال الشيخ سعود «إنها استراتيجية دولة قطر، وقد بدأنا بها قبل عشر سنوات ولم تأت من فراغ»، مضيفا أن رؤية دولة قطر واللجنة الأولمبية برئاسة الشيخ تميم بن حمد هي «لنكن وطنا رائدا يجمع العالم من خلال الرياضة». وتابع: «المسؤولون في دولة قطر يعتقدون أن الرياضة هي أهم استثمار في الشباب، رياضيا وصحيا وثقافيا... فضلا عن فوائدها الإعلامية والسياحية وعلى صعيد البنية التحتية». ليس هذا فقط، بل إن قطر تقدمت في مارس الماضي بطلب استضافة بطولة العالم لألعاب القوى في الهواء الطلق والمقررة عام 2017، وسيجري التصويت على الدولة التي تحتضنها في نوفمبر المقبل في موناكو. وكانت قطر قد استضافت بطولة العالم لألعاب القوى داخل صالة في مارس 2010 في أكاديمية أسباير. كل ذلك دفع أمين عام اللجنة الأولمبية إلى القول «إن موسم 2010/2011 لن يمر من ذاكرتنا كغيره من المواسم وإنما سيبقى خالدا في أذهاننا لأنه شهد تحقق الحلم الذي انتظرناه ليس في قطر فقط وإنما «حلم الأمة» بالحصول على شرف استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 والتي دون شك تعتبر الإنجاز الأكبر على مدار تاريخ الرياضة القطرية». ودأبت قطر على استضافة أحداث رياضية عالمية كبيرة منذ أكثر من 15 عاما وفي مختلف الألعاب خصوصا في ألعاب القوى وكرة المضرب وكرة اليد وكرة القدم. احتكار «الجزيرة الرياضية» باتت الجزيرة المصدر الرئيسي إن لم يكن الوحيد لنقل الأحداث الرياضية العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد أن احتكرت أهم الأحداث من كأس العالم وكأس أوروبا وبطولات الأندية الأوروبية ومعظم الدوريات الأوروبية لكرة القدم (باستثناء الدوري الإنجليزي)، مرورا بالألعاب الأولمبية، فضلا عن بطولات عالمية أخرى في كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة وغيرها. وسبق أن أعلنت «الجزيرة الرياضية» مطلع العام الجاري حصولها على حقوق البث الحصري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لبطولة كأس العالم لكرة القدم في نسختي 2018 في روسيا و2022 في قطر، وكانت قد نقلت أيضاً مباريات مونديال جنوب إفريقيا 2010. وعلق مدير «الجزيرة الرياضية» ناصر الخليفي في وقت سابق خلال رده على مسألة احتكار البطولات الكبيرة بالقول «لا أريد الدخول في ما إذا كان احتكار الجزيرة الرياضية أمرا صحيا أم لا، أترك هذا الأمر للنقاد، لكن إذا نظرنا إلى فرنسا نرى وجود قناة واحدة تعنى بنقل البطولات الكبرى وهي (قنال بلوس) والأمر ذاته موجود في بريطانيا (سكاي سبورت)». ويلخص الخليفي هدف القناة قائلا «إنه يعزز الوجه المشرق للجزيرة الرياضية التي بات ينظر إليها ككيان إعلامي عربي ينشد إيصال رسالة سامية للشباب العربي من المحيط إلى الخليج، وأيضا لكل الرياضيين من شتى بقاع الدنيا، حيث تجمعنا محبة الرياضة وفلسفتها نحو التلاقي والتعايش بين الأمم».